اعتنى جناح المملكة العربية السعودية باستعراض الحرف والفنون الشعبية التي يتميز بها أهالي المحافظات، ضمن مشاركتهم في إكسبو 2020 دبي المقام تحت شعار «تواصل العقول واستشراف المستقبل»، ومن أبرز هذه الفنون والحرف: فن القط العسيري وحرفة الخوص، خلال سلسلة من الورشات الفنية الحيّة للجمهور لجميع الفئات العمرية.
ويتميز فن القط العسيري، أحد الفنون التجريدية التي نشأت في منطقة عسير جنوب المملكة، بألوانه الساحرة وتصاميمه الهندسية التي تجمع بين عاملي البساطة والتميز معاً، كما أنه من الفنون الشعبية القديمة التي اعتادت النساء القيام بممارستها وتزيين البيوت والمباني من الداخل.
تراث ثقافي عالمي
وقد أدرج فن القط العسيري ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي، في الاجتماع الثاني عشر للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي في جزيرة جيجو في كوريا الجنوبية، عام 2017، إذ أصبح فن القط العسيري، التراث الثقافي غير المادي السعودي السادس المدرج في قائمة التراث العالمي بعد تربية الصقور التي أدرجت عام 2012، وكل من المجالس، والقهوة العربية، والعرضة النجدية التي أدرجت عام 2015، والمزمار الذي أدرج عام 2016، لقائمة اليونيسكو.
مواد طبيعية
واعتادت السيدات بالماضي استعمال مواد طبيعية في تحضير وتصنيع الألوان المستعملة في تلوين النقوش والأشكال الهندسية، مثل: القص أو الجص للون الأبيض، الفحم لتحضير اللون الأسود، قشر الرمان والكركم للون الأصفر، والطين الأحمر للون الأحمر، والصمغ النباتي الذي يتم مزجه مع العديد من المكونات للحصول على مزيج متجانس.
في حين مع التقدم والتطور أصبحت السيدات يقمن باستعمال ألوان الأكريليك والألوان المائية، لكن مع الاحتفاظ بهوية الألوان الجذابة ذاتها كالأسود والأزرق والأحمر والأصفر. لتصميم الأنماط الهندسية والتصاميم المختلفة المتناسبة لإنجاز طبقات فوق بعض تتشكل فيها العديد من الخطوط والرسمات لكل منها مصطلحها الخاص، ثم يتم تلوينها بالألوان المذكورة.
ورشات فنية
ويشارك عدد من فناني المملكة بعدد من الورشات الفنية للأطفال والزوار بشكل يومي أمام جناح المملكة، الواقع بمنطقة الفرص، حيث خُصصت الورشات ما بين الفترة العاشرة صباحاً حتى الواحدة ظهراً لطلبة المدارس، في حين تكون مفتوحة لعامة الزوار بعد الساعة الخامسة عصراً، وتستمر حتى شهر ديسمبر القادم.
حرفة الخوص
أما حرفة الخوص، فتعتبر من الحرف المشتركة بين شعوب دول مجلس التعاون الخليجي، ويستعرضها جناح المملكة بعروض وورش حية يومياً كونها من الحرف الشهيرة بمحافظة الإحساء بالمنطقة الشرقية، نظراً لتوافر سعف النخيل بكثرة، والذي اعتاد الآباء والأجداد استعماله في صناعة سلال الطعام والمكانس والحصير، وسجادات الصلاة، والقبعات، والمراوح وغيرها.