يبحث المستثمرين دائماً عن فرصة استثمار آمنة، وهناك العديد من الفرص الاستثمارية، سواء عن طريق التعامل المباشر مع الأسهم بالشراء والبيع في سوق الأوراق المالية، أو عن طريق صناديق الاستثمار، وفي التقرير التالي نستعرض كل ما يخص صناديق المؤشرات وما هي وكيف تتداول عليها؟
ما صناديق المؤشرات؟
صناديق المؤشرات، هي صناديق استثمارية مفتوحة تتبع حركة مؤشر معين، ولكن يتم قيد وتداول الوثائق المكونة لهذه الصناديق في سوق الأوراق المالية مثل الأسهم والسندات.
تتميز صناديق المؤشرات بما تمنحه للمستثمرين من فرص تغطية أسواق كاملة في دول مختلفة أو قطاعات مختلفة، وذلك بكلفة أقل من وسائل الاستثمار الأخرى.
وتتكون صناديق المؤشرات من سلة من الأوراق المالية المتداولة في البورصة، فهي مصممة كصناديق الاستثمار المفتوحة لتوفير تكاليف أقل للدخول في البورصة، ولكن بخلاف صناديق الاستثمار المفتوحة فيمكن
تداول صناديق المؤشرات في أي وقت خلال جلسة التداول.
بداية صناديق المؤشرات
بدأت صناديق المؤشرات لأول مرة في الظهور عام 1993 عندما طورت شركة (State Street Global Advisors) بالتعاون مع البورصة الأمريكية أول سوق لصناديق المؤشرات، وأطلق على صندوق منها شهادات إيداع ستاندرد آند بوردز (Standard & Poor's Depository Receipts) SPDR وكانت عبارة عن صناديق مؤشرات تتبع أداء مؤشر (S&P 500) وتعد (SPDR) حتى الآن أحد أنجح صناديق المؤشرات وأكثرهم سيولة.
وبنهاية نوفمبر 2007 ارتفع عدد صناديق المؤشرات على المستوى العالمي إلى 1137 صندوقاً يدار بواسطة 73 مدير استثمار، ويتم تداولها في أكثر من 42 بورصة بأصول مدارة تصل قيمتها إلي 773.2 مليار دولار كما نشر في تقرير مؤسسة مورجان ستانلي ( Exchange Traded Funds-Industry Snapshot- End of November 2007).
اقرأ أيضاً.. كيفية الاستثمار في سوق الأسهم السعودية.. أخطاء يجب تجنبها
كيف يمكن أن أقوم بشراء أو بيع وثائق صناديق المؤشرات؟
يستطيع المستثمر أن يبيع أو يشترى وثائق صناديق المؤشرات من خلال أي شركة سمسرة في أي وقت خلال أوقات التداول في البورصة مثله في ذلك مثل التعامل على الأسهم العادية.
ما الرسوم الواجب دفعها لشراء أو بيع وثائق صناديق المؤشرات؟
مثل بيع أو شراء الأسهم العادية، يجب على المستثمر دفع عمولة شركة السمسرة ورسوم التداول والمقاصة والتسوية.
كيف يتم تحديد السعر السوقي لوثيقة صناديق المؤشرات؟
عادة ما يكون السعر السوقي لوثيقة صناديق المؤشرات قريباً من القيمة السوقية للأوراق المالية المكونة للصندوق بالإضافة إلى صافي الأرباح غير الموزعة.
ما الفترة التي يمكن الاحتفاظ خلالها بوثيقة صناديق المؤشرات؟
لا تختلف صناديق المؤشرات عن الأسهم أيضاً في هذه النقطة، حيث يمكن تداول وثائق صناديق المؤشرات بكثرة خلال فترات قصيرة للحصول على أرباح سريعة، كما يمكن الاحتفاظ بها لفترات طويلة بغرض الاستثمار.
هل لصناديق المؤشرات نشرة اكتتاب؟
نعم هناك نشرة اكتتاب لصناديق المؤشرات، ويجب أن يقوم المستثمر بقراءتها بحرص وبعناية مثلها كمثل نشرة اكتتاب أي صناديق للاستثمار، حيث تتضمن نشرة الاكتتاب لصناديق المؤشرات على معلومات مهمة تخص الإفصاح عن إدارة الصندوق، أهداف الصندوق والرسوم ومخاطر الصندوق.
توزيع الأرباح
تقوم غالبية صناديق المؤشرات بدفع توزيعات لحملة الوثائق بصورة دورية إما سنوياً أو ربع سنوياً. ويمكن لبعض الصناديق أن تقوم بدفع توزيعات أرباح في توقيتات أخرى يتم تحديدها من خلال مدير الصندوق. ولذلك على المستثمر أن يقوم بقراءة وتفهم سياسات توزيع الأرباح المذكورة في نشرة الاكتتاب.
