«دبي أرض الفرص الواعدة والاستثمار المجزي»، بهذه الكلمات المختزلة بدأ رائد الأعمال الشاب ضياء واصف حواره مع «الرؤية»، حيث أكد أن قرار إنشاء شركته في دبي جاء بعد دراسة متأنية لكل جوانب إنشاء مشروع لتقديم خدمات إدارة المنشآت، الذي بدأ التفكير فيه عام 2020، ورأى النور مطلع العام التالي، حين كان معظم العالم لا يزال يتخوف من الإقدام على أي خطوة في ظل جائحة كورونا التي ألمّت بكل أصقاع المعمورة.
وقال إنه استبق تأسيس الشركة بثلاثة أشهر أمضاها بحثاً وسؤالاً واستفساراً عن شتى التفاصيل وأدق المعلومات، من تكاليف ورسوم ورأس مال وأسعار وعمالة وتسويق، معتبراً أن الخوف من الفشل كان له تأثير إيجابي على فكرته.
وقدّم نصيحة للشباب الطامحين لدخول ريادة الأعمال مفادها إدراك وجود عامل المخاطرة المتوقعة، وفي حال ذكرها يجب أن يرافقها توضيح على الحلول المتبعة لتخفيفها، والخطط البديلة في حال تحققت، مبيناً أن على صاحب المشروع ألا يعمل في عالم منفصل، بل يتعلم من تجارب الآخرين الناجحة والفاشلة، ففي الحالتين يكون ذلك المشروع قد أفرز خبرة تنفعه عند طلب الاستشارة.
بلورة الفكرة في مشروع
وتفصيلاً، قال واصف إن دولة الإمارات قد عززت موقعها عاصمة عالمية للاستثمارات الأجنبية المباشرة، عبر حزمة إجراءات وحوافز جاذبة للاستثمار، حتى في أكثر الأعوام صعوبة على الاقتصاد العالمي، مؤكداً أنّ أغلب الشباب يفضّلون الإمارات للاستثمار بسبب استقرار التشريعات، والعائد المادي المرتفع، إلى جانب التسهيلات الحكومية الممنوحة.
وأضاف رائد الأعمال الشاب أنّ قرار إنشاء مؤسسة أو شركة في دبي لم يأتِ من فراغ، لكن جاء بعد دراسة متأنية لكل جوانب المشروع، خصوصاً أنّ دبي معروفة بأنّها إمارة الفرص والاستثمار، لذا قرّر فتح شركته عام 2020، لكن جاءت أحداث جائحة كورونا والإغلاق التام، الذي أصاب العالم، ما جعله يؤجل خطوات إنشاء الشركة.
وقال واصف، إنّه في نهاية العام 2020 وبداية عام 2021، وجد قدرة دولة الإمارات على السيطرة على هذه الجائحة، وتشجيع الأعمال والمستثمرين على ممارسة أعمالهم وتوفير كل ما يحتاجون إليه لبدء الأعمال في الإمارات، ما جعله يتخذ الخطوات الأولى في تأسيس شركة «ضياء الشمس لخدمات إدارة المنشآت».
وأردف قائلاً: في بداية تفكيري في إنشاء المشروع بدأت في محاولة اكتساب الخبرة في إدارة مثل هذا المجال من خلال أصحاب الخبرات في هذا المشروع لمدة تصل إلى 3 أشهر في أسئلة واستفسارات مختلفة حتى أستطيع جمع كل المعلومات التي كانت تنقصني، ومعرفة كل عناصر المشروع.
وأضاف أنّه بدأ بعدها في دراسة للسوق والشركات التي تعمل في المجال نفسه، وما الخدمات التي تقدمها، والأسعار، وكيفية تسويق أعمالها، وعدد العمالة الموجود داخل كل شركة، حتى يستطيع أن يفهم طبيعة السوق الذي سيكون منافساً فيه.
دور منصات التواصل
وتابع واصف، أنه أجرى دراسة جدوى لكل تفاصيل المشروع، من حيث بداية رأس المال المشروع، والذي كان صغيراً إلى حدٍ ما، لعدم تفضيله الحصول على تمويل أو قروض بنكية في بداية المشروع، مؤكداً أنّ من الممكن التفكير في هذا التمويل إذا نجح المشروع واحتاج إلى توسيع أعماله، ففي هذه الحالة من الممكن أن يفكر في الحصول على تمويل بنكي، ثم بدأ في عمل دراسة لكيفية تسويق مشروعه والوصول إلى عدد كبير من العملاء، وكان أفضل شيء هو استخدام منصّات التواصل الاجتماعي، والإعلانات المدفوعة على «فيسبوك» أو «يوتيوب»، لأنها من أسهل الطرق في جذب العملاء والوصول إلى أكبر شريحة في وقتٍ قصير.
وأوضح ضياء، أنّ من أهم الصعوبات التي واجهته في بداية تأسيس الشركة كان «الخوف من الفشل»، معتبراً أنّ الخوف شيء إيجابي وليس سلبياً؛ لأنّ الخوف سيكون دافعاً لتحقيق النجاح، ودافعاً للتركيز أيضاً؛ حتى «تستطيع أن تنجح، وتثبت نجاح أفكارك»، مضيفاً أنّه رغم الخوف من الفشل فإنّه كان يضع في حساباته خطة بديلة في حالة فشل خطته الأولى في الشركة؛ لأنّه مقتنع بأنّ الفشل ليس نهاية المطاف، بل قد يكون الفشل هو بداية النجاح.
