رغم الخلافات الجيوسياسية بين روسيا والغرب، في العام الجاري 2022، على خلفية الحرب في أوكرانيا، واتخاذ الغرب لمجموعة من الإجراءات العقابية ضد موسكو كحظر استيراد النفط، وفرض الغرب سقفاً على أسعاره، إلا صحيفة «فيدوموستي» الروسية، كشفت مفاجأة في تقرير نشرته، اليوم الاثنين، موضحة أن صادرات روسيا من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، زادت بنسبة 9% على أساس سنوي في 2022، لتصل إلى 40 مليار متر مكعب، في الفترة ما بين يناير ونوفمبر من العام الجاري، متفوقة على صادرات روسيا من الغاز إلى آسيا.
وبحسب البيانات الروسية، فإن الصادرات الروسية إلى أوروبا، بما في ذلك بريطانيا وتركيا، ارتفعت بنسبة 22% في 11 شهراً، لتصل إلى 20 مليار متر مكعب، كما ارتفعت عمليات التسليم إلى بلجيكا بنسبة 110%، لتصل إلى حوالي 5 مليار متر مكعب، كما ارتفعت الإمدادات إلى فرنسا بأكثر من 50%، ووصلت إلى 7.3 مليار متر مكعب، وارتفعت أيضاً الصادرات إلى إسبانيا بأكثر من 40%، لتصل إلى 4.5 مليار متر مكعب.
وبالنسبة لصادرات الغاز الروسي المسال إلى دول آسيا والمحيط الهادئ، فقد زادت الصادرات إلى الصين بنحو 30%، لتصل إلى 6.5 مليار متر مكعب في 11 شهراً، كما زادت الصادرات إلى اليابان بنسبة 1%، لتصل إلى 8.4 مليار متر مكعب.
وأوضحت الصحيفة أن ارتفاع صادرات الغاز الروسي المسال إلى الصين جاء في الوقت الذي تراجعت فيه واردات بكين من الغاز المسال بنسبة 20%، لتصل إلى حوالي 77 مليار متر مكعب.
ومن جانبها لفتت أولغا بيلوجلازوفا، رئيسة مركز موسكو للطاقة، إلى أن سبب تراجع واردات الصين من الغاز المسال، يرجع إلى التباطؤ الاقتصادي بالصين، وإجراءات الإغلاق لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وحساسية الصين تجاه ارتفاع الأسعار.
ومن جانبه، يرى نيكيتا بلوخين، كبير المحللين في "Alfa-Bank"، أن الزيادة في صادرات الغاز الطبيعي المسال الروسي إلى الاتحاد الأوروبي، ترجع إلى انخفاض الطلب على الغاز عبر خطوط الأنابيب، واستبداله بالغاز المسال، مشيراً إلى أن الغاز الطبيعي المسال الروسي لا يخضع لقيود العقوبات، ولذا فإنه يواصل الوصول إلى السوق الأوروبية.