سخّر مواطنون منتجات مزارعهم المحلية من البيض والخضراوات بأنواعها للبيع بأسعار مدعومة ورمزية تقل عن أسعار المعروض في السوق بنسب تزيد على 80%، وذلك دعماً للجهود المبذولة بهدف تخطي الأزمة العالمية المرتبطة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وتعزيزاً لجهود المؤسسات والأفراد لتجاوز المرحلة.
وأوضحوا أنهم خصصوا خطوطاً هاتفية لاستقبال طلبات المستهلكين التي يحرصون على توفيرها لهم وتوصيلها إلى منازلهم، مع الحرص على تطبيق الإجراءات الاحترازية المعتمدة، كتعقيم أيدي العمال، وإلزامهم بارتداء القفازات والكمامات حرصاً على سلامة المستهلكين، مبدين استعدادهم لمواصلة الدعم بكل الوسائل.
أسعار مدعومة
وقال المواطن راشد النعيمي من إمارة رأس الخيمة: «سخرت ثلاث مزارع أملكها لتقديم الدعم للمواطنين والمقيمين في الدولة عبر عرض أكثر من 15 نوعاً من الخضراوات للبيع بأسعار مدعومة لا يزيد سعر الكيلو الواحد منها على درهم فقط، رغبة مني في تشجيع التجار على تخفيض أسعار السلع والمواد الغذائية الاستهلاكية في هذه الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم أجمع في ظل انتشار كورونا المستجد».
وأكد: «يجب علينا أن نتكاتف ونكون يداً بيد مع الحكومة، لنعبر هذه الأزمة بنجاح، وأن نلغي من حساباتنا الربح المادي حالياً.. وأعلنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن استعدادي لبيع البيض والخضراوات بأسعار مدعومة تقل 70% عن المعروض في السوق، فصندوق الطماطم متوسط الحجم يعرض في مزارعي للبيع بسعر 10 دراهم، فيما يباع في الأسواق بـ40 درهماً، أما الباذنجان فأعرضه بــ10 دراهم في حين يباع من قبل التجار والباعة بأسواق الخضار بـ45 درهماً، أما الحزمة الواحدة من الخضراوات الورقية مثل الكزبرة والسبانخ والخس فنبيعها بدرهم واحد فقط، الأمر الذي جعل أكثر من 100 شخص يومياً يتوافدون على المزارع الخاصة بي للشراء، لذا حرصت على توفير خدمات التوصيل لهم مع تطبيق كل التدابير الوقائية.
منتجات عضوية
وذكر المزارع محمد بوهارون صاحب مزرعة إنتاج خضراوات بالذيد أنه خصص جميع إنتاج مزرعته للبيع بأسعار رمزية تقل بنسبة كبيرة مقارنة بالمعروض في أسواق البيع، مع حرصه على أن يكون إجمالي المحاصيل من الخضراوات عضوية وخالية تماماً من أي مواد كيماوية، وأضاف: «أوقفت التسويق عبر الجمعيات التعاونية وأسواق الخضار قبل 3 أسابيع، وتوجهت لعرض منتجات المزرعة الخاصة بي للبيع على المستهلكين من كل أرجاء الإمارة، إذ خصصت يومياً فترتين صباحية ومسائية لاستقبال الطلبات مع توفير توصيل للمنازل تجنباً لتجمع الأشخاص بالمزرعة، وفي الوقت ذاته وفرّنا مواد معقمة للأكياس وللصناديق، وكذلك إلزام عمال التوصيل بارتداء قفازات وكمامات، وتعقيم أيديهم باستمرار طوال ساعات العمل حرصاً على صحة المستهلكين.
وأكد: «على الرغم من محدودية الدعم المقدم للمواطنين المزارعين إلا أنهم لعبوا دوراً بارزاً خلال الظروف الاستثنائية الحالية في رفد أسواق البيع بكميات كبيرة من الخضراوات وبعض أنواع الفواكه والبيض وغيره من منتجات المزارع المحلية».
رفد الأسواق
وأوضح المزارع راشد مهير الكتبي صاحب مزارع بمنطقة البطائح: «حرصنا أنا وإخوتي الخمسة ووالدي على تخصيص منتجات مزارعنا من الخضراوات بأنواعها والطماطم، إذ تمكنا خلال الأيام العشر الماضية في ظل تناقص كميات الطماطم وبعض الخضار بأسواق البيع والمتاجر مع زيادة الطلب، من رفد الجمعيات التعاونية بأكثر من 3 أطنان من الطماطم والخضراوات يومياً، وبأسعار غير ربحية مقارنة بإجمالي الكلفة التشغيلية للإنتاج، ولم نجعل الربح المادي هو هدفنا الرئيس، بل كنا نعمل بكامل طاقتنا طوال ساعات اليوم من أجل سد أي نقص قد تتعرض له الأسواق».
وتابع: «يواجه المزارعون المواطنون قلة الدعم المقدم لهم من قبل الجهات المعنية، إذ تم أخيراً تحويل نظام تعرفة استهلاك الكهرباء والمياه بعدد من مزارع المنطقة الوسطى، من الزراعي إلى التجاري، وعليه تم احتساب سعر الكيلوواط بــ23 فلساً بدلاً من 7.5 فلوس، فيما تخصم الجمعيات التعاونية 6% من إجمالي سعر المنتجات، إلا أن هذه الفئة حرصت على تقديم الدعم المتمثل في بيع خضراوات بأسعار رمزية وتسهيل وصولها للمستهلكين».
رد الجميل
وقال المزارع جاسم الشامسي صاحب مزرعة بمنطقة الزبير بالشارقة إنه خصص 4 عمال في مزرعته للرد هاتفياً على الاتصالات المتعلقة بطلبات الخضراوات والبيض التي يعرض كميات كبيرة منها للبيع في مزارعة الخاصة وبأسعار رمزية تقل نسبتها 80% مقارنة بالمتاجر وأسواق الخضار، فـ«كرتونة البيض» تباع بسعر 5 دراهم أي بأقل عن سعرها في المتاجر بنحو 7 دراهم، والكيلوجرام الواحد من الطماطم بدرهم ونصف، بينما يباع في الأسواق بما لا يقل عن 5 دراهم، في حين أن الحزمة الكبيرة من الخضار الورقية يعرضها للبيع في مزرعته بدرهم، بينما لا يقل سعرها في الجمعيات التعاونية عن 3 دراهم، مؤكداً: «نحن مستعدون للاستمرار في طرح منتجات مدعومة كواجب وطني تجاه الظروف الاستثنائية دون النظر لتحقيق ربح مادي، فهذا وقت رد الجميل للوطن كل حسب قدرته وإمكاناته».