تشهد المخابز الشعبية في دبي إقبالاً كبيراً بنسبة 70% من كل فئات وشرائح المجتمع، ممن يفضلون منتجات «الفرن الشعبي القديم»، إذ يزداد الطلب على أرغفة الخبز والفطائر بأنواعها في شهر رمضان المبارك، ما يدفع أصحاب تلك المخابز لتوفير أطنان كثيرة من الطحين والمنتجات التي تصنع منها الفطائر، ومع قدوم فصل الصيف وقرب بدء شهر الصوم يجد المتسوقون أنفسهم أمام تساؤلات كثيرة حول الثقة في العاملين بالمخابز نظراً لعدم ارتدائهم القفازات وتعرقهم بسبب وقوفهم لساعات طويلة أمام الفرن.
وأكدت بلدية دبي، رداً على أسئلة «الرؤية»، أن عمل المخابز الشعبية أو ما يسمى خباز «خبز وقافي» يتضمن اشتراطات صحية بتوفير المعدات اللازمة مثل العجانات ومغاسل الأدوات والمعدات، ومغسلة أيدي للعاملين ومصدر معتمد للمياه التي يتم استخدمها للعجين وأيضاً غسيل المعدات والأيدي، بالإضافة إلى الأفران التي يستخدم فيها الغاز الطبيعي.
وأشارت إلى وجوب توفير تهويه وإضاءة مناسبتين، فضلاً عن الاشتراطات الخاصة بالنظافة الشخصية للعاملين وضرورة حصولهم على بطاقات الصحة المهنية سارية المفعول وشهادات التدريب على أساسيات صحة وسلامة الغذاء، ولا يتم مزاولة نشاط هذه المخابز إلا بعد إصدار الرخصة التجارية من «اقتصادية دبي»، وبعد اعتماد مخطط الديكور الهندسي الداخلي وفقاً لمتطلبات سلامة الغذاء لنشاط خباز التي تم ذكرها سابقا، حيث يعتمد المخطط من قسم التصاريح والتغذية التطبيقية بإدارة سلامة الغذاء.
وحول ارتداء القفازات أثناء عملية العجن اليدوية أو تشكيل العجينة، أوضحت البلدية أنه يشترط غسل اليدين جيداً بالماء والصابون وتعقيمهما قبل وبعد العجن، حيث إن القفازات قد تعيق العملية خلال العجين، بالإضافة إلى أن القفازات قد تصبح مصدر تلوث إن لم تكن نظيفة أو ملوثه، علاوة على أن العجين بعد تشكيله يتعرض في الأفران إلى درجة حرارة عالية، يتم فيها القضاء على جميع أنواع البكتيريا الضارة بالإنسان، مشيرة إلى الرقابة الدورية والمنتظمة على هذه المخابز من قبل ضباط ومفتشي إدارة سلامة الغذاء، بجميع مناطق الإمارة وفقاً لنظام التفتيش الذكي المتبع ورصد المخالفات وفرض العقوبات وفقاً للأمر المحلى رقم «11» للعام 2003، وتتم متابعة المخالفات واتخاذ الإجراءات التصحيحية الفورية في حالة مخالفة الاشتراطات الصحية آنفة الذكر.
وأكد الخباز سليم محمد «نيبالي الجنسية»، أنه اعتاد على حرارة الفرن كونها أيضاً مهنة متوارثة من عائلته وتحديداً والده وأعمامه، مضيفاً أن شراء الخبز بكل أنواعه يشهد إقبالاً كبيراً من كل الفئات العمرية والجنسيات، إذ يلتزم وزملاؤه بمعايير الصحة والسلامة عبر غسل الأيدي وتعقيمها بشكل متواصل، للحفاظ على العجين ومتناوليه من انتقال الفيروسات وتحديداً بعد انتشار جائحة كورونا.
وبين أن الإقبال والربح الأكثر يكون في شهر رمضان المبارك، إذ يزداد الطلب والتواصي على الخبز والفطائر بنسبة 70%، ويبدأ العمل قبل موعد ليكون الخبز طازجاً ويلبي طلب الزبائن، مبيناً أن الفرن لا يأخذ قسطاً راحة في ظل الطلبيات الكثيرة في رمضان قبل الإفطار وبعده وأيضاً قبل ساعات من السحور، ما يجعله وزملاؤه في المخبز يعملون على توفير نحو 100 رغيف يومياً، إذ يستهلك ما يعادل 6 أطنان من الطحين يوميا في شهر رمضان، وكذلك يبلغ سعر كيس السكر 160 درهماً، وسعر كلفة الخميرة سعة 5 كيلو غرامات 125 درهما، كما انه يدفع أجرة الفرن 45 ألف درهم سنوياً ويعمل لديه قرابة 7 عمال، متوسط أجر العامل الواحد 1500 درهم، إضافة لذلك هناك استهلاك لأنابيب الغاز بشكل متواصل بمعدل صرف شهري يصل إلى 3000 درهم.
وأشار سليم إلى أن سعر الرغيف درهم واحد، أما الفطائر تبدأ من 1 إلى 4 دراهم، ويقوم بتوفير الزعتر، والجبنة، والعسل، والنوتيلا، والبيض لصناعة تلك الفطائر.