يحذر أكبر صانعي أشباه الموصلات في اليابان من أن تتعرض جهود الحكومة لإحياء صناعة الرقائق المحلية للتهديد من قبل نقص المهندسين. وتأتي أزمة العمالة المتوقعة في الوقت الذي تعمل فيه اليابان على زيادة الاستثمار في أشباه الموصلات كجزء من حملة لتعزيز أمنها الاقتصادي في أعقاب النقص الناجم عن انقطاع الإمداد بسبب فيروس كورونا، وذلك بحسب فاينانشيال تايمز.
وفي نداء إلى وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة الشهر الماضي، قالت هيئة الصناعة إن السنوات الخمس حتى عام 2030 تمثل «الفرصة الأخيرة والأكبر لصناعة أشباه الموصلات في اليابان لاستعادة موطئ قدمها» بعد سنوات من الخسارة العالمية.
وقالت جمعية صناعات الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات اليابانية، إن نجاح القطاع يتوقف على تأمين المواهب الكافية للابتكار وتشغيل شرائحه. وقدرت أن 8 منتجين كبار سيحتاجون إلى توظيف نحو 35000 مهندس في السنوات العشر القادمة لمواكبة وتيرة الاستثمار.
وفي أواخر الثمانينيات، أنفقت شركات أشباه الموصلات اليابانية ببذخ على التوسع في الإنتاج، متجاوزة الولايات المتحدة لتصل إلى ما يزيد قليلاً على نصف حصة السوق العالمية، لكن بعد صراع تجاري مع واشنطن، تنازلت اليابان عن هيمنتها إلى شركات في كوريا الجنوبية وتايوان والصين في النهاية، ما أدى إلى تسريح جماعي للمهندسين في أعقاب الأزمة المالية العالمية في عام 2008. بحسب هيديكي واكباياشي، الأستاذ في جامعة طوكيو للعلوم واكباياشي.
وبحسب فاينانشيال تايمز، فإن الطلاب الذين يدرسون أشباه الموصلات في الجامعة يميلون الآن إلى الانضمام إلى المؤسسات المالية أو شركات التكنولوجيا مع فقد صناعة الرقائق جاذبيتها منذ فترة طويلة، كما قال تويوكي ميتسوي، مدير في مصانع ذاكرة الفلاش Kioxia.
وسعياً لتحفيز الابتكار وتهيئة الموظفين المحتملين، تعمل توشيبا وسوني وغيرها مع أفضل أقسام العلوم على الصعيد الوطني، وضخ تمويل إضافي في البحث عن الرقائق والتوظيف.
وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الشهر الماضي، بتعزيز قدرة تصنيع أشباه الموصلات والتعاون في تطوير رقائق متقدمة.
وتقوم شركة TSMC بالتعاون مع شركة سوني ببناء مصنع بقيمة 8.6 مليار دولار في الجزيرة الجنوبية كيوشو، بهدف توظيف نحو 1700 عامل للمنشأة، وذلك جنبًا إلى جنب مع إنفاق الحكومة ما يقرب من تريليون ين على مصنع في وسط اليابان ليتم افتتاحه في الخريف، كما تخصص تريليون ين آخر لمصنع في شمال اليابان من المقرر أن يكتمل العام المقبل.