شهدت شركات التواصل الاجتماعي الأمريكية، اليوم الجمعة، خسائر قدرها 90 مليار دولار تقريباً من قيمة أسهمها بعد الأداء المخيب لإيرادات شركة سناب وتقرير بنتائج باهتة من شركة تويتر؛ ما أثار المخاوف حول الإعلانات التجارية عبر الإنترنت، وفقاً لتقرير نشرته شبكة بلومبيرغ.
وتراجعت قيمة الشركة المالكة لمنصة سناب شات بنسبة 36% يوم الجمعة، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ مارس 2020. أما شركة ميتا مالكة فيسبوك وإنستغرام، فقد تراجعت بنسبة 5.9%، بينما شهدت شركة ألفابيت مالكة عملاق البحث غوغل بنسبة 2.8% فقط، فيما فقدت بنترست 9.7% من قيمتها.
وأعلنت تويتر عن نتائج فصلية قبل افتتاح السوق يوم الجمعة مع تقلب قيمة أسهمها عند افتتاح التداول. وقالت الشركة إن إيرادات الربع الثاني لم تحقق التوقعات، رغم أن متوسط المستخدمين النشطين اليوميين الذين يمكن تحقيق المال منهم كان ضمن متوسط تقديرات المحللين.
وتواجه أسهم شركات التواصل الاجتماعي تباطؤاً رهيباً في إيرادات الإعلانات في وقت تتصاعد فيه المنافسة من منصات أُخرى مثل تيك توك. وتشير خسائر يوم الجمعة في أسهم المجموعات إلى عملية بيع ثانية أشعلت سناب شرارتها في ظرف شهرين.
وجاء رد محللو وول ستريت سريعاً، حيث تراجع أكثر من 10 وسطاء عن التوصية بشراء أسهم سناب، بينما خفض أكثر من ذلك بكثير أهدافهم المتعلقة بالأسعار. وهبطت هذه الأسهم بنسبة 80% خلال هذا العام، بينما تراجعت أسهم ميتا وبنترست بنسبة 50% تقريباً.
وكتب محلل جي بي مورغان، داوغ أنوث، في مذكرة قائلاً: «يحدث تيك توك والتفاعل القوي فيه والنمو السريع لتحقيقه المال، أثراً كبيراً على أعمال سناب». وقلل أنوث من تقييمه للسهم وخفض من السعر المستهدف إلى 9 دولارات، وهو الأدنى له في وول ستريت.
ولم تصدر سناب دليلاً مالياً للربع الثالث باستثناء أنها قالت إن الإيراد حتى الآن قريب مما كان عليه في نفس الفترة من العام الماضي. وشددت الإدارة على خططها المتعلقة بمعدل التوظيف المخفض إلى حد كبير، وهي نفس الخطط التي تتبعها أبل وغيرها من الشركات.
سناب شات
تفصيلاً، شهدت أسهم تطبيق سناب شات للتواصل الاجتماعي تراجعاً كبيراً الخميس بعد أن أعلنت الشركة الأم (سناب) عن أرقامها للربع الثاني. وانخفضت قيمة الأسهم بمقدار الربع تقريباً بعد أن نشرت سناب أبطأ معدل نمو منذ إشهار الشركة قبل أكثر قليلاً من خمس سنوات، بعائد يصل إلى 13% ليصل إلى 1,11 مليار دولار مقارنة بالعام السابق.
وتزايد صافي الخسارة ليصل إلى 422 مليون دولار مقابل 152 مليون دولار في الربع الثاني من عام 2021.
ولم تقدم سناب توقعاتها عن الربع الحالي عندما تم عرض الأرقام بعد إغلاق البورصة الأمريكية الخميس، مشيرة إلى «شكوك متعلقة ببيئة التشغيل».
وقال إيفان شبيجل الرئيس التنفيذي لشركة سناب في بيان: «في حين أن النمو المستمر لمجتمعنا يزيد من الفرص طويلة الأجل لأعمالنا، لا تعكس نتائجنا المالية للربع الثاني طموحنا».
وأضاف: «نطور أعمالنا واستراتيجيتنا لإعادة تسريع نمو الإيرادات، بما في ذلك الابتكار في منتجاتنا، والاستثمار بكثافة في أعمالنا الدعائية ذات المردود المباشر، واكتساب مصادر جديدة للإيرادات للمساعدة في تنويع قمة خط النمو لدينا».
ويجري تمويل سناب من خلال الإعلانات بشكل أساسي. وفي رد فعل على الغموض، تعتزم سناب إبطاء عملية التوظيف بشكل كبير، من بين أمور أُخرى.
وفي الوقت ذاته، ارتفع عدد المستخدمين النشطين يومياً بنسبة 18% على أساس سنوي إلى 347 مليون مستخدم.
الرياح المعاكسة تعصف بتويتر
سجلت تويتر في الربع الثاني من العام الحالي نتائج أقل بكثير من التوقعات، ما عزته الشبكة الاجتماعية إلى السياق غير المواتي بسبب الضبابية التي سادت صفقة بيعها للملياردير إيلون ماسك.
وشهدت المجموعة التي تحاول إلزام ماسك قضائياً بالإبقاء على التزامه بشرائها، تراجعاً في حجم أعمالها على مدى عام بنسبة 1%، مسجلة 1,18 مليار دولار، كما تكبدت خسارة صافية قدرها 270 مليون دولار، بحسب بيان أصدرته الجمعة.
وبلغت الخسائر للسهم الواحد، وهو مؤشر تتبعه وول ستريت عن كثب، مستوى يقرب من ثلاثة أضعاف ما توقعه المحللون.
ويعزى هذا التراجع إلى «الرياح المعاكسة» في قطاع الإعلان، والمخاوف التي تلقي بثقلها على الوضع الاقتصادي، ولكن أيضاً إلى «الضبابية على صعيد صفقة الاستحواذ الجارية لتويتر» من جانب إيلون ماسك.
في ظل تشديد شروط الائتمان والتباطؤ الاقتصادي، تعاني الشركات التي يعتمد نموذجها بالكامل على الإعلانات من تقلص ميزانيات المعلنين.
مع ذلك، رحب المحللون بازدياد عدد مستخدمي تويتر النشطين يومياً «الذين يمكنهم توفير مداخيل للشبكة»، أي أنهم يشاهدون الإعلانات على المنصة، بواقع 8,8 مليون مستخدم، ليصبح مجموعهم 237,8 مليون.
وبعيداً عن الوضع الاقتصادي غير المواتي للقطاع بأكمله، يعود تراجع تويتر أيضاً إلى الفصول المثيرة من مسلسل صفقة استحواذ إيلون ماسك على الشبكة.
فبعد انسحاب الملياردير من الصفقة في بداية يوليو، انتقل الملف إلى القضاء، حيث يسعى مديرو الشبكة إلى الحصول على أمر بإرغام ماسك على استحواذ تويتر.
وقد أمرت الثلاثاء قاضية من محكمة متخصصة في ولاية ديلاوير (شمال شرق) بإجراء محاكمة على مدى خمسة أيام في أكتوبر.
وبذلك وافقت القاضية على طلب تويتر التي دعت إلى إجراء سريع للحدِّ من الضرر الذي لحق بالشبكة جرّاء هذا المسلسل الطويل، ورفضت في المقابل حجج محامي إيلون ماسك الذين طالبوا بعدم فتح النقاشات قبل عام 2023.