يرغب عدد كبير من الأشخاص في معرفة المراصد الفلكية واستخداماتها، حيث إن المراصد والاكتشافات الفلكية العملاقة التي تكونت منذ العقد الماضي مع ظهور المجرات والنجوم والمجموعة الشمسية، وغيرها من الأنظمة الكوكبية التي توجد خارج نطاقنا قد استحوذت جميعها على خيال العلماء والمواطنين على حد سواء.
وتُعد هذه الإنجازات العظيمة والمذهلة ليست ناتجة عن الجهود الإبداعية الجماعية للعلماء والمهندسين فحسب، وإنما كان للاستثمارات السخية من قبل المستثمرين من أصحاب المؤسسات والحكومات دور كبير في علم الفلك على مدار الخمسين عام الماضية، وفي هذا المقال سوف نتعرف إلى ماهية المراصد الفلكية، ولماذا يستخدم علماء الفلك المراصد الفلكية؟
ما المراصد الفلكية وما استخداماتها؟
يرغب العديد من الباحثين في معرفة المقصود بالمراصد الفلكية، ولا سيما علماء الفلك حول العالم، وذلك من أجل تحديد الأماكن الجديدة، حيث يُعد علم الفلك من العلوم الهامة جداً والتي بدونها لم نكن نتمكن من المعلومات مثل درجة الحرارة وغيرها.
يُقصد بالمراصد الفلكية تلك الهياكل التي تتكون من مجموعة من التلسكوبات والأدوات التي يتم استخدامها من أجل مراقبة الأحداث الفلكية أو الأرضية أو البحرية.
يقوم علم الفلك برصد المُناخ والأرصاد الجوية وغيرها من علوم المحيطات والبراكين، وبالتالي يُمكن تصنيف المراصد الفلكية تبعاً لأساس الطيف الكهرومغناطيسي والذي تم تصميمها بداخله من أجل المراقبة، حيث تكون هذه الأخيرة مجهزة تماماً لمراقبة مكان الطيف المرئية (عين الإنسان).
مما سبق نستنتج أن المراصد الفلكية عبارة عن مكان خالٍ تماماً يتواجد به مجموعة من التلسكوبات، حيث تقوم المراصد بعملية البحث من أجل الكشف على بواعث موجات الراديو الكونية.
وتختلف المراصد الفلكية عن الأقمار الصناعية التي تحتوي على كاشفات وتلسكوبات، خاصة تعمل على دراسة أشكال الإشعاع مثل الأشعة السينية وأشعة جاما، وغيرها.
وعن مكان تواجد المراصد الفلكية فمنها ما هو موجود على الأرض في أماكن معينة، ومنها ما يقع في الفضاء الخارجي.
أقرأ أيضاً.. الفرق بين الهيدروجين الأخضر والأزرق
استخدامات المراصد الفلكية
من المتوقع أن تتسارع وتيرة الاكتشافات العلمية الفلكية في العقود الزمنية المقبلة، حيث يستعد علماء الفلك من جميع أنحاء العالم لإجراء عملية فحص الحقبة الزمنية التي تشكلت فيها المجرات المشابهة لمجرة درب التبانة (المجرة التي نتواجد بها) وذلك لأول مرة من أجل تصوير كواكب أخرى تشبه كوكب الأرض خارج نظام المجموعة الشمسية.
وهنا يظهر دور علماء الفلك في استخدام المراصد الفلكية، حيث يتم الاعتماد على هذه الأخيرة في رصد وتتبع حركة الأجرام السماوية والتي من ضمنها الكواكب والنجوم والمجرات المختلفة.
هذا بجانب استخدام المراصد الفلكية في رصد وقياس كمية الإشعاعات الصادرة من النجوم والكواكب، فضلاً عن معرفة كميات الضوء والأشعة التي تصدر من هذه الكواكب والنجوم، ومن ثم التمكّن من معرفة بُعد الجرم السماوي عن الأرض، بالإضافة إلى معرفة تركيب هذه الأجرام السماوية وممَّ تتكون.
ما أكبر مرصد فلكي في العالم؟
بعد أن تعرفنا على ما هي المراصد الفلكية وما استخداماتها، يجب الإشارة إلى بيان أكبر مرصد فلكي في العالم ألا وهو مرصد (عين السماء) الموجود في الصين والمعروف أيضاً بـ تلسكوب فاست FAST، والذي جاء بتكلفة تجاوزت 1.2 مليار يوان أي ما يُعادل 171 مليون دولار أمريكي.
يقعد مرصد عين السماء الصيني تحديداً في مقاطعة قويتشو جنوب غرب الصين، ويتكون من حوالي 4400 لوح من مادة الألومنيوم، ويبلغ عرضه 500 متر، ويتم إمالة المرصد بالاستعانة بأكثر من 2000 رافعة ميكانيكية من أجل التركيز على أكثر من منطقة مختلفة في السماء.