الجمعة - 27 ديسمبر 2024
الجمعة - 27 ديسمبر 2024

قضايا تنمر معلمين أمام المحاكم

قضايا تنمر معلمين أمام المحاكم
يشكو أولياء أمور تنمر معلمين على طلابهم لدرجة الإيذاء البدني والسخرية منهم أمام أقرانهم، ما ساهم في وصول حالات إلى ساحات المحاكم.

وأوضحوا أن أغلبية الطلبة الذين يتعرضون للتنمر والسخرية من معلميهم باتوا يعانون تراجعاً في تحصيلهم الدراسي، وحالات اكتئاب أدخلتهم في عزلة ملحوظة.

ودعا أولياء الأمور الجهات المعنية إلى متابعة الأمر عبر الطرق العلمية لرصد أسباب تلك الحالات التي أصبحت في تزايد ملحوظ قبل أن تتحول إلى ظاهرة لا تحمد عقباها.


وأكدوا أن العديد من الطلبة الذين يعانون تنمر وسخرية معلميهم كانوا متفوقين ويُشهد لهم بالكفاءة والتعاون، إلا أنهم باتوا من المتراجعين دراسياً بعد تفضيلهم عدم الذهاب للمدرسة.


وأوضح مصدر مطلع في وزارة التربية والتعليم، فضل عدم ذكر اسمه، أن الوزارة تهتم بالمتابعة الدورية لكل المعلمين داخل الصفوف وتقييمهم على المستويات كافة حرصاً منها على مصلحة الطلبة والطالبات.

وأكد أن الوزارة ترصد جميع المخالفات ولا يمكن أن تتهاون مع أي معلم يخالف اللوائح والقوانين ويتنمر على أي طالب، موضحاً أن هناك فرقاً بين التنمر والتربية الحسنة، فالمعلم يجمع بين دورين الأول تربوي والثاني تعليمي ولا يمكن الاستغناء عن أي منهما.

ودعا جميع أولياء الأمور إلى ضرورة تفهم دور المعلم وعدم الخلط بين دوره التربوي ودوره التعليمي، مؤكداً أن ما يثار حول تنمر بعض المعلمين ليس إلا حالات فردية لا يمكن تعميمها.

من جانبه أفاد الخبير التربوي والموجه أول السابق بوزارة التربية والتعليم الدكتور أحمد عيد أن تنمر بعض المعلمين يرجع لأسباب نفسية يعاني منها المعلم ذاته على المستوى الشخصي، وأسباب تربوية تتمثل في غياب برامج التأهيل التربوي ومتابعة أغلبية المدارس الخاصة.

وشدد على ضرورة اعتماد اختبارات السمات الشخصية للمعلمين قبل تعيينهم سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة، وذلك لقياس مدى كفاءتهم للعمل بمهنة التدريس، فضلاً عن تطبيق برامج التأهيل التربوي على المعلمين كافة.

واستنكر الدكتور طارق عبدالعزيز نوار ولي أمر طالب بإحدى المدارس الخاصة في الشارقة تنمر بعض المعلمين على طلابهم، مؤكداً أن ابنه أحد ضحايا ذلك التنمر الذي دفع به للذهاب إلى ساحات المحاكم بعد أن أجبرت إحدى مشرفات المدرسة ابنه على السير حافياً وقت الظهيرة على الرمال داخل المدرسة عقاباً له على انتعاله حذاء مغايراً للون الحذاء المعتمد في المدرسة مما سبب له أضراراً نفسية وبدنية.

وأكد أن الأمر منظور حالياً أمام المحكمة الجزائية بالشارقة والقضية مؤجلة لجلسة 15 يناير المقبل لاستكمال المحاكمة وتقديم الشهود.

من جهتها، عبّرت سماح حسين ولية أمر طالب بالصف الرابع عن استيائها من تنمر المعلمين، موضحة أنها لاحظت تراجع مستوى ابنها في مادة اللغة العربية رغم تفوقه في جميع المواد.

وتابعت أنها بادرت بسؤاله عن أسباب تراجعه الدراسي، فأكد لها أن معلم اللغة العربية لا يكلفهم إلا بالقليل من الواجبات المنزلية، بل يكتفي بقراءة الدرس فقط دون شرحه.

وأضافت: «تقدمت بشكوى لإدارة المدرسة»، إلا أن النتيجة كانت عكسية بعدما بات المعلم يتنمر على ابنها ويسخر منه ومن تصرفاته «ويصفه بالفساد وكثرة الشكوى، أمام أقرانه، عقاباً له على شكواي في حقه».تربويون: غياب برامج التأهيل التربوي والمتابعة يزيد التنمر

أولياء أمور: أبناؤنا تراجعوا دراسياً نتيجة العقد النفسية