السبت - 21 ديسمبر 2024
السبت - 21 ديسمبر 2024

عضوة «الوطني الاتحادي» السابقة روية السماحي: الروابط الأسرية صمام الأمان للشباب

عضوة «الوطني الاتحادي» السابقة روية السماحي: الروابط الأسرية صمام الأمان للشباب

روية السماحي.

ترى عضوة المجلس الوطني السابقة وأول امرأة تدخل المجلس من إمارة الفجيرة روية السماحي، أن الإنسان نتاج بيئته، حيث تتشكل شخصيته حسب الخبرات والمواقف التي يعيشها، مبينة أن طموحها لم يقتصر على المؤهل العلمي والدراسة فقط، بل امتد إلى تنويع مصادر العلم والانخراط في المجتمع وبرامجه، وتقديم كل ما تستطيع في خدمة المجتمع.

وأكدت السماحي، في حوار مع «الرؤية»، أهمية أن يستثمر الشباب الفرص التي تقدمها الدولة، وترشيد استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، وتحديد وقت للاستخدام، مركزة على ضرورة الاهتمام بالروابط الأسرية «فهي صمام الأمان لكل الشباب»، بينما لفتت إلى أنها تخصصت في التربية (لغة إنجليزية)، لكنها، بعد التخرج، بحثت عن عمل لمدة سنتين بعيداً عن تخصصها.

وأشارت إلى أن تجربتها في المجلس الوطني الاتحادي تميزت بحرصها على انتقاء اللجان المعنية بالمواضيع الخدمية على وجه الخصوص، حيث ناقشت المواضيع الخاصة بالصحة والخدمات المقدمة للمواطنين، وكذلك مواضيع الاتصالات والإسكان والحج ووزارة العدل والشؤون الاجتماعية والموارد البشرية.



* حدثينا عن مرحلة الشباب.

لم يقتصر طموحي على المؤهل العلمي والدراسة فقط وإنما تنويع مصادر العلم والمعرفة والثقافة والانخراط في المجتمع وبرامجه وتقديم كل ما أستطيع تقديمه في ذلك الوقت، لذلك ولله الحمد كنت أشارك مع بعض المؤسسات من خلال برامجهم كمتطوعة باستمرار.

* ما أبرز قرار اتخذته في ذلك الوقت؟

من القرارات المصيرية في مرحلة الشباب كان اختيار مجال العمل بعد التخرج، حيث لم أجد نفسي أبداً في التدريس والتربية والتعليم، إذ كان تخصصي في الجامعة تربية / لغة إنجليزية، ولكن بعد التدريب العملي في المدارس اتخذت هذا القرار، وبالفعل بعد التخرج بحثت عن عمل لمدة سنتين بعيداً عن تخصصي، إلى أن وجدت وظيفة (مترجم) في مستشفى الفجيرة.

* كيف أثرت البيئة على نشأتك؟

الإنسان نتاج البيئة والمحيط الذي يعيش فيه وتتشكل شخصيته حسب المؤثرات والخبرات والمواقف التي يعيشها، ثم يأتي دور المؤثرات الأخرى التي يكتسبها من المدرسة والأصحاب والأنشطة وما يحيط به من نماذج وقدوات.

ومما أسهم في تكوين شخصيتي مكتبة كبيرة في بيتنا فيها كتب من مشارب مختلفة، وحرص والدي على توفير قصص الأطفال، ولاحقاً في الثمانينيات رفد المكتبة بكتب لتعليم اللغة الإنجليزية وأشرطة فيديو تعليمية كان يجلبها من بريطانيا كل صيف.



* ماذا تغير في نظرة شباب تلك الفترة عن أبناء اليوم؟

اختلفت نظرة شباب الحاضر عن نظرة جيلنا في معظم الأمور، لكن الأمر ليس سلبياً بالضرورة، لأن الأسباب اختلفت والعمل على خلق وسائل للتقارب بين الجيلين أمر مهم، فلكل جيل مؤثرات وهذا الجيل متأثر بالتكنولوجيا التي طغت وانعكست حتى على العلاقات الإنسانية، وأرى أن للأسرة دوراً كبيراً جداً في مواجهة هذا التحدي.

