قال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي إنه في السادس من مايو من كل عام نتوقف أمام حدث كبير شكل علامة فاصلة ونقطة تحول مهمة في تاريخ الإمارات، وركيزة رئيسية قام عليها صرح دولة الاتحاد، إذ يصادف هذا اليوم ذكرى القرار التاريخي بتوحيد قواتنا المسلحة، إيذاناً ببدء مرحلة جديدة انطلقت معها سواعد أبناء الإمارات تبني وتعمر وترسي أسس دولة فتية تمكنت خلال 50 عاماً من قيامها من أن توجد نموذجاً تنموياً فريداً بإنجازات استحقت بجدارة تقدير العالم واحترامه ضمن مختلف المجالات.
وأكد سموه - في كلمة وجهها عبر مجلة درع الوطن بمناسبة الذكرى الـ46 لتوحيد القوات المسلحة - أنه بفضل فطنة قائد محب لشعبه، وحرص والد أراد لأبناء وبنات وطنه أن يكونوا في أعلى مراتب التميز وأن يتصدروا مصاف الأمم والشعوب صانعة المستقبل، كان القرار الحكيم للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبدعم إخوانه القادة المؤسسين توحيد القوات المسلحة الإماراتية، لتكون الدرع الذي يحمي مقدرات الوطن، ويصون عليه سيادته وهيبته، والسيف الذي يردع كل من تسول له نفسه المساس بمكتسباته أو تهديد سلامته.
وأضاف: «اليوم، ومع احتفالنا بالذكرى الـ46 لتوحيد قواتنا المسلحة، نوجه تحية إعزاز وتقدير واجبة لأبطالها البواسل وضمن مختلف المواقع والميادين، لما قدموه ويقدمونه من بذل وعطاء وتضحيات، ذوداً عن حياض الوطن وصوناً لمكانته وحفظاً لرايته عالية في سماء العزة والكرامة».
ونوه سموه بما سطره أبطال القوات المسلحة من أروع ملاحم الوطنية والفداء ليظل اسم الإمارات دائماً شامخاً ومنيعاً ليقدموا المثال والقدوة في الانتماء لهذه الأرض الطيبة والولاء لقيادتها الرشيدة، والمبادرة لتلبية نداء الواجب في كل وقت وحين، معاهدين الله تعالى على بذل الغالي والنفيس من أجل رفعة اسم الإمارات بين الأمم صانعة التاريخ، وتأكيد إسهامها الإيجابي المؤثر في نشر مقومات الأمن والسلام والاستقرار في مناطق متفرقة من العالم.
وأكد أن القوات المسلحة كانت وستظل السياج الحامي لهذه المسيرة المباركة التي تتقدم معها الإمارات بخطى حثيثة نحو مستقبل تسعى فيه لتبوؤ مواقع ريادية جديدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبدعم إخوانهم أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات.. مستقبل يحمل أسباب الخير والنماء لشعب الإمارات ولشعوب المنطقة والعالم.
وقال: «لقد كانت إسهامات قواتنا المسلحة الباسلة في مختلف ميادين العطاء والفداء تجسيداً للقيم الأصيلة التي تأسست عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، وشيم شعبها الأبي وخلقه النبيل.. وكما كانت خلال الخمسين عاماً الماضية داعماً لنصرة الحق ومساندة الأشقاء والمستضعفين في شتى بقاع العالم، ستبقى خلال الخمسين المقبلة رمزاً للبطولة والشجاعة والتضحية بلا حدود، وتقديم يد العون لكل من يحتاجها امتداداً للدور الإنساني الكبير الذي أسهمت به قواتنا المسلحة في العديد من المناطق المنكوبة حول العالم، وعلى قدر المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها، انطلاقا من عقيدتها الراسخة في الانتماء للوطن الذي تبيت ساهرة على أمنه وسلامته وازدهاره».
وأضاف سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم: «لا يفوتنا في هذه المناسبة أن نشيد بالتقدم الكبير الذي تشهده الصناعات الدفاعية في دولة الإمارات وهو ما لم يكن يتحقق في منأى عن قرار توحيد صفوف القوات المسلحة، فيما يضيف اكتمال التميز في هذا المجال عنصر قوة جديدة جعل من قدرات تصنيع المستلزمات الدفاعية في دولتنا مصدر فخر واعتزاز لكل إماراتي وإماراتية بما وصلت إليه تلك القدرات من مستويات راقية تضاهي الأفضل عالمياً، مستقطبة تقديراً دولياً من خبراء ومؤسسات كبرى لها باع طويل في هذا المضمار».
وأكد سموه أن عمليات التطوير والتحديث المستمرة لقدرات القوات المسلحة وضمن جميع أفرعها البرية والبحرية والجوية، والحرص على امتلاك أحدث ما توصل إليه العالم من تجهيزات وتقنيات دفاعية، والعمل المتواصل على رفع كفاءة الأفراد ضمن مختلف المهام الميدانية والتقنية، معطيات تزيد من تفاؤلنا بالمستقبل وترسخ ثقتنا في قدرتنا الكاملة على التصدي لكافة أشكال التحديات، في عالم يموج بمتغيرات تجعل من الحفاظ على أعلى مستويات الجاهزية أمانة وطنية لا يمكن التهاون في حملها بكل أمانة وإخلاص، لتظل الإمارات دائماً واحة للأمن والاستقرار ومنارة للأمل والسلام والسعادة.