في إطار «حرب الرقائق» ما بين الغرب والصين، ابتكرت بكين طريقة جديدة لتصنيع الرقائق الدقيقة، التي لم ينتجها سابقاً إلا الدول الغربية، في تطور جديد يساعدها على تجاوز تأثير العقوبات الغربية، بحسب تقرير نشرته صحيفة «التليغراف» البريطانية، السبت.
وأوضحت الصحيفة أن شركة «هواوي» الصينية، كشفت عن براءة اختراع جديدة، في تقدم كبير لتصنيع الرقائق؛ ما يزيد من احتمال أن تبدأ الشركة في صناعة بعض أصغر وأقوى الرقائق الدقيقة، وهو ما سيسمح لها بتجاوز العقوبات الغربية المفروضة عليها، حيث تمنع أمريكا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وصول الرقائق المتقدمة، الغربية الصنع، إلى الصين، بسبب المخاوف من أن تستخدمها بكين في تطوير قدرات عسكرية جديدة تتجاوز قوة الجيوش الغربية.
وتُعدُّ شركة «هواوي» الصينية، إحدى كُبرى الشركات الخاصة في الصين، وتم الوصول إلى براءة الاختراع الجديدة في نوفمبر، ولكن تمَّ الكشف عنه للعالم في ديسمبر، وتركز براءة الاختراع على تقنية الرقائق الدقيقة، من خلال طريقة استخدام الأشعة فوق البنفسجية لحفر الأعمال الداخلية لشريحة الكمبيوتر؛ ما يسمح بإنشاء رقائق بحجم نانومتر فقط، وهي التكنولوجيا المعروفة باسم تكنولوجيا "EUV". ولم يتم اختراق هذه التقنية عالية التخصص إلا من قبل شركة "ASML"، ومقرها في هولندا، وهي شركة تبلغ قيمتها 208 مليارات يورو، كما أن أسرار صناعتها للرقائق تحظى بحماية وسرية كبيرة من الشركة ومن الدول الغربية.
وقالت وزيرة التجارة الخارجية الهولندية، ليسجي شرينماخر، في نوفمبر الفائت إنَّ تكنولوجيا رقائق "ASML" كانت جوهرة في تاج البلاد يجب حمايته. وركزت العقوبات التجارية الأمريكية المفروضة على الصين، على وجه التحديد، على وارداتها من تكنولوجيا "EUV"، ومن المرجح أن تثير الأنباء التي تفيد بأن شركة "هواوي" الصينية، قد وجدت طريقة لتطوير الرقائق نفسها، القلق بين المسؤولين الغربيين.
وتبلغ تكلفة آلات تصنيع الرقائق وفقاً لتكنولوجيا "EUV"، ما بين 150 - 300 مليون دولار، وهي بحجم يقارب حجم الحافلة، وتحتاج المصانع إلى ما بين 9 - 18 آلة، ما يدفع تكلفة مصانع الرقائق الجديدة إلى المليارات.