الخميس - 21 نوفمبر 2024
الخميس - 21 نوفمبر 2024

اكتشف أسرار استراتيجية قبعات التفكير الست بالتفصيل

اكتشف أسرار استراتيجية قبعات التفكير الست بالتفصيل

تشكّل القرارات جزءاً مهماً من يومنا، فنحن نتخذ قرارات منذ اللحظة الأولى لاستيقاظنا حتى العودة للنوم مساءً، ولكن ماذا عن الموضوعات المهمة؟ تلك التي تحتاج إلى النظر بتمعن لمختلف جوانب الأمر للتوصل إلى القرار الصائب؟ الأمر بسيط.. يكمن الحل في تنفيذ استراتيجية قبعات التفكير الست التي تساعدك على تغيير طريقة تفكيرك في المشكلات وفحصها من وجهات نظر مختلفة لاتخاذ أفضل القرارات.

نستكشف سوياً في هذا المقال كيفية استخدام طريقة قبعات التفكير الست، ونعرض أمثلة على كيفية عملها.

ما هي استراتيجية قبعات التفكير الست؟ Six Thinking Hats

إن أسلوب «القبعات الست للتفكير» من الأساليب الشائعة والشيقة لتنمية الإبداع وتحسين التفكير عموماً.

وهي من ابتكار الطبيب البريطاني ذي الأصل المالطي «إدوارد دي بونو» وقد نشرها في كتابه عام 1985 الذي يحمل نفس الاسم.

وقد نقل «دي بونو» تخصصه من جراحة المخ إلى الفلسفة، واستخدم معلوماته الطبية عن المخ وأقسامه وطريقة عمله في تحليل أنماط الأشخاص.. ثم أصبح، فيما بعد، أشهر اسم في العالم في مجال التفكير وتحليليه وأنماطه.

واخترع عدة نظريات في هذا المجال، ومن أشهر وأهم إبداعاته نظرية «القبعات الست» و«التفكير الجانبي».

وتقوم نظرية «قبعات التفكير الست» على استخدام 6 قبعات بستة ألوان مختلفة وتبادل الأدوار بينها أثناء عملية التفكير، إذ تساعدك على النظر إلى المشكلات من وجهات نظر مختلفة.

ولكن واحدة تلو الأخرى، لتجنب الارتباك من العديد من الزوايا التي تزاحم تفكيرك.

إنها أيضاً تقنية قوية للتحقق من القرار في المواقف الجماعية، حيث يستكشف الجميع الموقف من كل منظور في نفس الوقت.

يمكنك في كثير من الأحيان الوصول إلى حل ناجح أو نتيجة من وجهة نظر عقلانية وإيجابية، ولكن يمكنك أيضاً التفكير في القرار من زوايا أخرى.

على سبيل المثال، يمكنك النظر إليه من وجهة نظر عاطفية أو حدسية أو إبداعية أو إدارة مخاطر.

وقد يؤدي عدم التفكير في وجهات النظر هذه إلى التقليل من مقاومة الناس لخططك، أو الفشل في تحقيق قفزات إبداعية، أو تجاهل الحاجة إلى خطط الطوارئ الأساسية.

«إن التفكير الإبداعي ليس موهبة فقط، ولكنه مهارة يمكن تعلمها. - إدوارد دي بونو»

كيف تعمل استراتيجية القبعات الست؟

تقوم طريقة قبعات التفكير الست على تقسيم التفكير إلى 6 أنماط، واعتبار كل نمط قُبعة يلبسها الشخص أو يخلعها حسب طريقة تفكيره في تلك اللحظة.

ولتسهيل الأمر، فقد أعطى «إدوارد» لوناً مختلفاً لكل قبعة لنستطيع تمييزه وحفظه بسهولة، بحيث تستخدم في طريقة تحليل تفكير المتحدثين أمامك بناءً على نوع القبعة التي يرتدونها.

