أدت الخطوة الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة في سعيها لفرض قيود على الصين ومنعها من إنعاش صناعة الرقائق لديها إلى نتائج عكسية، حيث شهدت أسهم أشباه الموصلات الصينية ارتفاعاً مع إمكانية تسبب القيود الأمريكية بزيادة الدعم للتقنية المحلية، وفقاً لتقرير نشرته وكالة بلومبيرغ.
وتعتبر شركات صناعة الرقائق الصينية من بين النقاط القليلة المضيئة وسط ظلام أسواق المال بعد أن أشارت بلومبيرغ إلى أن الولايات المتحدة تضغط على هولندا من أجل منع ASML Holding NV من بيع الصين المواد التقنية الأساسية لصنع كمية كبيرة من الرقائق المستخدمة في العالم، وأدى هذا إلى ارتفاع في أسهم الرقائق في الصين، مع اعتبار المستثمرين أن القيود الأمريكية تسرِّع المبيعات بالنسبة للشركات المحلية لأن شركات التكنولوجيا تبحث عن بدائل في الداخل.
وحققت شركتا تصنيع أشباه الموصلات بيوتيك وكينغسيمي ارتفاعاً بنسبة 10% في التداول في شنغهاي، بينما تصدرت كل من ادفانسد ميكرو فابريكيشن اكويبمنت، وناورا تكنولوجي جروب المكاسب في مؤشر CSI 300.
وتحقق صناعة الرقائق الصينية نمواً أسرع من أي مكان آخر في العالم بعد العقوبات الأمريكية على شركات مثل هاواي وهينغزهو هايكفيجن ديجيتال تكنولوجي، حيث فتح ذلك شهية الشركات الصينية على تطوير المكونات المصنعة محلياً.
وتوضح الخطوات الأمريكية الأخيرة حجم التوترات بين واشنطن وبكين وكيف يؤدي ذلك إلى تحول صناعة أشباه الموصلات البالغة قيمتها 550 مليار دولار، وهو قطاع يلعب دوراً في كل شيء من الدفاع إلى الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة.
وقال شي جونبو، مدير الصندوق في شركة هانغزو زيان لإدارة الأصول، إن «المنطق وراء أسهم أشباه الموصلات الصينية كان متمثلاً في نجاح المنتجات المصنعة محلياً بأخذ مكان الآليات والرقائق المستوردة»، وأضاف: «مع أن التكنولوجيا قد لا تكون متقدمة، إلّا أنها مضطرة لذلك لأن الولايات المتحدة تجبر الشركات الصانعة المحلية على امتلاك حصة أكبر من السوق». وعززت الأرباح المبدئية لادفانسد مايكرو فابريكيشن المكسب الذي تحقق على مستوى القطاع، وتحقق الشركة أرباحاً بعد ارتفاع السلع غير المكررة بنسبة تصل إلى 630% خلال النصف الأول، بعد ارتفاع الطلبيات الجديدة بنسبة 62% لتصل قيمتها إلى 3.1 مليار يوان.
وتظهر هذه الأرباح تحسناً كبيراً في الهوامش من الربع الأول، حسبما كتب محللون لدى مؤسسة رأس المال الدولية الصينية في مذكرة، حيث توقعوا تسارع «نمو صافي الأرباح من هنا، مع قدوم المساعدة من منتجات جديدة تدفع الشركة إلى فتح أسواقها المحتملة»، وشهد السوق تشاؤماً حول أرباح أشباه الموصلات خلال النصف الأول من العام بسبب تأثير الإغلاقات وضعف الطلب على إلكترونيات المستهلك، حسبما قال شي، مصرحاً: «لكن الآن يبدو الوضع أقل ضبابية بعد نحو شهر من أداء السوق الضعيف».