تشهد المطارات الأوروبية حالة من الفوضى بدأت تهدد الموسم السياحي الصيفي في ظل النقص الكبير في العمالة، مقارنة بحجم الطلب على السفر، الأمر الذي دفع العديد من شركات الطيران إلى إلغاء آلاف الرحلات، في الوقت الذي تحتاج فيه هذه الشركات إلى تعزيز إيراداتها وتعويض خسائرها التي تسببت بها جائحة كوفيد 19 خلال العامين الماضيين.
وانعكس نقص العمالة في المطارات الأوروبية على أسعار التذاكر التي وصلت إلى مستويات قياسية، وتسببت بظهور طوابير طويلة في المطارات؛ الأمر الذي دفع مديري المطارات للعمل بسرعة على سد النقص في أعداد الموظفين وتعيين كوادر جديده، لكن تبقى المشكلة الأساسية أن العمل في المطارات يحتاج إلى تدريب وتأهيل، ما يتطلب المزيد من الوقت
بريطانيا
تعمل الحكومة البريطانية على تسريع عمليات الفحص المرتبطة بالأمن القومي لتعيين موظفين جدد في المطارات من أجل معالجة النقص في الموظفين بعد الوباء، والذي أضاف إلى الفوضى التي يعاني منها المسافرون في المملكة المتحدة وعبر أوروبا.
ونقلت وكالة «بلومببرغ» للأنباء عن بيان صحفي من وزارة النقل أرسل عبر البريد الإلكتروني أن بريطانيا سرعت عملية الفحص التي يجب أن يخضع لها جميع الموظفين الجدد في قطاع الطيران، حيث يتم الانتهاء من فحوص الاعتماد خلال خمسة أيام في المتوسط، وستستغرق فحوص مكافحة الإرهاب أقل من 10 أيام.
وأضاف البيان أن التغيير يهدف إلى مساعدة القطاع في تعيين موظفين جدد، مثل مسؤولي أجهزة فحص الأشعة السينية، في أسرع وقت ممكن حتى يتمكن من مواجهة الزيادة في الطلب على الرحلات الجوية.
وواجه المسافرون البريطانيون لقضاء العطلة هذا الصيف حالات من الفوضى في المطارات، ما أثار الجدال بين قطاع الطيران والسلطات حول من المسؤول عن ذلك.
ألمانيا
وأثر نقص عدد الموظفين في مطار فرانكفورت الدولي على حركة الشحن الجوي أيضاً بالمطار.
وقالت متحدثة باسم المطار لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) رداً على سؤال إن أحد الإجراءات التي تحقق الاستقرار للنظام بأكمله هو أن شركات الطيران الخاصة بنقل الركاب والأُخرى الخاصة بالبضائع تنقل الرحلات من أوقات الذروة إلى الأوقات التي تقل فيها الحركة أو تلغيها.
وقالت متحدثة باسم شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا إن قطاع الشحن بالشركة «شديد الحساسية» بسبب نقص عدد العاملين به، وإن الشركة ألغت أربع رحلات الجمعة بسبب خطوط الشحن وبعض التأخيرات.
وأوضحت أنه من أجل التخلص من العبء الملقى على نظام النقل الجوي فرضت الشركة حظراً حتى العاشر من الشهر الجاري على نقل بعض الحيوانات.
وواصلت المتحدثة القول: «نواصل تحليل الوضع في مركز فرانكفورت عن كثب، وسنتخذ المزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر».
وأدى نقص الموظفين على سبيل المثال في مناولة الأمتعة ومتابعة حالة الأمن إلى ظروف فوضوية في بعض الأحيان في فرانكفورت وأيضاً في مطارات ألمانية أُخرى مع بداية موسم السفر الرئيسي.
كما أن الوضع في الحركة الجوية متوتر في دول أوروبية أُخرى.
ونظراً لاضطراب حالة حجز الطيران والرحلات الجوية خفضت شركة لوفتهانزا الألمانية بشكل كبير من أعداد تذاكرها للرحلات الأوروبية والمحلية.
ويصعب الحصول على رحلات جوية في مواعيدها خلال شهر يوليو الجاري إلا في أعلى فئات الحجز بالشركة، وهذا ما أكدته الشركة يوم الجمعة على منتديات الإنترنت للمسافرين الدائمين.
ويهدف الإجراء المؤقت - بتقليل عدد التذاكر - إلى إبقاء مقاعد خالية من أجل عمليات إعادة الحجز الناتجة عن إلغاء رحلات أعلن عن قيامها من قبل، لكنها لم تقلع.
وكانت لوفتهانزا قد ألغت أكثر من 3000 رحلة في شهرَي يوليو الجاري وأغسطس المقبل بسبب مشاكل جمة في سعة المطارات، وفي مؤسساتها الخاصة، ومع ذلك قالت الشركة إنه سيتم تنفيذ 95% من جميع الرحلات المخطط لها في الصيف.
فرنسا
وتتأثر مطارات فرنسية عِدة بينها شارل ديغول وأورلي قرب باريس، بإضرابات جديدة، قبيل بدء موسم الصيف السياحي.
وطلبت الإدارة العامة للطيران المدني إلغاء رحلات احترازياً ستمثل 10% من حركة الطيران في هذا المطار كتدبير احترازي يتعلق بالسلامة بسبب إضراب عناصر الإطفاء منذ الخميس للمطالبة بتحسين الرواتب، ما يفرض إغلاق جزء من المدارج في أكبر مطار في البلاد.
وأعلنت شركة «إير فرانس» أنها ألغت أكثر من 10% من رحلاتها القصيرة والمتوسطة المسافة الجمعة المغادرة من مطار شارل ديغول وأبقت على برنامجها للرحلات الطويلة.
ويبدو الموسم السياحي الصيفي صعباً جداً بالنسبة لقطاع الطيران الأوروبي، ويعاني القطاع لاستعادة فعاليته بسبب عدم التوافق بين الطلب القوي وعدد العاملين الذي لا يزال ضعيفاً في بعض المطارات ولدى بعض الشركات.
وخفضت شركة «إيزي جيت»، ومقرها المملكة المتحدة، رحلاتها حيث تسعى جاهدة لتوظيف طواقم الطائرات. كما اتخذت خطوة جذرية بإزالة مقاعد من طائراتها «إيرباص» من طراز «SE A319»، مقلصة قدرتها الاستيعابية إلى 150 راكباً لتقلل عدد طاقم المقصورة المطلوب من أربعة إلى ثلاثة أشخاص