ويعتقد «إدوارد» أن هذه الطريقة تعطي الإنسان في وقت قصير قدرة كبيرة على أن يكون متفوقاً وناجحاً في المواقف العملية والشخصية، وفي نطاق العمل أو نطاق المنزل، وأنها تُحوّل المواقف السلبية إلى مواقف إيجابية، والمواقف الجامدة إلى مواقف مبدعة.. إنها طريقة تعلمنا كيف ننسق العوامل المختلفة للوصول إلى الإبداع.

وفيما يلي نعرض أنواع قبعات التفكير الست (Six Thinking Hats)

القبعة البيضاء:

تشبه القبعة البيضاء المحقق الذي يجمع المعلومات الحالية وينظمها ويحللها ويقدمها، مع الحفاظ على الحيادية وعدم التحيز قدر الإمكان، لتجنب القفز إلى الاستنتاجات بناءً على أجزاء مفردة من المعلومات.

وبنفس الطريقة، أثناء «ارتداء» قبعة التفكير البيضاء، يجب عليك جمع المعلومات المتوفرة لديك وتحليلها للوصول إلى حلول قائمة على الحقائق.

سيساعدك تحليل البيانات التي تم جمعها في العثور على الفجوات حتى تتمكن من البحث عن طرق لملئها أو على الأقل تدوينها، حتى يكون لديك فكرة أفضل عن كيفية توجيه محادثاتك أثناء اتخاذ القرار.

ابدأ في جمع الحقائق والبيانات بناءً على أسئلة حل المشكلات هذه:

  • ماذا نعرف عن هذه القضية؟
  • ما الذي لا نعرفه عن هذه القضية؟
  • ماذا يمكن أن نتعلم من هذا الموقف؟
  • ما المعلومات التي نحتاج إليها لحل هذه المشكلة؟
  • هل توجد حلول حالية محتملة يمكننا استخدامها لحل هذه المشكلة؟

اعمل من خلال هذه الأسئلة كفريق واحد لجمع المزيد من المعلومات حيث يشارك كل شخص معرفته الفريدة بقضية أو مشكلة معينة.

القبعة الصفراء:

تمثل هذه القبعة الحماس والتفاؤل. مثل يوم مشرق ومشمس، إذ تساعدك على التفكير بإيجابية ورؤية وجهة النظر المتفائلة التي تساهم في النظر إلى كل فوائد القرار وقيمته.

يساعدك تفكير القبعة الصفراء على الاستمرار عندما يبدو كل شيء كئيباً وصعباً.

يمكن أن تشمل أسئلة القبعة الصفراء:

  • ما هي أفضل طريقة للتعامل مع المشكلة؟
  • ماذا يمكننا أن نفعل لجعل هذا العمل أفضل؟
  • ما هي الفوائد طويلة المدى لهذا الإجراء؟

هذه الأسئلة ليست سوى نقطة انطلاق، فأثناء عملك من خلال تمارين قبعات التفكير الست، قد ترغب في طرح المزيد من الأسئلة التي تأخذ في الاعتبار الدور المتفائل للقبعة الصفراء.

القبعة السوداء:

القبعة السوداء هي عكس القبعة الصفراء وتمثل الجوانب السلبية. فتُستخدم القبعة السوداء لكشف العيوب ومواطن الضعف والأخطار المحتملة للأفكار المقترحة.

فعلى السطح، قد تبدو الأفكار التي حصلت عليها من جلسة القبعة الصفراء مثالية، ولكن تغوص القبعة السوداء تحت السطح لتجد أي مشاكل محتملة. يساعدك تفكير القبعة السوداء على اكتشاف العيوب والمخاطر القاتلة قبل الشروع في مسار العمل، إنها إحدى الفوائد الحقيقية لهذا الأسلوب، حيث يعتاد العديد من الأشخاص الناجحين على التفكير الإيجابي لدرجة أنهم غالباً لا يستطيعون رؤية المشاكل مسبقاً، الأمر الذي يتركهم غير مستعدين لمواجهة الصعوبات.

