بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية، وتولي الملك تشارلز الثالث العرش، تطرح التساؤلات على نطاق واسع عن ثروتها المالية، لكن على عكس أية عائلة ثرية، تحظى العائلة الملكية البريطانية بمعاملة تفضيلية من قبل الحكومة، حيث لن يضطر أبناء الملكة إلى دفع ضريبة الميراث على أي أصول يرثونها من والدتهم، وذلك بموجب اتفاقية تم إبرامها عام 1993 مع الحكومة.
في نفس الوقت فإن هناك غموضاً حول معرفة مقدار ثروة الملكة بشكل دقيق وفقاً لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست، حيث قال الخبير في شؤون العائلة الملكية ديفيد ماكلور إن الأمور المالية الملكية يحيط بها الغموض.
كم تبلغ ثروة الملكة؟
تتراوح تقديرات ثروة الملكة بحسب المصادر، حيث قدر فوربس صافي ثورتها بقيمة 500 مليون دولار، في حين قدرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية ثروتها بقيمة 430 مليون دولار، وذلك ضمن قائمتها لأغنياء بريطانيا لعام 2022.
وقدر الخبير ماكلور في كتابه The Queen’s True Worth الصادر في عام 2020 ثروة الملكة بـ468 مليار دولار.
كما تمتلك الملكة مجموعة الأصول Crown Estate التي تشمل عقارات فاخرة في لندن بقيمة 19.2 مليار دولار، رغم أنها مملوكة رسمياً للعائلة الملكية، فهي تخضع لسيطرة الحكومة البريطانية، التي تتلقى مئات الملايين من الدولارات التي تولدها محفظة هذه الأصول سنوياً، لكن الحكومة تعيد بعد ذلك 25% من أرباح «كراون إستيت» إلى العائلة الملكية تحت ما يُعرف باسم «المنحة السيادية»، وفي عام 2021 أدرج البيان المالي العام للعائلة الملكية المنحةَ بنحو 99 مليون دولار، تحت بند أموالٍ تهدف إلى دفع كلف صيانة القصور وتغطية النفقات الأخرى.
هل سيرث الملك تشارلز جميع أموال الملكة؟
لم تُعلَن وصية الملكة بعد، كما أنَّ العائلة الملكية لا تكشف عادةً عن مثل هذه التفاصيل بعد وفاة أحد الملوك، لكن يُذكر أن الملكة إليزابيث الثانية ورثت عن والدها الملك جورج السادس قلعةَ «بالمورال» في اسكتلندا وعقار «ساندرينغهام» في إنجلترا، وكذلك يتلقى الملك تشارلز دوقية لانكستر تلقائياً بعد وفاة والدته.
في خطابه الأول الأسبوع الماضي، أكد الملك تسليم دوقية «كورنوال» إلى ابنه الأكبر الأمير ويليام، حسب التقاليد، حيث تشمل 0.2% من جميع الأراضي في بريطانيا، لكن أرباحها المُبلغ عنها لآخر سنة ضريبية كانت أقل قليلاً من محفظة لانكستر، علماً بأن العائلة الملكية تستمر في تلقِّي المنحة السيادية، حيث أكد الملك الجديد يوم السبت قرارَه «بمواصلة تقليد تسليم الإيرادات» من «كراون إستيت» مقابل المنحة.
هل تدفع العائلة الملكية أيَّ ضرائب؟
بالنسبة لعامة البريطانيين، فإن أي ميراث تزيد قيمته عن 380 ألف دولار ينتج عنه فاتورة ضريبية بنسبة 40%، لكنَّ الملك تشارلز لن يدفع شيئاً عن الممتلكات والمجوهرات والاستثمارات التي ربما تساوي مئات الملايين من الدولارات.
كما تشير القوانين إلى أن التاج البريطاني ليس مسؤولاً عن ضريبة الدخل أو ضريبة الأرباح الرأسمالية، إلا أنَّ العائلة الملكية تدفع بعض الضرائب،ٍ فبموجب اتفاق عام 1993 مع الحكومة البريطانية، وافقت الملكة وابنها الأكبر على دفع مكاسب رأسمالية وضريبة دخل على أصولهما الشخصية والدخل المتأتي من أصول التاج التي لم تستخدم لأغراض رسمية.
دفع تشارلز بصفته أميراً ضريبةَ دخل طوعية بنسبة 45% على دخله الشخصي من دوقية «كورنوال»، ولم يُكشَف عن إجمالي التزاماته الضريبية السنوية، أما الدوقية نفسها فلا تدفع ضريبة الشركات أو ضريبة الأرباح الرأسمالية.