أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن التنوع الثقافي والمعرفي واسع النطاق الذي يضمه إكسبو دبي وما يتيحه الحدث الأضخم في تاريخ المنطقة من تلاقي شعوب العالم- شرقه بغربه- على أرض الإمارات، يسهم في بناء جسور جديدة أكثر فاعلية للتواصل الإنساني، وتحقيق مزيد من التقارب والتفاهم، وإقرار أسس التسامح والتعايش من خلال التعرّف إلى حضارات عريقة وإنجازات وأفكار أثْرت المسيرة الإنسانية، وغيّرت شكل العالم على مر التاريخ، فضلاً عما يتيحه الحدث من فرص الاطلاع على ما تعده العقول المُبدعة من ابتكارات وتقنيات تصنع بها مستقبلاً أفضل ينعم فيه الجميع بالرخاء والتقدم والرقي.
جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها سموه، اليوم (الخميس)، إلى مقر معرض إكسبو 2020 دبي، يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، حيث توقّف صاحب السمو عند جناحَي الجمهورية العربية السورية، وجمهورية الباراغواي، وذلك ضمن زيارات سموه المستمرة لإكسبو الذي تُختتم أعماله نهاية الشهر الجاري بعد ستة أشهر، شهدت خلالها دولة الإمارات عبر هذا الحدث العالمي الضخم حراكاً ثقافياً ومعرفياً وإبداعياً فريداً، بمشاركة 192 دولة تبارت في إبراز ما تملكه من مقومات التميز في مختلف المجالات وما تعكف عليه من مشاريع وخطط تطوير وتنمية متنوعة ومبتكرة، تأكيداً لشعار هذه الدورة التاريخية من إكسبو «تواصل العقول وصنع المستقبل».
وفي جناح الباراغواي، التقى بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس جمهورية الباراغواي ماريو عبدو بينيتيز، الذي يزور الإمارات حالياً للمشاركة في احتفالات بلاده بيومها الوطني في إكسبو غداً (الجمعة)، حيث رحّب سموه بالرئيس الزائر والوفد المرافق، متمنياً له ومرافقيه طيب الإقامة وكل التوفيق.
وخلال جولة في أروقة الجناح، تبادل الجانبان الأحاديث الودية حول العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تطويرها والارتقاء بها، خاصة على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، في ضوء ما تتمتع به الدولتان من فرص استثمارية واعدة بالعديد من المجالات، في حين تم التأكيد على أهمية إيجاد مسارات جديدة من شأنها توثيق التعاون بمجالات التنمية المستدامة والطاقة المتجددة والابتكار، مع الاهتمام بتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي، حيث يمكن للعلاقات الثنائية أن تمثل ركيزة مهمة وفعالة لمزيد من توطيد الروابط بين دولة المنطقة ودول أمريكا اللاتينية بشكل عام.
واطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والرئيس ماريو عبدو بينيتيز، على أبرز ما يضمه جناح الباراغواي الذي يركز على ثلاثة عناصر أساسية، وهي: المياه، والطاقة، والتنقّل، حيث يتم الاستفادة من مواردها من المياه في توليد الطاقة المتجددة، فضلاً عن الاستفادة مما تحفل به باراغواي من أنهار في عملية التنقل، إضافة إلى استخدام مياهها في الزراعة التي تروج لها الدولة الواقعة بقارة أمريكا الجنوبية كأحد أهم المجالات الاستثمارية في أراضيها.
جناح سوريا
إلى ذلك، زار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جناح الجمهورية العربية السورية المُقام بمنطقة «التنقّل» في إكسبو، ويحمل شعار «معاً المستقبل لنا»، حيث يعرض الجناح جوانب مهمة من حضارة سوريا الغنية والتي كانت موطناً للثورة الزراعية الأولى في العالم على ضفتَي نهر الفرات وفي الجنوب السوري، فيما تمتلك سوريا أكثر من 3200 نوع من النباتات، وتنتج أكثر من 150 نوعاً من المنتجات الزراعية الغذائية.
كما تعرّف سموه خلال الزيارة على بعض أعمال نخبة من الفنانين السوريين، واطلع على ما يعرضه الجناح من معالم تبرز تاريخ سوريا العريق، والذي انطلقت منه أول أبجدية، وتدوين موسيقى وقصيدة من مملكة «أوغاريت» التي ازدهرت على الساحل السوري.
كما استمع سموه إلى شرح حول أحد أهم المعروضات التي يضمها الجناح، وهي نسخة طبق الأصل عن أول أبجدية مكتوبة تم اكتشافها في «أوغاريت» في سوريا، ويعود تاريخها إلى نحو 1400 سنة قبل الميلاد، والتي يؤكد القائمون على الجناح أنها تعد أقدم أبجدية موثّقة في التاريخ.