الخميس - 21 نوفمبر 2024
الخميس - 21 نوفمبر 2024

بعد تحذير الصحة العالمية.. ما هو التهاب الكبد وما هي أعراضه وأنواعه؟

بعد تحذير الصحة العالمية.. ما هو التهاب الكبد وما هي أعراضه وأنواعه؟

التهاب الكبد

أعلنت منظمة الصحة العالمية، تسجيل أول وفاة لطفل بسبب تفشٍ لمرض غامض يصيب الكبد، حسبما ذكر عدد من وكالات الأنباء حول العالم.

التهاب الكبد الغامض

المنظمة قالت إن التهاب الكبد الغامض لدى الأطفال أصاب 12 دولة حتى الآن، مسجلاً 169 إصابة مؤكدة، في الوقت الذي تحقق فيه السلطات الصحية حول العالم في الزيادة الغامضة في حالات التهاب الكبد لدى الأطفال الصغار على وجه التحديد.

كذلك قالت المنظمة في بيان صحفي، إنه تم تسجيل حالات حادة لالتهاب الكبد غير معروفة السبب بين الأطفال حتى يوم 21 أبريل 2022 في كل من بريطانيا والولايات المتحدة وإسبانيا وإسرائيل والدنمرك وأيرلندا وهولندا وإيطاليا والنرويج وفرنسا ورومانيا وبلجيكا.

كما قالت إن 114 حالة من بين 169 حالة كانت في المملكة المتحدة وحدها.

اقرأ أيضاً.. تفشٍ لمرض غامض يصيب الكبد عند الأطفال

ما هو مرض التهاب الكبد؟

وبحسب الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية، فإن التهاب الكبد هو رد فعل يحدث عندما تتعرض خلايا الكبد لهجوم بواسطة ميكروب أو مادة مسببة للأمراض، حيث إن الكبد هو عضو في الجهاز الهضمي يساعد في عملية الهضم ويقوم بالعديد من الوظائف الأساسية الأخرى.

وتشمل وظائف الكبد إنتاج الصفراء للمساعدة في تقسيم الغذاء إلى طاقة، وخلق المواد الأساسية مثل الهرمونات، وتنظيف السموم من الدم، بما في ذلك تلك الناتجة عن الأدوية والكحول والمخدرات.

كذلك السيطرة على تخزين الدهون وإنتاج الكوليسترول والإفراج عنه.

وتنجم معظم أشكال الالتهاب الكبدي عن عدوى فيروسية، على الرغم من أنه في بعض الحالات ينجم عن اضطراب المناعة الذاتية، عندما يهاجم الجهاز المناعي للجسم خلايا الكبد لأنه لا يمكن معرفة الفرق بين الخلايا الضارة وأنسجة الكبد الصحية.

اقرأ أيضاً.. ما أعراض مرض السالمونيلا وطرق الوقاية؟

وهناك عدة أنواع من التهاب الكبد الفيروسي معروفة، أكثرها شيوعاً هي التهاب الكبد A وB وC وD وE، واعتماداً على النوع.

وفي المجمل، أشارت تقديرات المنظمة إلى وفاة 7134 شخصاً بسبب التهاب الكبد A على نطاق العالم في عام 2016، أو ما يمثل 0.5% من الوفيات الناجمة عن التهاب الكبد الفيروسي.

ويظهر التهاب الكبد في شكل حالات إصابة متفرقة أو فاشيات في العالم ويميل إلى معاودة الظهور بصفة دورية. ويعد فيروس التهاب الكبد واحداً من أكثر الأسباب شيوعاً للعدوى المنقولة بواسطة الأغذية.

ويمكن أن تستشري على نطاق واسع جداً الأوبئة الناجمة عن تلوّث الأغذية أو المياه، كالوباء الذي شهدته شنغهاي في عام 1988 وأصاب نحو 300 ألف شخص.

