الاثنين - 02 ديسمبر 2024
الاثنين - 02 ديسمبر 2024

تعرف إلى مرض «التراخوما».. أسبابه وطرق العلاج

تعرف إلى مرض «التراخوما».. أسبابه وطرق العلاج

مرض «التراخوما»

يعد مرض «التراخوما» أو ما يسمى «الرمد الحبيبي» أو «الحثار»، أحد الأمراض التلوثية التي تصيب العين والناجمة عن الإصابة بجرثومة تسمى الكلاميديا، وقد يتسبب المرض في مضاعفات خطرة تصل إلى فقد البصر، إذا لم يتم علاجه.

وينتقل مرض «التراخوما» عادةً عن طريق بعض الحشرات الحاملة للمرض، كما يمكن أن تنتقل من شخص لآخر عن طريق الإفرازات العينية والأنفية للشخص المصاب، ونوضح في التقرير التالي ما أسباب الإصابة بمرض التراخوما؟ وطرق علاجه.

ما «مرض التراخوما»؟

التراخوما أو الرمد الحُبيبي عدوى بكتيرية تؤثِّر على العينين، وينتشر عبر ملامسة العينين، والجفون، وإفرازات الأنف والحلق في الأشخاص المصابين، ويمكن أن يعدي أيضاً عند حمل العناصر المحمَّلة بالعدوى باليدين، مثل المناديل.

وتظهر في البداية أعراض التراخوما بالحكة البسيطة، وتهيُّج العينين والجفون. ومن ثم ربما تُلاحِظ تورُّم الجفون، وخروج إفرازات صديدية من العين، وإذا لم تُعالَج التراخوما، فقد تتسبب في العمى.

ويُعَدُّ مرض التراخوما السبب الرئيسي للعَمَى في جميع أنحاء العالم، على الرغم من إمكانية الوقاية منه، وتحدث معظم حالات التراخوما في المناطق الفقيرة بأفريقيا، حيث يعاني 85% من السكان من هذا المرض، ويمكن أن تصل معدلات الإصابة بين الأطفال دون سن الخامسة إلى 60% أو أكثر.

اقرأ أيضاً.. «فقر الدم» أسباب وأعراض الإصابة به

ما أعراض «مرض التراخوما»؟

علامات وأعراض مرض التراخوما عادةً ما تؤثر على كلتا العينين، ويمكن أن تشمل التالي:
  • حكة بسيطة وتهيج العينين والجفون.
  • إفرازات من كلتا العينين تحتوي على مخاط أو صديد.
  • انتفاخ الجفن.
  • حساسية للضوء «الخوف من الضوء».
  • ألم العين
  • احمرار العين
  • فقدان البصر
  • الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة للعدوى، لكن يتقدم المرض ببطء، ولا تظهر أكثر الأعراض إيلاماً حتى مرحلة البلوغ.

الصحة العالمية تحذر من 5 مراحل

وحذرت منظمة الصحة العالمية 5 مراحل في تفاقم الإصابة بمرض «التراخوما» وهي كالتالي:
  • التهاب تكيُّسي

تبدأ العدوى المبكرة بخمسة تكيُّسات أو أكثر- وهي عبارة عن بثور صغيرة تحتوي على خلايا بيضاء ليمفاوية (نوع من خلايا الدم البيضاء)- وتكون مرئية عند تكبير السطح الداخلي للجفن العلوي (الملتحمة).
  • التهاب شديد.

في هذه المرحلة، تزداد نسبة نقل العدوى من العينين، وتصبح متهيجة، مع حدوث سماكة وانتفاخ للجفن العلوي.
  • ندب الجفن.

وتؤدي العدوى المتكررة إلى تندُّب السطح الداخلي للجفن. غالباً ما تظهر تلك النُّدب كخطوط بيضاء عند تكبيرها للفحص، يمكن أن يتشوَّه جفنك وينقلب إلى الداخل (الشتر الداخلي).
  • نمو رموش العين للداخل

(انحراف الأهداب)، بطانة الجفن الداخلية المتندِّبة تستمر في التشوه، مسببةً انقلاب الرموش للداخل؛ ما يؤدي إلى احتكاك وخدش الطبقة الشفافة للعين «القرنية».
  • إعتام القرنية (العتامة)

تتأثر القرنية بالالتهاب، الذي يكون عادةً تحت الجفن. يزداد الالتهاب المستمر سوءاً بسبب احتكاك الرموش المقلوبة إلى الداخل، ما يؤدي إلى إعتام القرنية.

