تباينت ردود أفراد استطلعت «الرؤية» آراءهم حول فكرة الاقتراض السريع عبر رصيد «الفيزا»، حيث اعتبر البعض أنها تسبب حالة من التعود المؤدي إلى ضغوط مادية ونفسية، في حين قال آخرون إن استعمالها حسب خطة مدروسة لفترة مؤقتة لا ضرر فيه ويمثل إنقاذاً عند المرور بظروف طارئة أو ضائقة مالية، ولكن في حدود معينة.
يرى محمد عبدالمجيد أن فكرة الاقتراض من خلال «كويك كاش» كانت مفيدة بالنسبة له، عندما قرر شراء معدات للتصوير وأجهزة مونتاج لعمله الخاص كمونتير ومصور، وأضاف أن المعدات التي قام بشرائها وعمل بها، جعلته يعيد المبلغ الذي اقترضه من البنك بسرعة كبيرة وقبل المدة المحددة وهي 6 أشهر.
وشدد على ضرورة استخدام بطاقات الفيزا بحذر، ويفضل أن تكون لدواعٍ مهمة كالعمل مثلاً، وليس للترفيه مثل التسوق والسفر، وذلك لأن المدة الزمنية لاسترجاع المبلغ المقترض قصيرة ومحددة، ولا يمكن التهاون في استرداد المبلغ في تلك الفترة وإلا فستكون العواقب وخيمة.
عند الطوارئ
وأوضحت الموظفة هالة عباس، أنها مع فكرة بطاقات الفيزا والماستر كارد لكن بحذر شديد واستخدامها عند الضرورة القصوى، مضيفة أنه لا ضرر من تلك البطاقات ووضعها في مكان معين بعيداً عن محفظة اليد، وفي حال حدوث أي طارئ يمكن الاستعانة برصيدها إلى حد معين.
وبينت أنها تستخدم بطاقة فيزا منذ 6 أعوام ولم تتعرض لأي موقف فيما يخص السداد، لأنها ملتزمة بإرجاع القيمة المخصومة منها في الوقت والتاريخ الذي حدده لها البنك، كما أنها استخرجت بطاقة بمبلغ بسيط لا يتجاوز 10 آلالف درهم، لكنها رصدت بعض التجارب لصديقاتها اللواتي استخدمن البطاقات بشكل خاطئ بغية الترفيه والتسوق وشراء ساعات وحقائب باهظة الثمن لمجرد «الشو»، لكن فيما بعد تعرضن لأزمات مالية ضخمة أوقعتهن في مطب السداد الذي لا ينتهي، خصوصاً أن لديهن أيضاً قروضاً بنكية ولهذا لا يتبقى من دخلهن الشهري سوى القليل.
وأفادت عباس بأن النصيحة التي توجهها للجميع هي الحذر عند اللجوء لاستخدام قروض البطاقات، وفي حال عدم الحاجة يجب الابتعاد عنها تماماً.
ضغوط نفسية ومالية
في المقابل، يرفض الموظف أزل يحيى، فكرة الاقتراض من بطاقات الفيزا، كونها مجازفة غير محببة وتسبب ضغوطاً نفسية ومالية على من يستخدمها، وبيّن أنه لم يقدم على هذه الخطوة حتى لو كانت الخيار الوحيد أمامه، إذ إن المهلة في استرداد المبلغ سريعة جداً ولن يتمكن المدين من توفير المبلغ، خصوصاً أنه اقتراض لحل أزمة أو الترفيه عن نفسه دون إحساس بالمسؤولية، ولهذا فسيتعرض لمشاكل قانونية تمنعه في المستقبل من أخذ قروض او بطاقات، ويرى أنه من الضروري توعية الشباب بأهمية التوفير والابتعاد عن البطاقات بكل أنواعها، واستخدامها في الحالات الطارئة فقط وليس للترفيه.
وأشار إلى التواصل مع أرقام المتعاملين لديهم وغير المنظمين لمصارفهم لإعطائهم عروضاً على مثل هذه البطاقات، واللعب بمشاعرهم عبر الإغراءات المالية الموجودة فيها، وكأنها الحل للضائقة الاقتصادية التي يعيشها البعض، وأنه يجب توعية كل الفئات العمرية وتحديداً الشباب من الموظفين الجدد بضرورة الانتباه لهذه العروض، لأنها تدمر ميزانيتهم المالية في بداية حياتهم، وتستمر معهم إلى فترات طويلة، لا سيما إذا اعتادوا استخدامها لسهولة الحصول عليها.