وقد يطول أمد هذه الأوبئة وتتأثر بها المجتمعات المحلية على مدى شهور عبر انتقال العدوى من شخص إلى آخر. ويستمر وجود فيروسات التهاب الكبد A في البيئة وبمقدورها مقاومة عمليات تجهيز الأغذية التي تُستخدم عادةً لتعطيل مسببات الأمراض الجرثومية و/أو مكافحتها.

أعراض مرض التهاب الكبد عند الأطفال

تُراوح عادةً فترة حضانة التهاب الكبد A بين 14 و28 يوماً. كما تُراوح شدة أعراض الإصابة به بين خفيفة ووخيمة ويمكن أن تشمل الحمى والتوعك وفقدان الشهية والإسهال والغثيان وإزعاجاً في البطن والبول الداكن اللون واليرقان أو إصفرار الجلد وبياض العينين.

وغالباً ما تظهر بوادر المرض وأعراضه على البالغين أكثر منه على الأطفال. وترتفع معدلات الإصابة بالمرض الوخيم والوفيات الناجمة عنه لدى فئات الأفراد الأكبر سناً.

أما الأطفال المصابون بالعدوى دون سن السادسة فلا يعانون عادة من أعراضٍ ظاهرة، وتقتصر نسبة من يُصاب منهم باليرقان على 10%.

وتسبب العدوى بالمرض عادةً ظهور أعراض أشد وخامة على الأطفال الأكبر سناً والبالغين وتكون مصحوبة باليرقان في أكثر من 70% من حالات الإصابة بالمرض، كذلك تحدث نكسات لالتهاب الكبد A في بعض الأحيان.

فالشخص الذي ما يلبث أن يتعافى من المرض تعاوده نوبة حادة أخرى منه قبل أن يتعافى منه مجدداً عادة.

اقرأ أيضاً.. 7 أطعمة ضارة بالكلى.. تعرّف عليها

أنواع مرض التهاب الكبد

هناك 5 أنواع رئيسية من مرض التهاب الكبد، هي A وB وC وD وE.

التهاب الكبد A، ويدخل هذا النوع الجسم عبر الطعام والشراب الملوثين، حيث يتلوثان عند ملامستها من مصاب بهذا الفيروس، وهناك عدة طرق لنشر العدوى مثل مقابلة شخص حامل للفيروس، وهو قابل للعلاج.

التهاب الكبد B، وتتم العدوى في هذا النوع باختلاط الدم أو سوائل الجسم، ورغم عدم وجود علاج، فإن هناك أدوية تبطئ نشاطه حتى لا يؤدي للوفاة.

التهاب الكبد C، أما هذا النوع يؤدي إلى حدوث التهابات حادة ومزمنة، ولا تظهر أي علامات له إلا بعد 6 أشهر من وقت الإصابة، وأكثر طرق الإصابة عبر استخدام معدات طبية ملوثة، والتعاطي بالإبر، وممارسة الجنس مع المصابين، ولا يمكن علاجه.

التهاب الكبد D، وهو أخطر أنواع التهاب الكبد، حيث لا يوجد علاج له أو طرق للتحكم فيه، وتقوم منظمة الصحة العالمية بدورات وحملات توعوية بشأن التهاب الوبائي وطرق تجنبه.

التهاب الكبد E، وأخيراً النوع المزمن الذي يمكن علاجه بصعوبة، لكن لا يؤثر العلاج الحالي في العديد من المصابين، ويمكن انتقاله بنفس طرق انتقال الأنواع الأخرى، حيث ينتقل من الأم المصابة لجنينها ويعطيه مناعة من أي علاج، مما يحتم مصير الجنين.

اقرأ أيضاً.. الإمارات تتصدر العالم في 9 مؤشرات تنافسية ضمن «الصحة الجيدة والرفاه»

كيف ينتقل التهاب الكبد للبشر؟

بالنسبة لفيروس التهاب الكبد A فإنه ينتقل أساساً عن طريق البراز والفم أي عندما يتناول شخص غير مصاب بالعدوى أطعمة أو مياهاً ملوّثة ببراز شخص مصاب بالعدوى بالمرض.