* ما نصيحتك للناشئة؟

لا بد للشباب من استثمار جميع الفرص التي تقدمها الدولة، وانتقاء الأصحاب بعناية، إضافة إلى تقنين استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، واختيار المناسب، وتحديد وقت للاستخدام، وكذلك الاهتمام بالروابط الأسرية فهي صمام الأمان لكل الشباب.



* كيف كانت تجربتك البرلمانية؟

حرصت على انتقاء اللجان التي تعنى بالمواضيع الخدمية وبقيت فيها طوال مدة وجودي المجلس (4 سنوات) مثل لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية ولجنة الشؤون الإسلامية والمرافق العامة، وتمت من خلالهما مناقشة معظم المواضيع الخاصة بالصحة والخدمات المقدمة للمواطنين، وكذلك مواضيع الاتصالات والإسكان والحج ووزارة العدل والشؤون الاجتماعية والموارد البشرية، كما شاركت في لجان مؤقتة تنتهي بانتهاء مناقشة مواضيعها، منها غلاء الأسعار، والمعاشات والتأمينات الاجتماعية والبيئة.

* ألا تفكرين بالعودة تحت قبة المجلس؟

في الحقيقة ليست لدي النية في الوقت الحالي، حيث أود أن أنوع في المجالات التي أعمل بها ولا أحب التكرار.



* لك باع طويل في التطوع، لماذا سلكت هذا السبيل؟

حاولت قدر الإمكان أن تكون لي بصمة في كل مجال عملت به، وأن أترك أثراً، ولو كان بسيطاً، سواء في مجال التثقيف الصحي الذي يعنى بتغيير السلوكيات الصحية للأفضل أو في المجلس الوطني الاتحادي من خلال الملاحظات المقدمة للوزارات والمؤسسات، وكذلك المقترحات المقدمة للحكومة، أو تبني قضايا ومشاكل الناس.

ولكن أجد أن أبرز ما قدمته كان من خلال تطوعي في إدارة أكاديمية الفجيرة العلمية الإسلامية لمدة عام دراسي كامل دون مقابل، حيث شعرت بأهمية وقيمة العمل التطوعي، خصوصاً أن الأكاديمية تساعد الأسر المقيمة في إمارة الفجيرة لتعليم أبنائهم بمبالغ في متناول الجميع.

* ما المواقف التي أثرت فيك بشكل كبير؟

مواقف كثيرة، ولكن قد يكون الأبرز فيها مصافحة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أثناء افتتاحه الفصل التشريعي الـ14 للمجلس الوطني الاتحادي، وشكري له على الثقة العظيمة التي منحت لنا كأول سيدات يدخلن في المجلس الوطني الاتحادي، وكذلك وجود والدي في نفس المكان، حيث رأيت دموع الفرح في عينيه أثناء التقاط صورة مع رئيس الدولة وبقية الحكام، ثم أخذني من يدي للسلام على أصحابه المتواجدين هناك وهو فخور بابنته التي وصلت لهذا المكان.



* لو عاد بك الزمان.. ما الذي تودين تغييره؟

كنت أتمنى إكمال الدراسات العليا، وكنت أخطط لذلك قبل دخولي في المجلس الوطني. كان الأمر صعباً، ولا سيما أنني أحاول الموازنة بين كوني امرأة عاملة وأماً.

بعد انتهاء دورة المجلس، كان الأبناء في مراحل حساسة وبحاجة لوجودي بجانبهم.

* ما أكبر إنجاز تفتخرين به؟

أكبر منجزات الإنسان ما يقدمه للأسرة والأبناء.

هذه كانت أكبر الأولويات التي حرصت عليها دوماً وتفرغت لها كثيراً، وخططت وقتي جيداً لأحقق معادلة التوازن، بحيث لا يطغى جانب على آخر.

نعم، واجهت صعوبات وكانت هناك تحديات، ولكن بفضل الله عز وجل ومساعدة أسرتي ووالديّ وزوجي وأخواتي استطعت أن أحقق هذا الإنجاز.

ابني سيف تخرج هذا العام في إحدى الجامعات البريطانية تخصص إدارة الأعمال، وقبله تخرجت مريم في جامعة السوربون في أبوظبي تخصص لغات وإدارة عامة، وروضة لا تزال تدرس في كليات التقنية العامة بالفجيرة، وأرجو لهم دوام التوفيق والنجاح والحفظ من الله تعالى.