ما الفرق بين صافي قيمة الأصول لوثائق صناديق المؤشرات وسعر الوثيقة؟
يتم احتساب صافي قيمة الأصول لكل وثيقة على أساس القيمة السوقية للأوراق المالية المكونة لها، بينما يتحدد سعر التداول للوثيقة في البورصة وفقاً للعرض والطلب في السوق، حيث إنه ليس بالضرورة أن يتم تداولها عند نفس صافي قيمة الأصول، ما يسمح بحدوث عمليات مراجحة (arbitrage).
وتعتبر صناديق المؤشرات صناديق استثمار مفتوحة تسمح بالإصدار والاستهلاك العيني للوثائق (in-kind)، حيث يخلق التفاوت بين سعر الوثيقة وصافي قيمة الأصول فرصة لإمكانية حدوث مراجحة (arbitrageurs)، حيث يمكن لمجموعة من المستثمرين أن يستفيدوا من التفاوت أو التباين بين سعر وثيقة صناديق المؤشرات والأوراق المالية المكونة لها.
فعندما يرتفع سعر الوثيقة عن صافي قيمة الأصول، هذا الفارق سوف يتيح فرصة لتحقيق أرباح عن طريق بيع الوثائق وشراء الأسهم المكونة لها.
في حين أنه عندما ينخفض سعر الوثيقة عن صافي قيمة الأصول، يتم تحقيق أرباح عن طريق بيع الأسهم المكونة للوثيقة وشراء الوثائق. ما يعمل على جعل سعر تداول الوثيقة قريباً من صافي قيمة الأصول.
لماذا الاستثمار في صناديق المؤشرات؟
هناك العديد من المزايا التي تقدمها صناديق المؤشرات المتداولة وهي كالتالي:-
أكثر فاعلية واقتصادية
كلفة إدارتها تكون أقل من كلفة إدارة صناديق الاستثمار العادية، لذلك فإن الاستثمار في صناديق المؤشرات، يساعد على الحصول على الأرباح (أو الخسائر) لسلة من الأوراق المالية دون تحمل تكاليف شراء كل ورقة مالية على حدة.
أكثر شفافية
تتميز صناديق المؤشرات بإمكانية متابعة أسعارها وتداولها لحظياً في أي وقت خلال جلسة التداول اليومية للبورصة.
أكثر مرونة
تتميز صناديق المؤشرات بأنها تتكون من مجموعة متنوعة من الأوراق المالية، ما يتيح للمستثمرين محفظة متنوعة من الأسهم بدلاً من التركيز على سهم بعينه، في الوقت الذي يتم تداولها بنفس السهولة التي يتم بها تداول سهم واحد.
التنوع
تتيح صناديق المؤشرات الفرصة للمستثمر للاستثمار في مجموعة متنوعة من الأوراق المالية وهو ما يعطي المستثمر الفرصة لدخول أسواق وقطاعات محددة ومتنوعة.
السيولة
يتم تداول صناديق المؤشرات خلال ساعات التداول للبورصة، ولا بد أن يكون لكل صناديق المؤشرات صانع سوق، حيث يلتزم صانع السوق بالبيع أو الشراء لكل من يرغب في ذلك من المستثمرين، وهو ما يضمن وجود سيولة دائمة لصناديق المؤشرات (ETFs) المتداولة في البورصة، حيث يثق المستثمر دائماً في إمكانية قيامه ببيع أو شراء شهادات صناديق المؤشرات (ETFs) التي يملكها في أي وقت يرغب في ذلك.
مميزات أكثر
يستطيع المستثمرون شراءها بالهامش (بعد موافقة البورصة) أو وضع أوامر محددة السعر، واستثمار حجم رأس المال الذين يرغبون فيه بدون حد أدنى وهذه المميزات لا تتوافر في صناديق الاستثمار العادية.
ما المخاطر المصاحبة للاستثمار في صناديق المؤشرات؟
يمثل الاستثمار في صناديق المؤشرات استثماراً في محفظة من الأوراق المالية المتنوعة، ولذلك فإن أداء صناديق المؤشرات يتأثر مباشرة بأداء الأسهم المكونة له، بمعنىً آخر فإن أداء صناديق المؤشرات لمؤشر ما تتأثر بأداء هذا المؤشر.
ومن الممكن ألا يكون هناك تطابق تام بين أداء صناديق المؤشرات وأداء المؤشر المصممة عليه، وذلك بسبب التكاليف الإدارية، الاختلاف في التوقيت، والعوامل الأخرى.
يتعرض المستثمرون المستخدمون لعملة مختلفة عن عملتهم الأصلية في استثماراتهم في صناديق المؤشرات إلى مخاطر تقلبات سعر الصرف.