يمكن أن تتضمن الأسئلة التي تساعدك على التفكير من منظور القبعة السوداء ما يلي:

  • كيف ستفشل هذه الفكرة على الأرجح؟
  • ما هو العيب القاتل لهذه الفكرة؟
  • ما هي المخاطر والعواقب المحتملة؟
  • هل لدينا الموارد والمهارات والقدرة على إنجاح هذا العمل؟

القبعة الحمراء:

بينما ترتدي قبعة التفكير الحمراء، فإن هدفك الأساسي هو تدوين مقترحات وخطط عمل بشكل حدسي بناءً على مشاعرك وعاطفتك.

وباستخدام المعلومات التي تم جمعها من المشاعر والحدس، يجب أن تكون قادراً على ربط هذه المشاعر بشكل حدسي بالمشكلة التي تحاول حلها.

على سبيل المثال، قد تبدو بعض الأفكار والخطط ضعيفة أو غير عملية. ولكن إذا تمكن شخص يرتدي القبعة الحمراء من تحديد فكرة أو خطة جديدة «تشعر» بأنها صحيحة،

فيجب أن تفتح هذه الفكرة نقاشاً واستكشاف فرص إضافية ربما لم تفكر فيها مطلقاً.

قد تتضمن أسئلة قبعة التفكير الحمراء ما يلي:

  • ما هو شعوري الغريزي تجاه هذا الحل؟
  • بناء على المشاعر، هل هناك طريقة أخرى لحل هذه المشكلة؟
  • ما هي مشاعرنا بشأن الاختيار الذي نتخذه؟
  • هل يخبرنا حدسنا أن هذا هو الحل الصحيح؟

القبعة الخضراء:

تُستخدم القبعات الخضراء في التفكير الإبداعي، بحيث يتيح لك ارتداء هذه القبعة التفكير خارج الصندوق لاستكشاف المزيد من الاحتمالات والحلول الممكنة والأفكار الخارجة عن المألوف، فأنت حر في التعبير عن أي فكرة تخطر على بالك.

ولكن تذكّر.. يجب أن يكون هذا التفكير الإبداعي خالياً من الحكم والنقد.

قد تطرح القبعة الخضراء أسئلة مثل:

  • هل توجد احتمالات بديلة؟
  • هل يمكننا فعل هذا بطريقة أخرى؟
  • كيف يمكننا النظر إلى هذه المشكلة من وجهات نظر أخرى؟
  • كيف نفكر خارج الصندوق؟

القبعة الزرقاء:

توفر هذه القبعة دوراً إدارياً وستساعدك على تحليل الموقف. إذ تسعى القبعة الزرقاء إلى تنظيم الأفكار والمقترحات ووضع خطط العمل، فضلاً عن إدارة جداول الأعمال والقواعد والأهداف والمهام.

قد تتضمن الأسئلة التي ستساعدك في دور القبعة الزرقاء ما يلي:

  • ما المشكلة؟
  • كيف نحدد المشكلة؟
  • ما هو هدفنا والنتيجة المرجوة؟
  • ما الذي نحققه من خلال حل المشكلة؟
  • ما هي أفضل طريقة للمضي قدماً؟

إلى هنا نكون قد تعرفنا على أهداف وطريقة عمل قبعات التفكير الست، وعلى هذا يمكن اختصار عمل كل قبعة كالتالي:

  • القبعة البيضاء: ترمز إلى التفكير الحيادي.
  • القبعة الصفراء: ترمز إلى التفكير الإيجابي.
  • القبعة السوداء: ترمز إلى التفكير السلبي.
  • القبعة الحمراء: ترمز إلى التفكير العاطفي.
  • القبعة الخضراء: ترمز إلى التفكير الإبداعي.
  • القبعة الزرقاء: ترمز إلى التفكير الموجه.

تعلّم المزيد عن أسلوب قبعات التفكير الست لـ«إدوارد دي بونو» من هذا الفيديو:

أمثلة على القبعات الست للتفكير وطريقة تطبيقهم

فيما يلي نقدم مثالاً على استخدام استراتيجية قبعات التفكير الست لتوضيح طريقة التطبيق:

يدرس مديرو شركة عقارات ما إذا كان ينبغي عليهم بناء مبنى مكاتب جديد.

