تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس 17 مارس لإحياء الذكرى العاشرة لرحيل قداسة البابا شنودة الثالث، الذي رحل عن عالمنا، يوم 17 مارس 2012، بعدما ظل على الكرسي البابوي للكنيسة القبطية نحو 41 عاماً وتوفي عن عمر ناهز الـ89 عاماً، ويترأس قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، قداس الذكرى العاشرة لنياحة البابا شنودة الثالث من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.. ونرصد في التقرير التالي أهم المحطات في حياة البابا شنودة الثالث.
مولد البابا شنودة الثالث
بعد ولادته توفيت والدته وهو رضيع، وأرضعته أم رمضان إحدى جاراته المسلمات، وكان والده طبيباً وعندما توفي رباه أخوه الكبير روفائيل، وسافرا إلى القاهرة، ليقيما في منطقة شبرا، ووالدته اسمها بلسم جاد من أبنوب الحمام من مركز أبنوب.
عاش البابا شنودة 6 سنوات في قرية سلام قبل انتقال الأسرة للعيش في مدينة أسيوط، وسافر للتعليم في القاهرة عام 1929 مع شقيقه روفائيل، ولم يزر أسيوط بعد ذلك سوى مرتين، ومنذ صغره وهو يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية.
التحاق البابا شنودة بالجامعة
كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولعدة سنوات محرراً ثم رئيساً للتحرير في مجلة مدارس الأحد وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة. كان من الأشخاص النشيطين في الكنيسة وكان خادماً في مدارس الأحد، ثم ضباطاً برتبة ملازم بالجيش.
اقرأ أيضاً.. 200 شخصية مرشحة لجائزة «زايد للأخوة الإنسانية»
باباويته
ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد نحو 7 أميال عن مبنى الدير مكرساً فيها كل وقته للتأمل والصلاة.
وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قسِّاً، أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره. عمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس في عام 1959.
رُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الإكليريكية، وذلك في 30 سبتمبر 1962.
وعندما مات البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر ثم جاء حفل تتويج البابا شنودة الثالث للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971، وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.
اقرأ أيضاً.. البابا فرنسيس: الأخوة إحدى القيم الأساسية التي ينبغي أن تستند إليها العلاقات بين الشعوب
مؤلفات البابا شنودة
له العديد من القصائد القصيرة والتي تحولت أغلبها لترانيم، ونشر بعضها في ديوان يحمل اسم «البابا» من تقديم الكاتب الدكتور محمد سالمان نشر بعد وفاته، حيث صدر عام 2012، عن الهيئة العامة للكتاب ويضم نحو 40 قصيدة ومقطوعة ويضم نحو 600 بيت شعري، كتبها البابا على مدار نحو سبعين عاماً، إذ يعود تاريخ أقدم قصيدة إلى عام 1939، أما القصيدة الأخيرة فتعود إلى عام 2009.
ويضم الديوان قصائد «نشيد وطني، أبواب الجحيم، الأمومة، غريب، همسة حب، تائه في غربة، يا إلهي، للكون إله، توحد، أمي، في جنة عدن»، وقليل من تناول البابا شنودة شاعراً، كما يذكر الدكتور محمد سالمان - الذي قام بجمع ودراسة لهذا الديوان، ولذا كان هذا الكتاب الذي يضم معظم شعره مع دراسة عن حياته، وأخرى عن شعره تبين مدى شاعريته وصدقه في قصائده.
وأصدر البابا شنودة نحو 140 كتاباً، منها كتب تتضمن تجاربه وخبراته منها «كلمة منفعة» الذي يقدم فيه أقوالاً حكيمة.
وفاة البابا شنودة الثالث
وأضاف في بيان رسمي: «المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحاً لروحه والعزاء للجميع».
تم يوم الأحد 18 مارس 2012 وضع جثمان البابا في كامل هيئته الكهنوتية، على كرسي القديس مار مرقس في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه. وأقيم أول قداس صباح الأحد في وجود الجثمان، ورأس الصلاة الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك، في حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
واستمر بقاء الجثمان على كرسي البابوية حتى يوم الثلاثاء 20 مارس 2012، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة، وتم نقل جثمانه يوم الثلاثاء بطائرة عسكرية بقرار مصدق من المشير محمد حسين طنطاوي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون حيث أوصى بأن يدفن، إذ دفن في تابوت أهداه له بابا روما بندكت السادس عشر.