الاحد - 24 نوفمبر 2024
الاحد - 24 نوفمبر 2024

البرتغال تتخلى عن الفحم وتعول كلياً على مصادر الطاقة المتجددة

البرتغال تتخلى عن الفحم وتعول كلياً على مصادر الطاقة المتجددة

مضى عام على توقف انبعاث الدخان الأبيض من برجي التبريد في آخر محطة طاقة تعمل بالفحم في البرتغال التي تخلت عن مصدر الطاقة هذا قبل الموعد المحدد لتعول على مصادر الطاقة المتجددة.

وقال مسؤول التشغيل جواو فورتادو لوكالة فرانس برس وهو يجول في الموقع معتمراً خوذة «تقتصر مهمتي الآن على إغلاق المحطة» في مدينة بيغو التي تبعد 120 كلم شمال شرق لشبونة.

تشهد الأنوار المنطفئة والغبار المتراكم، على وقف العمل في المحطة في نوفمبر 2021، بعد حوالى 30 عاماً على وضعها في الخدمة.

وبعد إغلاق محطة سينيس الواقعة على بعد 90 كلم جنوب لشبونة في مطلع العام 2021، قررت الحكومة عدم تمديد عمل محطة بيغو، قبل ثمانِ سنوات من الموعد المحدد لإغلاقها. وأصبحت البرتغال تالياً الدولة الرابعة التي تتخلى عن الفحم في أوروبا.

وفي حين دفعت أزمة الطاقة التي سببتها الحرب في أوكرانيا الكثير من الدول الأوروبية إلى إعادة فتح أو إبقاء محطات الطاقة التي تعمل بالفحم قيد الخدمة، إلا أن حكومة لشبونة «لا تزال على قناعة بأنه ليس من الضروري العودة عن هذا القرار» الذي يُعد «مهماً بالنسبة للبيئة»، على ما أكد وزير البيئة دوارتي كورديرو في منتصف سبتمبر.

وفي يونيو، قررت النمسا العودة إلى استخدام الفحم بعدما كانت تخلت عنه قبل عامين.

وقال بيدرو نونيس، خبير الطاقة المتجددة في جمعية الدفاع عن البيئة «زيرو» إن «البرتغال مثال في أوروبا»، مشيراً إلى أن محطتي الطاقة اللتين تعملان بالفحم كانتا تمثلان وحدهما «نحو 20%» من انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري في البلاد.

ولتعويض مساهمة الفحم في إنتاج الكهرباء، تأمل الحكومة مواصلة تنمية مصادر الطاقة المراعية للبيئة لتوليد 80% من الكهرباء بحلول العام 2026، في مقابل 40% في عام 2017.

وفي حين بلغت حصة الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء نحو 60% في العام 2021، انخفضت هذه النسبة إلى حوالى 40% في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام بسبب موجة الجفاف غير المسبوقة التي تسببت في انخفاض إنتاج الطاقة المائية.

وبانتظار زيادة طاقتها الإنتاجية من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، حيث تحتل البرتغال المرتبة الثامنة والثالثة عشرة على التوالي في أوروبا، لا تزال هذه الدولة تعتمد اعتماداً كبيراً على الوقود الأحفوري (71% من إجمالي الطاقة في عام 2020، بحسب وكالة «يوروستات»).

خلال هذه المرحلة الانتقالية، تنص الخطة «في مرحلة أولى على توليد الكهرباء في محطات طاقة تعمل بالغاز التي تعتبر أقل تلويثاً من الفحم بمقدار الثلث»، على ما أوضح نونيس.

وهكذا قامت الدولة بإنشاء محطات ذات دورة مختلطة تعمل بالغاز الطبيعي، على غرار تلك الموضوعة في الخدمة منذ العام 2011 في موقع بيغو، إلى جانب محطة الطاقة القديمة العاملة بالفحم، ويستمر عقدها التشغيلي حتى 2035.