الاقتصاد يسير بشكل جيد، ويتم اقتطاع المساحات المكتبية الشاغرة في مدينتهم، وكجزء من عملية اتخاذ القرار، يتبنون أسلوب قبعات التفكير الست.

عندما يرتدي المديرون القبعة البيضاء، يقومون بتحليل البيانات التي لديهم، وبإمكانهم أن يروا أن حجم المساحات المكتبية المتاحة في مدينتهم يتضاءل،

ويحسبون أنه بحلول الوقت الذي سيتم فيه الانتهاء من مبنى مكاتب جديد، ستكون المساحة الحالية في حالة نقص شديد، كما أشاروا إلى أن التوقعات الاقتصادية جيدة، ومن المتوقع أن يستمر النمو المطرد.

بالتفكير بأسلوب القبعة الحمراء، يقول بعض مسؤولي الديكور إن المبنى المقترح يبدو قبيحاً وكئيباً، وإنهم قلقون من أن يجد الموظفون أنه مكان غير ملهم للعمل.

وعندما يفكرون بطريقة القبعة السوداء، فإنهم يتساءلون عما إذا كانت التوقعات الاقتصادية قد تكون خاطئة. فقد يكون الاقتصاد على وشك أن يواجه تباطؤاً.

وفي هذه الحالة يمكن أن يظل المبنى فارغاً أو مشغولاً جزئياً فقط لفترة طويلة، وفي حالة كان المبنى غير جذاب، فستختار الشركات العمل في أماكن أخرى أكثر جاذبية.

ومع ذلك، يرتدي المديرون القبعة الصفراء الإيجابية، ويعرفون أنه إذا صمد الاقتصاد وكانت توقعاتهم صحيحة، فإن الشركة ستحقق ربحاً جيداً.

وإذا كانوا محظوظين، فربما يمكنهم بيع المبنى قبل الانكماش التالي، أو الإيجار للمستأجرين بعقود إيجار طويلة الأجل ستستمر خلال أي ركود.

مع التفكير بطريقة القبعة الخضراء، فإنهم يفكرون فيما إذا كان ينبغي عليهم إعادة تصميم المبنى لجعله أكثر جاذبية، وربما يمكنهم بناء مكاتب مرموقة يرغب الناس في استئجارها في أي مناخ اقتصادي. أو بدلاً من ذلك، ربما ينبغي عليهم استثمار الأموال على المدى القصير، ثم شراء العقارات بكلفة أقل فيما بعد.

يرتدي رئيس الاجتماع القبعة الزرقاء للحفاظ على استمرار المناقشة وتدفق الأفكار، ما يشجع المديرين الآخرين على تبديل تفكيرهم بين وجهات النظر المختلفة.

وبعد فحص خياراتهم من وجهات نظر عديدة، يكون لدى المديرين صورة أكثر تفصيلاً للنتائج المحتملة، ويمكنهم اتخاذ قرارهم وفقاً لذلك.

على الرغم من أنه يمكنك استخدام استراتيجية قبعات التفكير الست بشكل فردي للعثور على جميع الحلول والجوانب الممكنة لمشكلةٍ ما، فإن هذه الطريقة تصبح أكثر فاعلية عند العمل مع فريق.

ولمزيد من التوضيح حول كيفية تطبيق نظرية قبعات التفكير الست، يقدم موقع Lucid chart لوحة معلومات، يمكن أن تساعدك في تسجيل أفكار فريقك، سواء كنت تعمل بشكل شخصي أو تريد مدخلات من أعضاء الفريق في مكاتب متفرقة، يمكنك التطبيق وإدخال المعلومات من هنا: (استراتيجية قبعات التفكير الست)

إلى هنا نكون قد استعرضنا كل ما يخص نظرية القبعات الست للتفكير، مع شرح مفصّل لكل قبعة أو طريقة تفكير على حِدة،

بالإضافة إلى مثال لتطبيق ذلك الأسلوب، فإذا كان لديك سؤال حول أي من تلك الطرق شاركنا في التعليقات.