واصل سعر الغاز الأوروبي ارتفاعه، الثلاثاء، غداة إعلان مجموعة غازبروم الروسية خفضاً جديداً لإمداداتها إلى أوروبا عبر خط أنابيب «نورد ستريم1» ليسجل أعلى مستوياته منذ سعره القياسي في مارس.
وجرى التداول بغاز «تي تي إف الهولندي»، الغاز الطبيعي المرجعي في أوروبا، بحدود سعر 192 يورو للميغاواط ساعة، مسجلاً المستويات التي شهدها عند بدء الحرب في أوكرانيا، ما أدّى إلى ارتفاع أسعار النفط أيضاً.
أعلنت المجموعة الروسية العملاقة للطاقة غازبروم الاثنين أنها ستخفض شحنات الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب «نورد ستريم» إلى 33 مليون متر مكعب يومياً، أو 20% من طاقته الكاملة، اعتباراً من الأربعاء، وذلك مقابل 40% حالياً.
وذكرت الشركة أنها ستعلق عمل توربين آخر بسبب «مشكلة تقنية في المحرك».
وتوصلت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق، الثلاثاء، بشأن كيفية خفض استهلاك الغاز بنسبة 15%، وخفض اعتمادها على الإمدادات الروسية.
وقالت رئاسة الاتحاد الأوروبي «لم تكن مهمة مستحيلة»، مضيفة «توصل الوزراء إلى اتفاق سياسي على خفض الطلب على الغاز قبيل الشتاء المقبل».
وكانت شحنات الغاز الروسي تمثل نحو 40% من واردات الاتحاد الأوروبي حتى العام الماضي.
واعتبر المحلّل تاماس فارغا لدى مجموعة «بي في أم» للطاقة أن الأسهم الأوروبية بعيدة عن مستوى 90% المطلوب، وهناك مخاوف متزايدة من أن تستخدم روسيا الغاز الطبيعي كسلاح للحصول على تنازلات من الغرب.
ورأى وزير الطاقة في الجمهورية التشيكية التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، أن ارتفاع أسعار الغاز «دليل إضافي» على ضرورة أن «تخفّض أوروبا، في أسرع وقت ممكن، اعتمادها» على الغاز الروسي.
ومن ناحية النفط، ارتفع سعر برميل خام برنت من بحر الشمال للتسليم في سبتمبر 1.45% إلى 106.67 دولار.
وارتفع سعر برميل النفط الأمريكي غرب تكساس الوسيط للتسليم في الشهر نفسه بنسبة 1.73% إلى 98.37 دولار.
وأوضح المحلّل لدى شركة الوساطة المالية البريطانية «أكتيف تريدز» ريكاردو ايفانجيليستا، أن المخاوف بشأن إمدادات أوروبا من الغاز الروسي لها تأثير جانبي على أسعار النفط؛ إذ «من المرجّح أن يؤدي ضغط محتمل للغاز المسلّم إلى أوروبا إلى ارتفاع الطلب على النفط وأنواع موارد طاقة أخرى مثل الديزل».
وقال المحلّل ستيفن إينيس من شركة «اس بي آي أسيت مانجمنت» السويسرية إن «العرض المادي المحدود، والذي زاد بسبب خفض إمدادات الغاز الروسي، هو مصدر الأرباح».
ولفت إلى أن اتساع فجوة الأسعار بين خام برنت وغرب تكساس الوسيط بين 8 و9 دولارات الآن علامة على تشديد أكبر في أوروبا من ما هو الوضع في الولايات المتحدة.