كثف الأثرياء الأمريكيون الاقتراض في النصف الأول من العام على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة، وهبوط سوق الأوراق المالية التي أضرت بقيمة محافظهم الاستثمارية.
وسجلت وحدتا إدارة الثروات في بنك أوف أمريكا ومورغان ستانلي نمواً بالقروض لعملاء إدارة الثروات في الربع الثاني من العام الجاري مدعوماً بتكثيف العملاء الأثرياء الذين حصلوا على قروض عقارية وقروض مدعومة بأصول مثل محافظ الأسهم والسندات، حسبما أوردت صحيفة وول ستريت جورنال.
وقال بنك مورغان ستانلي إن الرهون العقارية لديه ارتفعت بنسبة 30% بالربع الثاني من العام الجاري عن العام السابق إلى 50 مليار دولار، في حين نمت القروض المدعومة بالأوراق المالية وغيرها من القروض بنسبة 23% إلى 93 مليار دولار بالفترة نفسها.
وفي بنك أوف أمريكا، ارتفعت قروض إدارة الثروات بنسبة 12% عن العام السابق لتصل إلى 222 مليار دولار بزيادة بنسبة 4% في قسم المستهلكين بالبنك.
ويعد هذا النمو علامة أخرى على أن المستهلكين الأثرياء في الولايات المتحدة لا يتمايلون استعداداً للركود.
وقال قادة أكبر البنوك الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر إن عملاءهم ينفقون بمعدل جيد، ويواكبون مدفوعات ديونهم، وكل ذلك دون استنزاف حساباتهم المصرفية.
وقال مايك كوسنيتزكي، الرئيس المشارك لممارسة الثروة الخاصة في شركة بيلسبري وينثروب شو بيتمان إل إل بي للمحاماة، إن الأغنياء يستغلون خطوط الائتمان المدعومة بالأوراق المالية لجني الأصول التي تبدو رخيصة بالأسواق المضطربة حالياً.
وأشار إلى أن تقلب السوق وتدهوره يحدث عندما يكسب الأثرياء أموالهم، لافتاً إلى أن هذا وقت الشراء.
وأوضح أن العائلات الغنية استغلت أسعار الفائدة المتدنية، وبالتالي تحمل الديون الرخيصة، الأمر الذي زودهم بتدفق نقدي سمح لهم بتجنب بيع الأصول، والتسبب في فواتير ضريبية كبيرة.
وارتفاع أسعار الفائدة وتراجع سوق الأوراق المالية يعني أن البنوك تقدم شروطاً أقل تساهلا في هذه الأيام، ولذلك من المحتمل أن يتأهل المقترضون الذين فقدت محافظ الأسهم الخاصة بهم قيمتها للحصول على خطوط ائتمان أصغر.
والقروض لا تزال أرخص بكثير مما قد يفرضه البنك على بطاقة الائتمان، على سبيل المثال، قال توم أندرسون، الذي يتشاور مع البنوك بشأن إقراض إدارة ثرواته، إن معدلات القروض الحالية المدعومة بالأوراق المالية تراوح -عموماً- بين 3.75% و5.75%، على الرغم من أن العملاء الأكثر ثراءً الذين يمكنهم التعهد بمزيد من الأصول كضمان يمكن أن يحصلوا على معدلات أقل.
يشار إلى أن الأثرياء الأمريكيين أصبحوا أكثر ثراءً أثناء وباء كورونا حيث استفادوا من صعود أسواق الأسهم والازدهار العقاري الذي أدى إلى ارتفاع قيمة أصولهم، ووفر الأمريكيون دخلاً إضافياً بقيمة 2.7 تريليون دولار في الفترة من يناير 2020 حتى شهر (ديسمبر) 2021، وفقاً لتحليل أعدته وكالة موديز للتصنيف الائتماني، وأشار التحليل أن 10% من أصحاب الدخل العالي يمتلكون أكثر من نصف هذا المال.
وقال آندي سيغ، رئيس وحدة ميريل لينش لإدارة الثروات في بنك أوف أمريكا، إن أحد أسباب اقتراض العملاء الأثرياء لمحافظهم الاستثمارية هو دفع فواتيرهم الضريبية، مضيفاً أن تحصيل ضرائب الدخل الفردية في طريقها للوصول إلى مستوى سنوي مرتفع.