تستعد أوروبا لأوقات صعبة في الشتاء المقبل، وبحسب توقعات وكالة الطاقة الدولية، فإنه في حال قررت روسيا الوقف النهائي لتوريد الغاز إلى القارة الأوروبية، وإذا بدأت الصين في زيادة استهلاكها من الغاز، فعندئذ ستتعرض دول الاتحاد الأوروبي إلى عجز في الإمدادات بنحو 57 مليار متر مكعب من الغاز في العام المقبل 2023، بحسب تقرير نشرته صحيفة «كوميرسانت» الروسية، اليوم الثلاثاء.
ونقلت الصحيفة عن محللين تحذيرهم من أنه في ظل تلك الأوضاع، فقد تزداد المنافسة بين أوروبا وبين آسيا على الوقود المسال في عام 2023، بينما لن تظهر أي بدائل للغاز الروسي إلا بعد عام 2025.
ولفتت الصحيفة إلى أن أوروبا ستتجه للبحث في العام المقبل عن بديل لتوفير كميات ضخمة من الغاز تصل إلى 50 مليار متر مكعب، بحسب سيرغي كابيتونوف، المتخصص في مركز انتقال الطاقة الروسية، مضيفاً أن هناك مشكلات خطيرة فيما يتعلق بإمدادات الغاز الطبيعي المسال؛ فقبل نهاية العام الجاري 2022، من المتوقع إطلاق مصنع غاز طبيعي مسال في موزمبيق بسعة إنتاجية نحو 4.5 مليار متر مكعب، والانتهاء من بناء العديد من خطوط الإنتاج في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن من غير المتوقع حدوث تدفق إضافي كبير للغاز الطبيعي المسال في العام المقبل 2023.
كما أشار إلى أن الزيادة في كميات الإنتاج لن تأتي قريباً، حيث إن التوسع في قدرات الغاز في قطر ستأتي في عام 2027، بينما سيتم إطلاق مشروعات أمريكية جديدة في منتصف العقد الحالي.
وأضاف: «في ظل هذه الظروف، فإن العام المقبل سيشهد منافسة قوية بين الدول الأوروبية والدول الآسيوية للحصول على الغاز الطبيعي المسال، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع أسعاره».
وقال كابيتونوف: «يملك الاتحاد الأوروبي بعض الخيارات لاستبدال الغاز الروسي، لكن هذا لن يلوح في الأفق بعد عام 2025، أو قرب عام 2030».
وكانت وكالة الطاقة الدولية، قد أعلنت أن حجم الغاز الطبيعي المسال الجديد في الأسواق، يبلغ 23 مليار متر مكعب فقط، مضيفة في تقرير لها، أنه إذا استعادت الصين استهلاكها من الغاز الطبيعي المسال بعد انخفاض استهلاكها خلال العام الجاري، فإن أوروبا لن تتمكن من الحصول على الكثير من كميات الغاز الجديدة.