صعدت أسعار النفط اليوم الأربعاء، معوضة خسائر تكبدتها في الجلسة السابقة، إذ أقبل المستثمرون على الأصول التي تنطوي على مخاطر عالية مثل السلع الأولية وسط مكاسب في أسواق الأسهم وظهور علامات على تجدد الطلب في الصين أكبر مستورد للنفط.
يأتي ذلك فيما تخطط الإدارة الأمريكية لبيع 15 مليون برميل من احتياطياتها في ديسمبر، هي الدفعة الأخيرة من 180 مليون برميل تم سحبها هذا العام.
وبحلول الساعة 04.55 بتوقيت غرينيتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسوية ديسمبر 46 سنتاً، أو 0.5%، إلى 90.49 دولار للبرميل.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم نوفمبر 83.69 دولار للبرميل، بزيادة 87 سنتاً، أو 1.1%.
وفي الجلسة السابقة، انخفض خام برنت 1.7% وهبط الخام الأمريكي 3.1% وصولاً إلى أدنى مستوياتهما في أسبوعَين، بفعل تقارير عن اعتزام الرئيس الأمريكي جو بايدن سحب المزيد من البراميل من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي.
كما تلقت أسعار النفط دعماً من الإقبال على المخاطرة، والذي انتعش بفضل أرباح الشركات الأمريكية المشجعة وصعود أسواق الأسهم.
وقال سوفرو ساركار، كبير محللي الطاقة في بنك «دي.بي.إس» في سنغافورة: «من المرجح أن يكون الارتفاع الطفيف في أسعار النفط ناجماً عن المعنويات المرتفعة في بورصات الأسهم وعودة المخاطرة في التداولات».
كما تلقت الأسعار دعماً في ظل بوادر انتعاش الطلب الصيني، فقد حصلت شركة التكرير العملاقة الخاصة «تشجيانغ بتروكيميكال كورب» على حصة إضافية لاستيراد النفط الخام في عام 2022 قدرها عشرة ملايين طن، ونالت شركة شيم تشاينا، التي تديرها الدولة، على حصة إضافية قدرها 4.28 مليون طن، ويعادل ذلك نحو 104 ملايين برميل.
كما أدى الحظر المنتظر من الاتحاد الأوروبي على الخام والمنتجات النفطية الروسية وخفض الإنتاج الذي قررته مجموعة أوبك+، المؤلفة من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين بينهم روسيا، البالغ مليونَي برميل يومياً إلى حفاظ الأسعار على قوتها.
وسيؤدي خفض أوبك+ وحظر الاتحاد الأوروبي إلى الضغط على الإمدادات في سوق تعاني شحاً بالفعل، وستدخل عقوبات الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي حيز التنفيذ في ديسمبر وفبراير على الترتيب.
ولسد الفجوة، سيعلن بايدن عن خطة في وقت لاحق اليوم الأربعاء لبيع الكمية المتبقية المسحوبة من احتياطي البترول الاستراتيجي، وسيكشف تفاصيل استراتيجية لإعادة ملء المخزون عندما تنخفض الأسعار، حسبما قال مسؤول كبير بالإدارة.
وقالت مصادر في السوق، نقلاً عن أرقام من معهد البترول الأمريكي، أمس الثلاثاء، إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة انخفضت نحو 1.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 14 أكتوبر، وتراجعت مخزونات البنزين نحو 2.2 مليون برميل في حين هبطت مخزونات نواتج التقطير 1.1 مليون برميل.
ومن المقرر صدور بيانات المخزونات من إدارة معلومات الطاقة، الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأمريكية، في وقت لاحق اليوم الأربعاء.