عبء إضافي
الرأي نفسه يتبناه الأديب خالد الظنحاني، جملة وتفصيلاً، وذلك لكونها تشكل عبئاً أضافياً على دخل الأفراد، كما أن هذا النوع من القروض يسبب التعود لسهولة الحصول عليها، ولاعتقاد أصحاب البطاقات أن الحد الائتماني للبطاقة مملوك لهم، وامتداد لحسابهم المصرفي، وهذا خطأ شائع يجعلهم ينفقون دون حساب ومن ثم يقعون في فخ السداد المحدد لفترة معينة، وفي حال لم يتمكنوا من السداد فسيتعرضون لمساءلات قانونية ومصرفية هم بغنى عنها، ذاهباً إلى أن من يريد توفير المال يستطيع مهما كانت ظروفه، وتوجد طرق بديلة، فمثلاً اقتناء الذهب للاستعانة به حال التعرض لأمور طارئة.
وطالب من الأهالي توعية أبنائهم بضرورة الاعتماد على الميزانية المالية من دخلهم الشهري، عبر التوفير والتدبير بدلاً من الذهاب لمثل هذه العروض الجميلة في بداياتها، لكنها تؤدي بهم إلى الهلاك الاقتصادي المعنوي والنفسي.
وأضاف الظنحاني أن أساس الوعي بمثل هذه القضايا يكون من المنزل نفسه، ولهذا يقع على الأسرة دور كبير في الحفاظ على مستقبل أبنائهم من الموظفين الجدد في الابتعاد عن بطاقات الفيزا والماستر كارد، فهي خط أحمر يجب عدم الاقتراب منه نهائياً.
زيادة في الديون
وبيّن الموظف في قطاع الضيافة محمود الكيلاني، أنه ضد فكرة استخدام بطاقات الفيزا و«كويك كاش»، لأنها سلاح ذو حدين وتؤثر سلباً على الوضع المادي للأفراد من المستخدمين، إذ تزيد من الديون وتعقد الدخل المالي للشخص، فتؤدي إلى إحداث خلل في خططه المستقبلية وهدم طموحه وتشتت تفكيره، ما يؤدي إلى تراجع أدائه الوظيفي تماماً.
ولفت إلى احتمالية فقدان العمل في أي وقت لأي سبب، ما يؤثر على إمكانية تسديد الالتزامات المترتبة عليه للبنوك، ولهذا يفضل عدم الاقتراب من القروض غير المدروسة والاعتماد على الذات في التوفير والاقتصاد.
فيما اعتبر يوسف أسعد، أنه ضد هذا النوع من القروض، خصوصاً أنه خاض تجربة شخصية وكانت سيئة للغاية، إذ تسببت له في مشاكل وتبعات سلبية أثرت على خططه في التوفير والادخار، لا سيما أن فوائد تلك القروض مرتفعة، وبالنهاية فهي تحقق استفادة للبنك أو المصرف وليس المتعامل.
وأضاف أن وجود البطاقة مع مغريات الاستخدام، بعدة طرق بحجة وجود تسهيلات ونقاط وغيرها تختفي وراءها رسوم مكلفة لصاحبها، مؤكداً أن هذا النوع من القروض غير قابل للتحكم خاصة بعد التورط بالاستخدام للمرة الأولى.
انزلاق للخطر
أكد الخبير الاقتصادي محمد المهري لـ«الرؤية»، أن «كويك كاش» مرتبط دائماً برصيد الـ«الفيزا»، وهي طريقة جديدة لصيد المتعاملين، مضيفاً أن التعامل مع بطاقة الفيزا خطر بحد ذاته من حيث المبدأ.
وأشار أن امتلاك المتعامل بطاقة فيزا تعتبر دخول وانزلاق لمنطقة الخطر، موضحاً أن بطاقة «الديبت ATM» يمكن التعامل معها لأنها آمنة، وتعتمد على وجود رصيد في الحساب وتحدد قدرة المتعامل على الشراء في حال تواجد لديه المبلغ المطلوب، لكن الفيزا المنجرف الأول ويأتي من بعدها المنزلق رقم 3 وهو «كويك كاش»، الذي يأخذ عليه البنك رسوم 3% دفعة مقدمة أولى على إجمالي المبلغ الذي سيسحب، وعلى سبيل المثال القيمة المسموح فيها للمتعامل فرضاً مئة ألف درهم، مؤكداً أن نسبة فوائد السنة الأولى قد تصل إلى 12.6%، مبيناً أنه حال السداد المبكر لقيمة المبلغ يتم أخذ رسوم بهذه الحالة 1% على نسبة المبلغ المتبقي.