على الرغم من الحديث الدائم عنها كخيار مثير للاهتمام للتحوُّل نحو الطاقة الخضراء، فإنَّ السيارات التي تعمل بخلايا الهيدروجين سجّلت تراجعاً في مبيعاتها بنسبة 82% داخل الولايات المتحدة في الربع الثالث من 2022، ما يطرح الكثير من الأسئلة حول جدواها، مقارنةً بالسيارات الكهربائية التي تشهد انتعاشة كبيرة ونمواً هائلاً في مبيعاتها.
وحسب ما أورده مركز كاليفورنيا لسيارات خلايا الهيدروجين، فعدد السيارات التي تمَّ بيعها في الربع الثالث من هذا العام داخل أمريكا فقط 153 سيارة، وهو ما يقلُّ بنسبة 82% عن العام الماضي، في نتيجة ضعيفة جداً باعتبار أنَّ المبيعات كانت تصل لألف سيارة وحدة في كل ربع من عام 2021 وحتى الربع الأول من العام الحالي.
الشكوك تزداد حول جدوى سيارات الهيدروجين في ظلِّ العديد من المشاكل التي تواجهها، مثل سعر السيارة وكفاءة الطاقة الإجمالية ونقص البنية التحتية للتزود بالوقود بالإضافة إلى العدد المحدود من الطرازات والتوافر الجغرافي المحدود، جنباً إلى جنب مع تواجدها بصورة أساسية فقط في ولاية كاليفورنيا.
وكانت الأفضلية لشركة تويوتا ببيع 79 سيارة من طراز ميراي في الربع الثالث، ورغم الأفضلية، فإنَّ الرقم أقل بنسبة 88% عن العام الماضي، وأتت هيونداي نيكسو في المركز الثاني برصيد 74 سيارة، ولم يتم بيع أي طراز آخر من سيارات الهيدروجين.
حتى الآن هذا العام، تمَّ بيع ما يقرب من 2000 سيارة تعمل بخلايا وقود الهيدروجين في الولايات المتحدة، وهو ما يقلُّ بنسبة 28% عن العام الماضي، في حين أن عام 2021 شهد بيع 3341 مركبة تعمل بالهيدروجين، أي أنَّه عملياً وبالنظر للأرقام ونمو السوق، سينخفض إجمالي 2022 عن 2021 بشدة.
وكانت شركة بي إم دبليو على وجه التحديد أكثر المدافعين عن سيارات الهيدروجين في العالم بالفترة الأخيرة، واعتبرتها الملاذ الأكثر منطقية للطاقة الجديدة حتى من السيارات الكهربائية، وهو ما أكّدته تويوتا فيما بعد، ويبدو أن تويوتا نجحت -ولو جزئياً- في مساعيها بالنظر إلى هيمنتها على السوق الأمريكية بعد بيع 75% من إجمالي سيارات الهيدروجين في أمريكا إجمالاً منذ بدء التصنيع.