وأكد صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا أن استراتيجية أم القيوين للاقتصاد الأزرق المستدام 2031 تنسجم مع توجهات دولة الإمارات الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة والاستخدام الأمثل للموارد.
وأضاف سموه «تضع دولة الإمارات المواطن في قلب اهتماماتها بوصفه الهدف الأساسي لكافة الخطط والسياسات التنموية والأداة الأهم لتنفيذها، وتحرص كافة الخطط والاستراتيجيات على توفير مختلف سبل الدعم والفرص الكفيلة بتحقيق الحياة الكريمة لأبناء الإمارات وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في كافة المسارات التنموية التي تشهدها الدولة في كافة القطاعات».
كما أكد صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا أن استراتيجية أم القيوين للاقتصاد الأزرق المستدام 2031 توفر العديد من الفرص للشباب ورواد الأعمال والمستثمرين في قطاعات حيوية واعدة، مشيراً إلى حرص إمارة أم القيوين على توفير الدعم اللازم لنمو الاستثمارات واستدامتها بما يحقق المصلحة المتبادلة لكافة الشركاء في المنظومة الاقتصادية.
حضر إطلاق الاستراتيجية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية الإماراتي، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة الطيران المدني في دبي الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين وضيوف الدولة المشاركين في أعمال القمة العالمية للحكومات.
واستعرض الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا رئيس دائرة السياحة والآثار في أم القيوين، خلال جلسة ضمن فعاليات اليوم الأول للقمة العالمية للحكومات 2022، حملت عنوان «إطلاق استراتيجية أم القيوين للاقتصاد الأزرق المستدام»، محاور الاستراتيجية وأهدافها الأساسية لتحويل أم القيوين إلى نموذج متميّز ومركز للاقتصاد الأزرق المستدام على مستوى المنطقة والعالم بحلول عام 2031.
وأضاف الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا أن الاستراتيجية تتبنى إطاراً مستداماً لاقتصاد إمارة أم القيوين، يزدهر من خلاله الإنسان والطبيعة معاً، وتستهدف من خلاله زيادة نمو ناتجها المحلي الإجمالي 3 أضعاف بحلول عام 2031.
وقال رئيس دائرة السياحة والآثار في أم القيوين «حرصنا خلال الأعمال التحضيرية للاستراتيجية على أن تواكب أرقى النماذج العالمية لتطوير الاستراتيجيات الاقتصادية الوطنية، إذ تمتاز استراتيجية أم القيوين للاقتصاد الأزرق المستدام بأنها وضعت أهدافاً اقتصادية تنموية واضحة، تستند إلى نقاط القوة التي تميز الإمارة، وتتضمن قائمة واضحة للمشاريع التحويلية القابلة للتطبيق ولها مستهدفات قابلة للقياس والمتابعة».
وأضاف الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا «ما نقدمه اليوم هو استراتيجية تنموية تحويلية متكاملة للإمارة تقوم على استشراف الفرص الاقتصادية الواعدة بما يواكب الاتجاهات العالمية»، وكشف أن الاستراتيجية تستهدف رفع نسبة حصة الاقتصاد الأزرق في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة بحيث لا تقل نسبة مساهمته عن 40%، مشيراً إلى أن الإمارة تعتزم التركيز على عدد من القطاعات الاقتصادية البحرية كالنقل البحري والسياحة البيئية والكربون الأزرق والثروة السمكية المستدامة والمناطق الصناعية المستدامة والمحايدة مناخياً.
واستعرض الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا المزايا التنافسية لإمارة أم القيوين التي يمكن الارتكاز عليها لتحقيق أهداف الاستراتيجية، وقال: «تحتضن أم القيوين مساحات من المحميات الطبيعية هي الأكبر بالنسبة لمساحة الإمارة، وذلك سعياً لتحقيق استدامة التنوع البيولوجي في الخليج العربي، وسيدعم هذا الواقع هدفاً إضافياً من أهداف الاستراتيجية يتمثل في جعل الإمارة مركزاً للدراسات والبحث والتطوير في مجال الحياد المناخي والبيئة».
وقال إن المكاسب التي يمكن تحقيقها من الاستثمار في القطاعات الصديقة للبيئة لا تقتصر على الصحة العامة وجودة الحياة والبيئة، بل تحقق أيضاً عوائد اقتصادية ملموسة تتراوح نسبة العائد في الكثير منها ما بين 3 إلى 12 ضعفاً من حجم الاستثمار.
أساس للنمو المستقبلي في أم القيوين
وعدّد الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا الإنجازات التنموية التي حققتها إمارة أم القيوين خلال الفترة الماضية والتي سمحت لها بوضع أسس الاستراتيجية الجديدة، وقال: «عملت إمارة أم القيوين، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، وولي عهده سمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا، على رسم رؤية طموحة للإمارة على مدار السنوات الماضية، تتماشى مع البرامج التنموية النوعية لدولة الإمارات، وسخّرت القيادة الرشيدة للإمارة كل مقومات الدعم المادي والتقني لهذه الرؤية التي تأتي في إطار استراتيجية الدولة والإمارة معاً، لبناء اقتصاد مستدام، وتعكس طموح الدولة وتواكب التطوّر العالمي في شتى المجالات، وفق استراتيجية القيادة في التنمية المستدامة».
وأضاف «سجل اقتصاد أم القيوين قفزات نوعية خلال العقد الماضي، إذ ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للإمارة من 2.6 مليار درهم إلى 3.5 مليار درهم، وشكلت 4 قطاعات أساسية ما يعادل 35% من إجمالي الاقتصاد وهي الزراعة وصيد الأسماك، والأنشطة العقارية، والطاقة والمياه، وتجارة الجملة والتجزئة، كما ارتفعت الصادرات بنسبة 300%، وقفز الاستثمار الأجنبي من 315 مليون درهم عام 2021 إلى 579 مليون درهم عام 2020، ما يؤكد جاذبية الإمارة للمستثمرين الأجانب بفضل ما تتمتع به من مزايا تنافسية».
8 قطاعات رئيسية ومشاريع تحويلية
وتغطي الاستراتيجية 8 قطاعات هي: السياحة البيئية، الأسماك، المناطق الصناعية المستدامة، النقل البحري، البحث والتطوير، مصارف الكربون الأزرق، خدمات التنوع البيئي، القطاع الاجتماعي، وتُقدر القيمة المضافة للاستثمار في هذه القطاعات نحو 5 مليارات درهم سنوياً.
أما أبرز المشاريع التحويلية التي تتضمنها الاستراتيجية فهي زيادة حجم المحميات الطبيعية في الإمارة، لتصل نسبتها إلى ما يقارب 20% من مساحتها الكلية، وتخصيص ثلاث مناطق حضرية محايدة كربونياً، وإطلاق مركز لإكثار وتصدير أشجار القرم عالمياً، وبرنامج مخصص لدعم تحويل الصناعات المحلية لنموذج صناعي صديق للبيئة.
كما تتضمن المشاريع إعلان شراكات رئيسية مع القطاع الخاص، وإطلاق مركز لدعم ريادة الأعمال في قطاع الاقتصاد الأزرق، وتوفير فرص استثمارية من خلال استقطاب أكثر من 100 شركة ومستثمر، وتوفير حزمة من السياسات والبرامج والتسهيلات الحكومية للشركات والمستثمرين في القطاع.