تستثمر شركة صناعة السيارات اليابانية «هوندا» وشركة «إل جي» الكورية الجنوبية 4.4 مليار دولار لبناء مصنع جديد للبطاريات في الولايات المتحدة، وسط ضغوط متزايدة من واشنطن لقطع الصين عن سلاسل التوريد للسيارات الكهربائية. وسيكون المشروع أول منشأة تصنيع لبطاريات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة لشركة هوندا، التي التزمت بإنهاء المركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري بحلول عام 2040. بحسب فاينانشينال تايمز.
وتأتي مجموعة الصفقات الاستثمارية الأخيرة في الولايات المتحدة من قبل شركات صناعة السيارات الآسيوية ومصنّعي البطاريات في الوقت الذي تشدد فيه الولايات المتحدة اللوائح البيئية، مع قيام كاليفورنيا الأسبوع الماضي بسنِّ قواعد توقف مبيعات السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين بحلول عام 2035. وتنجذب الشركات أيضاً إلى احتمالات الدعم الأمريكي السخي للإنتاج المحلي للتقنيات الحساسة بما في ذلك الرقائق والبطاريات.
وقال الرئيس التنفيذي، توشيهيرو ميبي، في بيان: «هوندا ملتزمة بالشراء المحلي لبطاريات السيارات الكهربائية التي تعد مكوناً مهماً للمركبات الكهربائية». وقالت «إل. جي» إن الشركتين اتخذتا القرار «بناءً على الاعتقاد المشترك بأن توسيع إنتاج السيارات الكهربائية المحلية، وضمان توفير البطاريات في الوقت المناسب سيضعهما في أفضل وضع لاستهداف سوق السيارات الكهربائية المتنامي بسرعة في أمريكا الشمالية».
ويهدف المشروع المشترك، الذي ستمتلك فيه «إل جي» 51% وهوندا 49%، إلى بدء البناء في أوائل العام المقبل. ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج الضخم لخلايا بطاريات الليثيوم أيون بحلول نهاية عام 2025. ولم تكشف الشركتان عن موقع المصنع، لكن مصنع هوندا الرئيسي في الولايات المتحدة يقع في أوهايو.
إلى جانب زملائها الرائدين في صناعة البطاريات «إس كي» و«سامسونج»، من المتوقع أن تكون «إل. جي» أحد المستفيدين الرئيسيين من قانون خفض التضخم الأمريكي، الذي تم توقيعه ليصبح قانوناً من قبل الرئيس جو بايدن في وقت سابق من هذا الشهر. وتم تصميم التشريع التاريخي لإزالة مكونات بطاريات سلسلة التوريد الأمريكية القادمة من «الكيانات الأجنبية المعنية»، وعلى الأخص الصين.
وتتمتع ثلاث شركات رائدة في مجال البطاريات في كوريا الجنوبية بأكثر من ربع حصة السوق العالمية، وفقاً لأبحاث SNE، وهي تندفع إلى السوق الأمريكية. أنهت «إس كي» مؤخراً مشروعاً مشتركاً بقيمة 7.8 مليار دولار مع شركة «فورد» لبناء ثلاثة مصانع للبطاريات في الولايات المتحدة، بينما أعلنت «إل. جي» و«جنرال موتورز» عن استثمار بقيمة 2.6 مليار دولار في وقت سابق من هذا العام لبناء مصنع ثالث كجزء من مشروعهما المشترك في ميشيغان.
يُذكر أن «سامسونج» تعمل على تسريع شراكة مماثلة مع «ستيلانتس»، المجموعة التي تقف وراء «بيجو» و«جيب» و«فيات»، لكن هناك مخاوف في سيول من أن السيارات الكهربائية المجمعة في أمريكا الشمالية فقط هي المؤهلة للحصول على ائتمانات ضريبية سخية، ما يعيق طموحات مجموعة هيونداي الكورية الجنوبية للسيارات.
وسافر كبار المسؤولين الكوريين الجنوبيين، بمن فيهم وزير الصناعة، إلى واشنطن يوم الاثنين لإثارة مخاوفهم مع نظرائهم الأمريكيين.