تخطط «أبل» لنقل بعض إنتاج «ماك بوك» إلى فيتنام لأول مرة العام المقبل، حيث تواصل مجموعة التكنولوجيا الأمريكية تنويع قاعدة إنتاجها بعيداً عن الصين، وسط تصاعد التوترات التقنية بين واشنطن وبكين.
وقالت مصادر مطّلعة لفاينانشيال تايمز، إنَّ شركة أبل قد استعانت بأكبر مورديها، فوكسكون التايوانية، لبدء تصنيع أجهزة «ماك بوك» في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا في وقت مبكر من شهر مايو. وتعمل شركة «أبل» على إضافة مواقع إنتاج خارج الصين لجميع خطوط إنتاجها الكبيرة، ولكن القيام بذلك بالنسبة للخط الأخير، «ماك بوك»، استغرق وقتاً أطول بسبب سلسلة التوريد المعقدة اللازمة لصنع أجهزة كمبيوتر محمولة.
وأفادت شركة نيكي آسيا في وقت سابق أن الشركة تعمل على خطط لنقل بعض تصنيع أجهزة «ماك بوك» إلى فيتنام منذ ما يقرب من عامين، وأنشأت خط إنتاج تجريبي في البلاد. وتنتج «أبل» ما بين 20 إلى 24 مليون جهاز «ماك بوك» سنوياً، مع انتشار الإنتاج بين القواعد في مدن تشنغدو الصينية، في مقاطعة سيتشوان، وشنغهاي.
ويأتي التحوُّل إلى فيتنام وسط التوترات الجيوسياسية المتزايدة فحسب، بل وأيضاً اضطرابات الإنتاج الناجمة عن سياسات الصين الخاصة بعدم انتشار كوفيد، وعدم اليقين من التراجع المفاجئ في الأسابيع الأخيرة.
بالنسبة للصين، فإن فقدان قفلها على إنتاج «ماك بوك» يرمز إلى الضعف الأوسع لمكانتها كمصنع عالمي. ووضع كبار مصنعي الإلكترونيات من «أبل» وإتش بي وديل إلى جوجل وميتا بعض الخطط على الأقل لتحويل الإنتاج والمصادر بعيداً عن الصين منذ أن بدأ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حرباً جمركية ضد البلاد.
وعلى سبيل المثال، انتقل إنتاج معظم خوادم مراكز البيانات المتجهة إلى الولايات المتحدة والمصممة لشركة جوجل وميتا وأمازون وميكروسوفت إلى تايوان أو المكسيك أو تايلاند.
وقال مسؤول تنفيذي في إنفينتيك، وهو مورد مهم لشركة إتش بي وديل: «بشكل عام، تتلاشى فوائد الصين من حيث التصنيع منخفض التكلفة، ويريد العديد من العملاء الأمريكيين الآن بعض بدائل مواقع الإنتاج خارج الصين». «هذا بالفعل اتجاه متسارع لجميع العلامات التجارية العالمية تقريباً، ولن يتغير على الأرجح».
واعتبرت أبل الصين لعقود من الزمان، كأهم قاعدة تجميع لها، لكن هذه الصيغة الرابحة وصلت إلى نقطة الأزمة هذا العام. وفي الربيع، واجهت مواقع إنتاج «ماك بوك» وآيفون الهامة في شنغهاي اضطرابات هائلة بسبب إغلاق كورونا لمدة شهور. وفي نوفمبر، حذَّرت شركة أبل من تأخيرات في تسليم جهازي آيفون برو 14 وبرو ماكس 14، المميزين لموسم العطلات، مستشهدة بنقص العمالة المرتبط بالوباء في أهم قاعدة إنتاج لها في مدينة تشنغتشو بمقاطعة خنان.
ويقول تشيو شيه-فانغ، محلل سلسلة التوريد في معهد تايوان للأبحاث الاقتصادية، إن التغييرات في سلسلة التوريد التقنية لا رجعة فيها.
وقال تشيو لمؤشر نيكي آسيا: «في الماضي، كان معظم العاملين في الصناعة يأملون دائماً في أن يهدأ الوضع، وأن تعود الأمور إلى الأيام الخوالي». «لكن هذه المرة، أدركوا أنه لا توجد طريقة للعودة إلى الوراء وبغض النظر عما يحتاجون إليه لإعداد بدائل خارج الصين». وقال تشيو إنَّ سياسات الصين الصارمة بشأن فيروس كوفيد سرّعت التحول، وهو يحدث الآن بشكل أسرع مما اعتقده التنفيذيون في الصناعة ومحللو السوق قبل بضع سنوات، مضيفاً أن التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين تلعب دوراً أيضاً.
وأضاف: «لا أحد يريد أن تقع أعمالهم في شرك، وأن تتضرر بشدة لمجرد أن إنتاجهم مركّز للغاية في مكان واحد. من الكبار إلى الصغار، يحتاج الموردون الآن إلى بعض الحلول لمواجهة هذا الواقع العالمي الجديد». وبدأ تنويع أبل في فيتنام مع إير بودز، التي دخلت حيز الإنتاج الضخم هناك في عام 2020. كما نقلت الشركة أيضاً بعض إنتاج أجهزة آيباد وأبل ووتش إلى الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا هذا العام، حسبما أفادت نيكي آسيا لأول مرة، وفي أكتوبر أعلنت أنها بدأت إنتاج آيفون 14 في الهند، بعد أسابيع قليلة فقط من إصدار أحدث هاتف رائد.
وأخبرت مصادر نيكي آسيا أن أبل تهدف إلى زيادة إنتاج آيفون بشكل كبير من الهند هذا العام والعام المقبل، بهدف تحويل البلاد إلى قاعدة إنتاج مهمة أُخرى للأجهزة. وأفادت شركة نيكي آسيا في وقت سابق أن شركة أبل تهدف أيضاً إلى نقل بعض إنتاج سماعات إير بود وبيتس إلى الهند.