اقرأ أيضاً.. أعراض نقص فيتامين د

ما أسباب «مرض التراخوما»؟

يحدث «مرض التراخوما» أو الرمد الحُبيبي بسبب بكتيريا يمكنها أن تسبب أيضاً عدوى المتدثرة المنقولة جنسياً.

ينتشر الرمد الحُبيبي عبر ملامسة إفرازات عيني شخص مصاب أو أنفه، ويمكن أن تكون اليدان، والملابس، والمناشف والحشرات مسارات لنقل العدوى، في الدول النامية، وتعد الذبابات الماصة أيضاً إحدى وسائل

انتقال العدوى ومن الأسباب أيضاً.

تتضمن العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بالرمد الحُبيبي (التراخوما) ما يلي:

  • أماكن المعيشة المزدحمة.

يواجه الأشخاص المخالطون لبعضهم البعض من قرب، خطر التسبب في نشر العدوى إلى غيرهم.
  • سوء الصرف الصحي.

الظروف الصحية السيئة وقلة استخدام الماء وإهمال النظافة مثل عدم الاهتمام بنظافة الوجه والأيدي تتسبب في انتشار المرض.
  • العمر

في المناطق التي ينتشر بها المرض، تزداد الإصابة كثيراً بين الأطفال ما بين 4-6 سنوات.
  • الجنس

في بعض المناطق، تصاب النساء بهذا المرض بنسبة مرتين إلى 6 مرات أكثر من الرجال، وقد يرجع ذلك إلى أن النساء أكثر اختلاطاً بالأطفال الذين يمثلون مصدر الإصابة بهذا المرض.
  • الذباب

الأشخاص الذين يعيشون بمناطق تواجه مشكلات في مكافحة أسراب الحشرات الطائرة مثل الذباب ربما يكونون أكثر عرضة للعدوى.

ما طرق علاج «مرض التراخوما»؟

يتم علاج «مرض التراخوما» بواسطة المضادات الحيوية كعلاج موضعي للعين أو فموي.
  • استخدام بدائل الدموع للعين الجافة
  • إجراء جراحة للجفون والرموش التي تخز القرنية
  • زرع قرنية

ما طرق الوقاية من «مرض التراخوما»؟

  • مكافحة الذباب، يمكن أن يساعد تقليل أعداد الذباب في القضاء على مصدر من مصادر نقل العدوى.
  • الإدارة السليمة للمخلفات، يمكن أن يؤدي التخلص من المخلفات الحيوانية والبشرية بشكل صحيح إلى تقليل مناطق تكاثر الذباب.
  • تعزيز سبل الوصول إلى المياه، يمكن أن يساعد وجود مصدر مياه عذبة قريب على تحسين الظروف الصحية.
  • المحافظة على نظافة الوجه

تطور «مرض التراخوما»

إذا لم يعالَج المرض جيداً بالمضادات الحيوية عن طريق الفم، قد تسوء أعراضه وتؤدي إلى العمى نتيجة تقرّح القرنية وتكوُّن الندوب على سطحها، والجراحة قد تكون ضرورية لإصلاح تشوه الأهداب.

و«مرض التراخوما»، من أقدم أمراض العين التي سُجّلت في التاريخ، حيث سُجلت حالة في عام 27 قبل الميلاد، ومعظم المصابين بالتراخوما يعيشون في الدول النامية والدول مدقعة الفقر في أفريقيا، الشرق الأوسط، وآسيا، ونجده نادراً في الولايات المتحدة الأمريكية.

يمكن معالجة المرض بالمضادات الحيوية وتتم الوقاية منه بالنظافة الصحية والتثقيف الصحي. طبقاً لمركز مكافحة المرض (Centers for Disease Control): لا يوجد مسح إحصائي وطني أم عالمي لمرض التراخوما.

العمى نتيجة للتراخوما تم القضاء عليه في الولايات المتحدة الأمريكية، وآخر الحالات التي وُجدت كانت ضمن الهنود الأمريكان وفي «أبلاشيا- شرق أمريكا».

وفي عام 1913 أصدر الرئيس وُودرو ولسون مرسوماً خصص فيه اعتماداً مالياً للقضاء على المرض وفي أواخر الثلاثينيات، أعلن عدد من أطباء العيون نجاحهم في علاج التراخوما باستخدام مضادات السلفا الحيوية،

وفي عام 1948 عهد إلى فنسنت تابون (والذي أصبح فيما بعد رئيساً لمالطا) الإشراف على حملة لمعالجة التراخوما باستخدام أقراص السلفا وقطرات العين.