وأكد سموه -خلال استقباله في قصر البحر فريق عمل المهمة- على ثقته في قدرة شباب الوطن على الوصول إلى آفاق علمية جديدة تعزز ريادة الإمارات في مجالات الفضاء.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" إن مهمة الإمارات لاستكشاف القمر.. تؤكد أننا نسير بخطى واثقة نحو الأمام في مجال الفضاء، وأن الإنجاز التاريخي بإرسال «مسبار الأمل» إلى المريخ لن يكون الإنجاز الإماراتي الوحيد أو الأخير، لأن طموحاتنا في هذا المجال ليس لها حدود.
وأضاف سموه أن دولة الإمارات من خلال سعيها إلى استكشاف القمر، تؤكد إيمانها بالعلم طريقاً للنهضة والتنمية، وتعزز موقعها ضمن الدول الرائدة في علوم الفضاء على المستوى العالمي، وتقدم خدمات جليلة للبشرية، وترسل رسالة إيجابية من المنطقة العربية إلى العالم بقدرة العرب على الانخراط الفاعل في مسيرة العلوم الحديثة، والمنافسة في مضمار التقدم العالمي في واحد من أدق مجالاته وأعقدها وهو مجال الفضاء.
وقال صاحب السمو رئيس الدولة: «إن الكوادر الإماراتية العاملة في برامج الفضاء، تبعث على الفخر، هي وغيرها من كوادرنا الوطنية في المجالات الحيوية الأخرى، التي تعد ثروتنا الحقيقية، ومصدر إلهام لغيرها في كل مجالات العمل الوطني، ورهاننا الأساسي لتحقيق كل تطلعاتنا وأهدافنا التنموية خلال العقود المقبلة، ولذلك فإنها تلقى كل دعم وتشجيع ورعاية لمواصلة تميزها وكتابة التاريخ الإماراتي والعربي في مجال الفضاء».
كما استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، فريق عمل مهمة الإمارات لاستكشاف القمر التي تعد المهمة العربية العلمية الأولى من نوعها.
ووقع سموه على جزء من أجزاء المركبة التي تحمل اسم «مستكشف راشد» والمطور من قبل فريق من المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فخره بشباب الوطن وطاقاته وعلمائه الذين يحملون مسؤولية تحقيق طموح الإمارات في قطاع الفضاء، وقال سموه: «فخورون بشبابنا وطاقاتنا وعلمائنا، والمراحل المقبلة في قطاع الفضاء الإماراتي ستكون عالمية واعدة».
وأضاف سموه أن مهمة الإمارات لاستكشاف القمر تشكّل مرحلة جديدة تؤسس للمزيد من النجاحات العملية ضمن مساعي دولة الإمارات وجهودها لتعزيز حضورها في مجال الفضاء، وقال سموه: «إن هبوط مركبة الإمارات لاستكشاف القمر على سطح القمر محطة جديدة ننطلق معها إلى إنجازات عملية أكبر».
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن طموح دولة الإمارات في قطاع الفضاء لا حدود له، مشيراً إلى أهمية التعاون الدولي مع مختلف الشركاء خلال الفترة المقبلة، وقال سموه: «لا يوجد سقف لطموحاتنا العملية والتعاون الدولي العلمي أساسي في المرحلة القادمة ونتطلع لمهمات إماراتية فضائية مستمرة».
أول مستكشف عربي
وأعلن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر الذي يتضمن تطوير وإطلاق أول مستكشف عربي يهبط على سطح القمر، حيث يقوم بالتقاط مجموعة كبيرة من الصور والبيانات التي تعد الأولى من نوعها في مناطق تستكشف لأول مرة وتشمل منطقة «ماري فريغوريس»، وتحديداً منطقة «فوهة أطلس».
وسيتم خلال المهمة استخدام مجموعة من أحدث التقنيات والأجهزة المبتكرة، إضافة إلى أنظمة الاستشعار والاتصال، في حين يتميز المستكشف بقدرته على مقاومة الانخفاض في درجات الحرارة على سطح القمر، والتي تصل إلى 173 درجة مئوية تحت الصفر.
ويشكّل المشروع خطوة جديدة ضمن مساعي الإمارات وجهودها لتعزيز حضورها المتنامي في قطاع الفضاء، وانطلاقاً من أهمية القمر وقربه من كوكب الأرض، حيث قامت العديد من الدول سابقاً في إطلاق مهمات علمية إلى سطحه، بما فيها الولايات المتحدة وروسيا والصين، واليوم تقود كل من الهند واليابان مهمات علمية مختلفة لدراسة سطح القمر واستكشاف بياناته.
طموحات إماراتية في الفضاء
تجسد الخطوة طموحات دولة الإمارات في مجال الفضاء، حيث تستهدف المهمة الأولى من نوعها في العالم العربي الوصول إلى البيانات والصور والمعلومات التي تخولها من إجراء دراسة شاملة ومتكاملة لكيفية بناء المستوطنات البشرية على سطح القمر في وقت لاحق، والاستعداد للمهام المستقبلية التي تعتزم الإمارات العربية المتحدة إطلاقها نحو الكوكب الأحمر.
كما تجسد هذه المهمة رؤية الدولة في تعزيز مكانتها العالمية ضمن مجال الفضاء، وترسيخ قدرتها على تأدية دور إيجابي في البحوث العلمية والاستكشافات الدولية المتصلة بهذا المجال، بما في ذلك توفير إجابات عن العديد من الأسئلة الرئيسية حول النظام الشمسي والكواكب المحيطة بكوكب الأرض وغيرها.
ومن خلال مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ، تعتزم دولة الإمارات دراسة البلازما على سطح القمر، والتقاط صور عالية الدقة للتضاريس واختبار تقنيات جديدة للملاحة، والاتصالات، والروبوتات، والتنقل، في حين سيوفر المستكشف «راشد» حوالي 10 غيغا بايت من المواد المسجلة والبيانات العلمية والصور الحديثة والجديدة، ذات القيمة العالية والتي ستقدم للمجتمع العلمي العالمي.
سيقوم المستكشف خلال مهمته الاستكشافية الأولى عبر استخدام الأجهزة والتقنيات النوعية، بدراسة العديد من الظواهر عبر استخراج مجموعة من البيانات وتحليلها بشكل علمي وموثق، حيث سيعمل الفريق الفني والتقني المسؤول عن المهمة على اجتياز التحديات والصعوبات المحتملة، والتي تشمل صعوبة الهبوط على سطح القمر، في ظل البيئة القاسية التي ينفرد فيها هذا الكوكب، وهو ما قد يؤثر على نجاح المستكشِف في عمليته العلمية والبحثية.