موديز: زيادة أسعار الفائدة تعزز أرباح البنوك في الأسواق الناشئة
موديز: الأسواق الناشئة ستحافظ على التدفقات الأجنبية عبر زيادة أسعار الفائدة
قالت وكالة موديز لخدمات المستثمرين، إن تسارع التضخم في العديد من الأسواق الناشئة لمجموعة العشرين دفع البنوك المركزية في معظم الاقتصادات إلى رفع أسعار الفائدة، على الرغم من التعافي الاقتصادي الهش من جائحة فيروس كورونا.
وذكرت موديز في تقرير حديث اطّلعت «الرؤية» على نسخة منه، أنه من المتوقع إقرار المزيد من رفعات أسعار الفائدة في عام 2022، خاصة من قبل البنوك المركزية للأسواق الناشئة التي لا تزال مبكرة في دورة زيادة الأسعار أو لم تبدأ بعد.
ويركز التقرير، على البنوك المركزية في الأسواق العشرة الناشئة بمجموعة العشرين، والتي تضم كل من الأرجنتين والبرازيل والصين والهند، إندونيسيا والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا وتركيا.
وقال نائب الرئيس الأول للائتمان في وكالة موديز، يوغين تارزيمانوف: «إذا ارتفعت معدلات التضخم بشكل كبير، وأدّت إلى زيادات كبيرة في تكاليف خدمة الدين للحاصلين على القروض، فسيكون من الواجب على البنوك، زيادة مخصصات خسائر القروض».
وأفاد التقرير، بأن تسارع التضخم تجاوز أهداف البنوك المركزية في العديد من البلدان، وهو السبب وراء زيادة أسعار الفائدة.
وكشف التقرير، أن زيادة أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي أدت إلى الضغط التضخمي على أسعار الواردات من خلال إضعاف العملات المحلية.
وبيّن التقرير، أن البنوك المركزية في غالبية الأسواق الناشئة رفعت معدلات الفائدة استجابة للتضخم، ومن أجل الحد من التقلبات المحتملة في تدفق رأس المال.
ولفت تقرير موديز إلى أنه من بين الأسواق الناشئة، لمجموعة العشرين، تواجه تركيا أشد معدلات التضخم، حيث وصل إلى 73% في شهر مايو 2022، وبعدها الأرجنتين بنسبة 61%، ويرجع ارتفاع معدلات التضخم، بشكل رئيسي، إلى قيود العرض والزيادات في أسعار السلع وضغوط العملة.
واعتبر التقرير أن الزيادات التدريجية في أسعار الفائدة، ستعمل على تحسين الأرباح المصرفية في معظم الأنظمة المصرفية في الأسواق الناشئة؛ ولذلك، تتوقع موديز أن تسجل البنوك في الهند والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا زيادات أكبر نسبياً في الأرباح في 2022-2023.
تكاليف الائتمان
كما أدّى تسارع التضخم تاريخياً إلى زيادات في تكاليف الائتمان في 7 من 10 أنظمة من دول مجموعة العشرين، وتتوقع وكالة موديز أن تسجل البنوك في روسيا وتركيا زيادات أكبر في تكاليف الائتمان في 2022-2023.
وأشار التقرير إلى أنه وفقاً للسيناريو القائم على تزايد التضخم، بشكل يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الفائدة، فإنه من المتوقع أن ترتفع تكاليف الائتمان أيضاً في كلٍّ من الأرجنتين وجنوب أفريقيا والبرازيل.
وسيؤدي تسارع التضخم وفقاً لتوقعات وكالة موديز، إلى ارتفاع تكاليف الائتمان، ولذلك فمن المتوقع أن تتراجع أرباح البنوك في البرازيل وتركيا بشكل أكبر مقارنة بالأسواق الأُخرى.
وتوقع التقرير، ارتفاع تكاليف الائتمان أيضاً في الأرجنتين وجنوب أفريقيا والبرازيل.
وحسب التقرير، تُعدُّ العلاقة بين التضخم وتكاليف الائتمان هي الأقوى في تركيا والأرجنتين وروسيا وجنوب أفريقيا بسبب القروض المتعثرة، وعادة ما تزداد تكاليف الائتمان في هذه الأنظمة بشكل أكبر عندما ترتفع معدلات التضخم.
ورصد التقرير، أن جودة أصول البنوك في هذه البلدان الأربعة أكثر عرضة للخطر؛ لأن معدلات التضخم المرتفعة في هذه الاقتصادات كانت ناتجة تاريخياً عن الاضطرابات والتقلبات في أسعار صرف العملات الأجنبية.