تسببت أزمة الطاقة في العالم في العديد من التداعيات السلبية اقتصادياً، ويبدو أنه سيكون لها العديد من التأثيرات البيئية، فقد دفعت تلك الأزمة الحكومة اليونانية إلى التخطيط للتوسع في استخدام فحم «الليغنيت»، رغم أنه من أكثر أنواع الفحم تلويثاً للبيئة، كمصدر طاقة بديل للغاز الطبيعي، والذي ارتفعت أسعاره بشدة في أعقاب الحرب في أوكرانيا، بحسب تقرير نشره موقع (Greek Reporter) اليوناني، اليوم الأربعاء.
ومن المعروف أن فحم الليغنيت -أو الفحم البني- يحتوي على نسبة كربون تبلغ نحو 35%، وتعد اليونان هي عاشر أكبر منتج له، بينما تتربع ألمانيا على عرش الدول المنتجة له، كما أنه أقل أنواع الفحم مرتبة، لأنه ينتج حرارة أقل من أنواع الفحم الأخرى، كما أنه يطلق كمية عالية نسبياً من الكبريت وثاني أكسيد الكربون، بخلاف المعادن السامة، ما يجعله أحد أكثر أنواع الفحم ضرراً على صحة الإنسان.
وكانت الحكومة اليونانية تخطط للتوقف عن استخدام فحم «الليغنيت» كمصدر للطاقة، ضمن خطتها للتحول إلى دولة خالية من الفحم بحلول عام 2023، فقد أعلنت الحكومة اليونانية في عام 2020 عن خطة لوقف استخدامه كمصدر لتشغيل محطات توليد الطاقة في البلاد، بحلول عام 2023، باستثناء محطة توليد الكهرباء (بطليميدا 4)، والتي سيتم إغلاقها بحلول عام 2028.
وتعرض رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، لضغوط عديدة تطالبه بالتخلص التدريجي من استخدام فحم الليغنيت.
إلا أن الحكومة اليونانية طلبت من شركة الطاقة اليونانية وقف جهودها للتخلص التدريجي من فحم الليغنيت، وأمرت الحكومة بزيادة جهود استخراج فحم الليغنيت بنسبة 50% في شهر أبريل الماضي.
ونقل التقرير عن وزير البيئة والطاقة اليوناني، كوستاس سكريكاس، قوله إن الحكومة سترفع نسبة استخدام فحم الليغنيت كمصدر للكهرباء من 5% إلى ما بين 17 و20%.
وستبدأ محطة (بطليميدا 5) أحدث محطة للطاقة في البلاد، العمل تجريبياً في الخريف المقبل، وهي محطة لديها القدرة على استخدام فحم الليغنيت، وفق معايير بيئية صارمة، على أمل تقليل أي آثار سلبية يسببها على البيئة.
ويأتي ذلك وسط أزمة الطاقة، العقوبات الغربية على روسيا، وسعي أوروبا لتقليل الاعتماد على النفط والغاز الروسي، بسبب الحرب في أوكرانيا.