وقد تنتقل العدوى داخل الأسر عن طريق الأيدي الملوثة عندما يحضر شخص مصاب بالعدوى الطعام لأفراد أسرته. كما يرتبط ظهور الفاشيات المنقولة بالمياه رغم ندرتها عادةً باستخدام مياه المجاري الملوثة أو المياه غير المعالجة بالقدر الكافي.

ويمكن أيضاً أن تنتقل العدوى بالفيروس من خلال التماس الجسدي الحميم بشخص مصاب بالعدوى (عبر ممارسة الجنس الفموي أو الشرجي على سبيل المثال) على أن المخالطة العارضة بين الأفراد لا تنشر الفيروس.

أما التهاب الكبد فيروس C فينتقل من خلال إعادة استخدام المعدات الطبية أو عدم كفاية تعقيمها، وخصوصاً المحاقن والإبر في سياقات الرعاية الصحية، ونقل الدم ومنتجاته دون فحص، تعاطي المخدرات بالحقن من خلال تقاسم معدات الحقن.

قد ينتقل فيروس التهاب الكبد C أيضاً من الأم المصابة بالعدوى إلى جنينها وأيضاً من خلال الممارسات الجنسية التي تؤدي إلى التعرض للدم.

طرق انتقال العدوى بفيروس التهاب الكبد D مماثلة لطرق انتقال العدوى بفيروس التهاب الكبد B، وتحدث عن طريق الجلد أو التعرّض للدم الملوّث أو مشتقاته.

أما انتقال العدوى المباشر من الأم إلى الطفل فهو ممكن ولكنه نادر. ويقي التطعيم المضاد لفيروس التهاب الكبد B من الإصابة بالعدوى المصاحبة بفيروس التهاب الكبد D.

وأدى بالتالي التوسع في برامج التمنيع المضاد لفيروس التهاب الكبد B في مرحلة الطفولة إلى تخفيض معدل الإصابة بفيروس التهاب الكبد D في جميع أرجاء العالم.

أما فيروس التهاب الكبد E فينتقل أساساً عن طريق البراز والفم بسبب تلوث مياه الشرب بالبراز. وتسبب هذه الطريقة لانتقال العدوى نسبة كبيرة جداً من الحالات السريرية للإصابة بهذا المرض.

وترتبط عوامل خطر الإصابة بالتهاب الكبد E برداءة خدمات الصرف الصحي، مما يسمح للفيروسات المطروحة في براز المصابين بالعدوى بالوصول إلى إمدادات المياه الصالحة للشرب.

وبالنسبة لفيروس B فينتقل في المناطق التي يستوطنها المرض بشدة، في أغلب الأحيان من الأم إلى الطفل عند الولادة أو عن طريق الانتقال الأفقي للعدوى، ولا سيما من طفل مصاب بالعدوى إلى طفل غير مصاب بها خلال أول خمس سنوات من العمر.

اقرأ أيضاً.. موجات فوق صوتية لعلاج الجلوكوما

والإصابة بالعدوى المزمنة شائعة جداً لدى الرضع المصابين بالعدوى عن طريق أمهاتهم أو قبل بلوغ سن الخامسة.

كما ينتشر التهاب الكبد B بسبب الإصابات الناجمة عن إبر الحقن، والوشم، وثقب الجلد، والتعرض للدم الملوث وسوائل الجسم الأخرى مثل اللعاب والسوائل الحيضية والمهبلية والمنوية.

وقد تنتقل العدوى بالفيروس أيضاً عن طريق إعادة استخدام الإبر والمحاقن أو الأدوات الحادة الملوثة في سياقات الرعاية الصحية أو السياقات المجتمعية أو لدى الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن.

وقد تحدث الإصابة بالعدوى خلال العمليات الطبية والجراحية والعمليات الخاصة بطب الأسنان أو عن طريق الوشم أو استخدام أمواس الحلاقة وما يشابهها من أدوات ملطخة بالدم الملوَّث.