مصاعب
وأشار رائد الأعمال الشاب، إلى أنّ أكثر ما يؤثر في الشاب في بداية حياته هو حالة الإحباط واليأس التي سوف تصيبه إذا فشل في البداية، وسيجد الكثير من الأسهم المُصوّبة نحوه، وإن كانت بحسن نية، سواء من أصدقائه أو من بعض أقاربه الذين يتخوفون من الاستثمار، وقد يؤثّر حديثهم بأنّه فشل ولا يستطيع إدارة مشروع، وعليه البحث عن وظيفة أفضل من إدارة مشروع وتضييع الكثير من الأموال، موضحاً أنّ الشاب هنا يفقد شغفه في إنشاء مشروع خاص، وقد يلجأ بالفعل إلى البحث عن وظيفة، وهنا يفقد المجتمع رائداّ من رواد أعمال المستقبل.
ووجّه واصف رسالة إلى الأسر والأصدقاء مطالباً إياهم، في حالة فشل مشروع أحد أحبابهم، فيجب عليهم أن يكونوا داعمين له بدلاً من أن يكونوا السبب في إحباطه، وتدمير حلمه.
وأشار إلى أنّ صاحب رأس المال يبحث دائماً عن الاستثمار الآمن الذي يحقق أرباحاً عالية من دون مخاطرة كبيرة، ودون وجود معوقات كفرض الضرائب والرسوم، وتعدد المرجعيات والبيروقراطية التي تؤخر تحقيق الإنجازات، خصوصاً أنّ رأس المال يبحث دائماً عن استثمار يحقق مردوداً عالياً، لكن مع تكاليف أقل ومخاطر أقل أيضاً، وفي هذا الصدد احتلت الإمارات مراكز متقدمة في المؤشرات العالمية بمجالات سعادة الإنسان، والتنمية الاقتصادية، ومستوى الدخل، والخدمات للمستثمرين، وسرعة الإنجاز وغيرها من المجالات، وهذا ما يشجع أي مستثمر سواء رائد أعمال من الشباب، أو رجل أعمال، لفتح مشروعه في الإمارات بكل اطمئنان، وهذا لا يتوفر في أي دولة أخرى غير دولة الإمارات.
أساسيات نجاح أي مشروع
وقال واصف إنّ من أساسيات نجاح أي مشروع، أن تكون تفاصيله واضحة المعالم، وأن تكون إدارة هذا المشروع ملمة بجوانبه، مع التأكد من أنه يقوم على أساس سليم وقوي، لذا يجب على قائد هذا المشروع أن يضع خطة عملٍ تضم جميع مهام الأشخاص في هذا المشروع والمسؤوليات التي تقع عليهم، إلى جانب توضيح الأهداف الرئيسية للمشروع، موضحاً أنّ النجاح لا يعني أن تضع تخيلات غير منطقية لمشروعك وتريد لها التحقق، فيجب أن يكون لديك معيار ومقياس واقعي لتستطيع أن تعرف من خلاله مدى نجاح أهداف المشروع التي وضعتها.
وأضاف «دورك كقائد ومدير لا يتوقف عند تحديد المهام، وضمان تنفيذها من قبل أعضاء الفريق، لكن يجب أن تكون داعماً ومسانداً لجميع العاملين في المشروع، وأن تخلق جواً إيجابياً يسمح بمزيد من الإبداع، وأن تكون متواصلاً معهم وملهماً لهم، وكما يقال خطوة صحيحة إلى الخلف خير من عشرة خاطئة إلى الأمام، وكذلك قد يكون تحديداً نجاح المشروع من فشله مرتبطاً بنوعية وتوقيت الخطوة التي يتطلب القيام بها»، مؤكداً أنّ البعض لا يزالون يرون أنّ العودة إلى الخلف دليل فشل في عالم الأعمال المتسارع، لكنها في كثير من الأوقات هي درع حماية ودافع لنجاحات أكبر».
نصائح لرواد الأعمال
وقدّم رائد الأعمال الشاب، نصيحة تتمثل بضرورة وعي الشخص بأنه لا بد من وجود عامل المخاطرة في أي مشروع، إذ إنّ ذلك يمنح لغة نموذج العمل مصداقية أعلى، ويعكس إدراك صاحب المشروع بطبيعة نمو الأعمال، ومع ذلك، يُنصح بأن يشمل نموذج العمل الحد الأقل من النقاش حول المخاطر المتوقعة، وفي حال ذكرها يجب أن يرافقها توضيح على الحلول المتبعة لتخفيفها.
وتابع بأنّ هناك العديد من النصائح والاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لتحقيق نجاح المشروع ونموه، لكن الأهم هو وعي صاحب المشروع بأنّه لا يعمل في عالم منفصل أو وحيداً على جزيرة بعيدة، وبذلك فإنّ التعلم من تجارب الآخرين الناجحة والفاشلة على حدٍ سواء يعد مصدراً غنياً يجب إدراكه في عالم الأعمال.
واختتم واصف حديثه، بأنّه يمكن أن يخطو صاحب المشروع باتجاه أن يتبنّى مرشداً ذا خبرة مناسبة في مجال عمله لتوجيهه، أو أن يطلب استشارة حين يلزم الأمر، بذلك يمكن أن يساعد في تطوير مهاراته، وضمان نجاح مشروعه وتسريع نموه بدلاً من محاولة حل المشكلات أو التفكير بخطوط تطوير المشروع بشكل فردي.