ولفتت السلامي، في حديث خاص لـ«الرؤية»، إلى أن بولندا تولي أهمية خاصة لمشاركتها في إكسبو، للترويج لصناعاتها، فضلاً عن التعريف بالثقافة البولندية على الساحة الدولية، ومن المقرر أن يزور هذا الحدث الكبير عدد من كبار المسؤولين البولنديين، في طليعتهم الرئيس البولندي أندجي دودا.
تنظيم 1000 حدث
وذكرت أن المشاركة البولندية حول شعار: «بولندا - الإبداع المستوحى من الطبيعة»، وستشهد انعقاد أكثر من 1000 حدث، من أهمها: اليوم البولندي (7 ديسمبر 2021)، والذي يتزامن مع الذكرى الـ30 لافتتاح السفارة البولندية في الدولة، والمنتدى الاقتصادي البولندي العربي (6 ديسمبر 2021)، والمنتدى الاقتصادي البولندي الأفريقي (23 فبراير 2022)، ناهيك عن مشاركة نحو 2500 شركة بولندية في الحدث.
ولفتت سفيرة الإمارات في وارسو إلى أنه وكجزء من الاستعدادات لإكسبو 2020 دبي، أعدت الوكالة البولندية للاستثمار والتجارة سلسلة من الندوات عبر الإنترنت لرواد الأعمال تحت عنوان: «تعرف على الأسواق العربية قبل إكسبو 2020».
أوجه التعاون
وأضافت السلامي أن أبرز أوجه التعاون بين البلدين تغطي مجالات الطاقة، ولا سيما الطاقة النظيفة، والتكنولوجيا الحديثة، والابتكار، والبنية التحتية، وصناعات الدفاع، والسياحة، حتى الطبية منها، إضافة إلى الاستثمارات في تصنيع المواد الغذائية، في حين توجد أكثر من 40 شركة بولندية تنشط في دولة الإمارات.
وبيّنت أن بولندا ترى أن صادراتها ستحظى بفرصة مواتية في السوق الإماراتية وأسواق الشرق الأوسط، خاصة في مجالات المعدات الطبية ومستحضرات التجميل والأزياء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأثاث والتكنولوجيا الحيوية والمستحضرات الصيدلانية والخدمات الصحية والأغذية وصناعة البناء واليخوت والقوارب الترفيهية والتكنولوجيا الخضراء والسياحة والتنقل الكهربائي.
أكبر شريك عربي
وذكرت السلامي أن دولة الإمارات تعد من أكبر الشركاء الاقتصاديين والتجاريين لبولندا في العالم العربي، نظراً لموقع دولة الإمارات الاستراتيجي بين أسواق آسيا وأفريقيا، وفي المقابل، تعد بولندا شريكاً أوروبياً مهماً بالنسبة لدولة الإمارات، لوقوعها صلة وصل بين شرق وغرب أوروبا، وهو ما يفتح المجال لتوسيع وتعزيز التعاون في شتى المجالات.
وأشارت إلى العديد من الاتفاقيات في المجال الاقتصادي الموقعة بين البلدين من بينها: اتفاقية التعاون الاقتصادي التي تأسست بموجبها لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار، واتفاقية النقل البحري، ومذكرة تفاهم بخصوص التعاون في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة والابتكار.
وأكدت أن دولة الإمارات تتطلع إلى تعزيز وتعميق العلاقات الاقتصادية والتعاون المشترك مع جمهورية بولندا في جميع المجالات، وقد تجلى هذا خلال الزيارات المتبادلة من قبل مسؤولي البلدين.
وأوضحت السفيرة السلامي أن حجم التبادل التجاري تجاوز 1.118 مليار دولار عام 2019، حيث وصلت الصادرات البولندية إلى 937 مليون دولار، فيما حققت الواردات 181 مليون دولار، وذلك قبل جائحة كوفيد-19، وفقاً لبيانات وزارة التنمية والتكنولوجيا البولندية.
بولندا ضمن مشاريع الخمسين
وسلطت السلامي الضوء على كون بولندا من بين دول برنامج «10 × 10» (من مشاريع الخمسين) الذي يستهدف تحقيق زيادة سنوية بنسبة 10% في صادرات دولة الإمارات إلى 10 أسواق عالمية جديدة وناشئة.
وقالت: في ديسمبر 2018، بدأ التعاون النشط في قطاع الطاقة، حيث فازت حينها الشركة البولندية للنفط والغاز بمناقصة للتنقيب عن النفط والغاز في إمارة رأس الخيمة، وافتتحت هناك مكتباً لها، فضلاً عن تعزيز وتفعيل التعاون الاقتصادي والسياحي، لا سيما بعد تدشين طيران الإمارات وفلاي دبي رحلات جوية مباشرة بين دولة الإمارات وبولندا.
التعاون العلمي والثقافي
تناولت السلامي في حديثها الجوانب العلمية والثقافية، مبينة وجود فرص عديدة لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين في المجال العلمي، بما في ذلك التعاون بين الجامعات في كلا البلدين، إضافة إلى تبادل زيارات الباحثين والخبراء والطلاب والتعاون مع الأبحاث العلمية بين الجامعات، ما يصب في مصلحة الطرفين.
وأضافت: تشهد العلاقات والتعاون الثقافي بين دولة الإمارات وبولندا تطوراً مستمراً، وتقوم سفارتنا في وارسو بتقديم دعمها ورعاية الأنشطة الثقافية المختلفة التي تبني جسور التعاون بين البلدين الصديقين.
السياحة المتبادلة
وبيّنت سفيرتنا في وارسو أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبحت دولة الإمارات إحدى وجهات السفر الشتوية المفضلة لدى البولنديين، حيث سافر نحو 100 ألف بولندي إلى دولة الإمارات في عام 2019، في حين ازدادت شعبية بولندا لدى المسافرين الإماراتيين، ولا سيما عاصمتها وارسو وعاصمتها التاريخية كراكوف ومدينة زاكوباني في جبال تاترا، حيث سجل عدد السياح الإماراتيين في بولندا رقماً قياسياً قبل جائحة كوفيد-19.