في يوم 22 من ديسمبر الجاري دخلت شركة صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية «تسلا» السوق الهابطة، ووصل سعر السهم إلى 899.9 دولار بنهاية تداولات 20 ديسمبر، في أعقاب سلسلة من التراجعات الثقيلة.
السوق الهابطة.. تسلا ضحية جديدة
سعر السهم تراجع بنسبة 27.6%، من ذروته البالغة 1243.49 في 4 نوفمبر الماضي، بعد أيام من بيع إيلون ماسك؛ المؤسس ورئيس الشركة، أسهماً بقيمة 906 ملايين دولار ليصل إجمالي مبيعاته إلى 13 مليار دولار كاملة.
بعدها قال ماسك في «تويتر»: «لهؤلاء المندهشين، سأدفع ضرائب تزيد على 11 مليار دولار خلال العام الحالي»، لتكون أكبر مبلغ يسدده شخص واحد للضرائب في تاريخ الولايات المتحدة، بحسب الوكالة الألمانية (د ب أ).
لكن الخسائر التي تكبدتها تسلا ودخولها السوق الهابطة لم يكن الأول من نوعه.
اقرأ أيضاً..
الموجة الثانية من «كورونا» تتصدر قائمة أكبر مخاطر الاقتصاد العالمي
بورصة نيويورك تدخل السوق الهابطة
ففي مارس من عام 2020، شهدت بورصة نيويورك تراجعاً كبيراً وضع حداً لفترة خالية من أزمات كبرى في «وول ستريت» استمرت لأكثر من 10 سنوات كاملة، كانت الأطول في تاريخ السوق التي تعاني تداعيات الهلع من تفشي فيروس كورونا.
وهبط وقتها مؤشر «داو جونز» الصناعي 5.9% إلى 23.553.22 نقطة، متراجعاً بأكثر من 20% مقارنة بآخر سعر قياسي حقّقه في فبراير، ليدخل المؤشر بهذه النتائج المخيبة «السوق الهابطة» قبل أن يتراجع مؤشر ناسداك هو الآخر عند 4.70% إلى 7.952.05 نقطة.
دخول داو جونز السوق الهابطة جاء إثر ما تعرض له العالم في هذا الوقت من وضع اقتصادي صعب نتيجة جائحة تفشي فيروس كورونا المستجد، التي دفعت إلى إلغاء عدد من الأحداث والمناسبات في الولايات المتحدة والعالم وأثرت بالسلب على الاقتصاد العالمي وأسواق رأس المال.
السوق الهابطة تصيب بيتكوين وأخواتها
الأمر لم يقتصر فقط على الاقتصاد الحقيقي أو الملموس، بل إن مصطلح الأسواق الهابطة لم يغب كذلك عن العملات الرقمية كـ«بيتكوين» وأخواتها.
ففي مطلع ديسمبر الجاري، انخفضت أسعار العملة المشفرة بيتكوين بشكل حاد وبأكثر من 20% إلى أدنى مستوى لها بالقرب من 43000 دولار.
كما انخفض سعر الأثير أيضاً، التي تعد ثاني أكبر العملات الرقمية في العالم حالياً من حيث القيمة السوقية، حيث انخفضت قيمتها بأكثر من 10% إلى أدنى مستوى بالقرب من 3500 دولار، لتدخل العملتان إلى السوق الهابطة.
ما هي السوق الهابطة؟
عادة يطلق العاملون في البورصات وأسواق المال مصطلح السوق الهابطة على الأسهم التي تنخفض قيمتها السوقية بنسبة 20% أو أكثر من ذلك.
وبحسب "CNBC عربية" فإن السوق الهابطة هي السوق التي تهبط فيها أو تتراجع أسعار الأسهم أو المؤشرات الإجمالية لصناعة ما في فترة زمنية معينة، بشرط أن يتسم ذلك الهبوط بحالة من التشاؤم الشديد بين المستثمرين حول مستقبل ذلك السوق أو تلك الصناعة.
