قالت شركة غازبروم الروسية، إن خط الغاز الرئيسي التابع لها نورد ستريم، الذي يمدُّ أوروبا بالغاز لن يُعاد فتحه كما كان مخططاً له؛ ما يدفع القارة الأوروبية خطوة إضافية نحو شتاء بارد ومظلم، وبالتالي ركود رهيب قد تعيشه تلك المنطقة، وفقاً لتقرير نشرته وكالة بلومبيرغ. وكان من المقرر أن يُعاد فتح خط الغاز، السبت، بعد الانتهاء من أعمال الصيانة. ولكن الشركة قالت في بيان صدر، اليوم الجمعة، إن خللاً فنياً قد تبيَّن وجوده، ولا يمكن تشغيل الأنبوب مرة أُخرى حتى يتم إصلاحه. ويشكل هذا ضربة قوية لقارة أوروبا التي تكافح من أجل ملء خزانات الغاز لديها قبل حلول فصل الشتاء، وكانت تسعى أيضاً منذ أسابيع إلى تخمين الخطوات القادمة التي ستتخذها موسكو في حرب الطاقة التي تخوضها مع الغرب.
وتم الكشف عن تسرب في النفط في إحدى توربينات الغاز التي تساعد على ضخ الغاز إلى الأنبوب، حسبما قالت شركة غاز بروم. ولا يوجد ما يدل على المدة التي يستغرقها إصلاح هذا التسريب. وسبق وأن تم الكشف عن تسريبات نفطية مشابهة في بعض التوربينات الأُخرى التي لا يتم استخدامها حالياً، ويعتبر القضاء كلياً على تسريب النفط في هذه التوربينات أمراً ممكناً، فقط بشروط شركة مختصة في الصيانة والتصليح، وفقاً لما قالت غازبروم. ويمثل هذا القرار تصعيداً دراماتيكياً في أزمة الطاقة الأوروبية، ويأتي بعد فترة قصيرة من بداية تراجع الأسعار. وفي حال استمر إغلاق خط الغاز، فسيعرض المنازل والمصانع والاقتصادات إلى الخطر، ويضعف موقف أوروبا التي تدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا التي اندلعت في فبراير الماضي.
وقللت روسيا إمدادات الغاز بشكل كبير أيضاً خلال الأشهر الماضية. وقال أشخاص من داخل الكرملين إن موسكو تستخدم قطْع الإمدادات؛ لكي تضغط سياسياً على القادة الأوروبيين سعياً إلى إجبارهم على إعادة النظر في دعمهم لأوكرانيا. وقال روبرت هابيك وزير الاقتصاد الألماني هذا الأسبوع، إن بلاده لا يمكنها الاعتماد على روسيا نهائياً للحصول على الغاز.
وسيؤدي التوقف الكلي لنورد ستريم الذي يمرُّ تحت بحر البلطيق إلى ألمانيا إلى بقاء مسارين رئيسيين فقط لإمداد الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، الأول عبر أوكرانيا، والثاني تركستريم من خلال البحر الأسود. ويواجه الخط الذي يمرُّ بأوكرانيا بعض الانقطاعات، بينما يعمل خط توركستريم إلى جنوب أوروبا دون انقطاع. وكانت أوروبا في حالة استعداد لخطر توقف الغاز الروسي من خلال تعويض الاحتياطات وتأمين الإمدادات البديلة، مثل الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة وتخفيف الطلب على الغاز.
ويفكر الاتحاد الأوروبي أيضاً بإجراء تدخلات غير مسبوقة في سوق الطاقة، منها وضع سقوف للسعر، وتخفيض الطلب على الطاقة، وتقليص الضرائب على الأرباح، وساعد هذا على تخفيض الأسعار هذا الأسبوع. ويناقش ائتلاف المستشار الألماني أولاف شولتس حزمة تخفيفية خلال نهاية هذا الأسبوع لمساعدة المستهلكين والمؤسسات في ألمانيا على التعامل مع تكاليف الطاقة المرتفعة.
ورغم المساعي لاحتواء الأزمة، تبقى أوروبا معرضة للخطر بعد عقود من زيادة اعتمادها على الغاز الروسي الرخيص، الذي غطَّى العام الماضي 40% من احتياجات أوروبا للوقود. وتأثر حوالي نصف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بانخفاض تدفق الغاز.