كما أن تلك الحالة من التشاؤم التي تعم المستثمرين لابد أن يصاحبها التفكير في سيناريوهات أكثر سوءاً، كتدني الأسعار وتراجع الاهتمام بالسوق وبالتالي تراجع الاهتمام بالصناعة نفسها، ما يؤدي بالضرورة إلى موجة بيع جديدة لأسهم شركات تلك الصناعة ما يؤدي إلى مزيد من الخسائر في الأسعار، لتزداد مجدداً حالة التشاؤم.
لكن هل تتشابه السوق الهابطة بما يطلق عليه منطقة التصحيح؟ الإجابة بحسب موقع «الشرق بلومبيرغ» لا.
السوق الهابطة ومنطقة التصحيح.. ما الفرق؟
بحسب المصدر السابق، لا يجب الخلط بين منطقة التصحيح والسوق الهابطة، فالأولى تعتبر مدخلاً مهماً لدخول السوق، لكونها فرصة للمستثمرين لاستغلال أسعار الأسهم المتدنية، على عكس الأسواق الهابطة التي لا يجد المستثمر فيها أي فرصة لتحقيق أي نوع من الأرباح.
من ناحية أخرى تتأثر الأسواق الهابطة بالأخبار الاقتصادية أو الأرقام السيئة مثل ارتفاع معدل البطالة، ويغلب على هذا السوق انعدام الثقة والتشاؤم بين المتداولين، وبالتالي يذهبون إلى فكرة ببيع الأصول لتجنب الخسارة.
وبشكل ما يكون السوق الهابط نبوءة محققة لذاتها، فإذا فقد المستثمرون الثقة في السوق سيقومون ببيع الأصول عند توقعهم بانخفاض الأسعار، ولكنهم في الواقع هم من يتسببون في انخفاض الأسعار، ويمكن لهذا أن يسبب الذعر للآخرين للخروج من مراكزهم المالية، ولكن قد ينعكس هذا الاتجاه عندما يشتري المضاربون الأصول بأسعار منخفضة وتبدأ الأسعار بالارتفاع مجدداً، ما يؤدي في النهاية لعودة السوق إلى حالة الصعود.
السوق الهابطة والسوق الصاعدة
على عكس السوق الهابطة فإن السوق الصاعدة هي سوق مالية سواء كانت عملات أو معادن أو سلعاً ترتفع فيها الأسعار أو من المحتمل أن ترتفع.
كما أنه من مميزاتها التفاؤل العام، وثقة المستثمرين، والتوقع باستمرار الاتجاه الصاعد للسوق بشكل قوي.
كذلك يدوم الاتجاه الصاعد عادةً لعدة أسابيع أو أشهر أو حتى لسنوات، ولكن يمكن أن يستمر فقط لبضعة أيام على حسب الظروف المحيطة، كما قد يكون التوقع بتغير الاتجاهات أمراً صعباً على المتداولين لأن نفسية المتداول وسلوكه يلعبان دوراً مهماً في هذا.
السوق الهابطة.. كيف يستفيد منها المستثمرون؟
عندما يفهم المتداول معنى السوق الصاعد والهابط، يستطيع التحديد بدقة دورة الأسواق وكيف ومتى يستفيد منها، ومن الممكن أن يحقق الربح في كلا الحالتين، بغض النظر إذا كانت الأسعار مرتفعة أم منخفضة.
ويمكن للمتداول الاستفادة من انخفاض الأسعار، من خلال تداول منتجات مشتقة والتي تسمى العقود مقابل الفروقات، بدلاً من شراء الأصل بشكل فعلي.
إذ يعتمد ربح العقود مقابل الفروقات على التغير في قيمة الأصل الأساسي مع مرور الوقت، وهذا يعني زيادة أونقصان، فهو الفرق في الأسعار، حيث يمكنك الاستثمار في أسعار مرتفعة أو منخفضة على حسب ما تتوقع حدوثه، سواء كان السوق هابطة أم صاعدة.