استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في مبنى القادة بمقر إكسبو 2020 دبي، رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان، الذي قدم إلى الإمارات في زيارة رسمية، يشارك خلالها في احتفالات بلاده بيومها الوطني في إكسبو.
ورحّب سموه بالرئيس أردوغان والوفد المرافق، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، كما رحّب سموه بتواجد تركيا في الحدث العالمي الكبير الذي يجمع 192 دولة في دبي، حيث تفتح مشاركة تركيا في إكسبو دبي المجال أمام التعرف على مزيد من فرص التكامل الاقتصادي والثقافي بين الجانبين.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أهمية الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، لما لها من أثر في إعطاء زخم قوي ومتجدد للعلاقات الثنائية، بما يمهد الطريق لمزيد من التقارب الإيجابي ضمن المسارات السياسية والاقتصادية والمعرفية كافة، ويحفّز على اكتشاف قنوات فعالة لمضافرة الجهود الرامية إلى تحقيق الخير والرفاه للشعبين وخدمة تطلعاتهما، وكذلك تطلعات جميع شعوب المنطقة لمستقبل يعمه الاستقرار والرخاء والازدهار.
وقال سموه على تويتر «استقبلت اليوم فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان في إكسبو دبي.. زيارة تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وتركيا.. آفاق كبيرة نراها في علاقاتنا الاقتصادية والتنموية مع تركيا.. ومتفائل باستقرار وازدهار كبير تقوده الدولتان في المنطقة».
استقبلت اليوم فخامة الرئيس رجب طيب إردوغان في إكسبو دبي.. زيارة تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وتركيا .. آفاق كبيرة نراها في علاقاتنا الاقتصادية والتنموية مع تركيا .. ومتفائل باستقرار وازدهار كبير تقوده الدولتين في المنطقة .. pic.twitter.com/acNfgV7A2N
— HH Sheikh Mohammed (@HHShkMohd) February 15, 2022
توثيق جسور الشراكة
وبحث سموه مع أردوغان مستقبل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها في كافة المجالات، والكيفية التي يمكن من خلالها الوصول إلى مستويات أعلى من التنسيق والتعاون البناء، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والتنموي، فضلاً عن تضمين القطاع الخاص وتشجيعه على اكتشاف مزيد من فرص التعاون، خاصة في القطاعات الحيوية التي تضمنتها الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات الموقعة بين الجانبين، وتغطي مجالات الاستثمار والصحة والزراعة والنقل والصناعات والتقنيات المتقدمة والمناخ والثقافة والشباب وغيرها.
وأعرب صاحب السمو عن تطلع دولة الإمارات إلى بدء مرحلة جديدة من التعاون القائم على مراعاة المصالح المشتركة للشعبين الصديقين والساعي إلى إيجاد البدائل اللازمة لمعاونة الدولتين على تحقيق أعلى مستويات الرفاه والرخاء والتقدم لشعبيهما، وذلك التزاماً بنهج الانفتاح والرغبة في توثيق جسور الشراكة الاستراتيجية مع جميع الدول الشقيقة والصديقة، وبما تفرضه الظروف العالمية الراهنة وما تتطلبه المرحلة المقبلة من زيادة حجم التعاون، سعياً للوصول إلى مستقبل خالٍ من التحديات وحافل بالفرص للجميع.
كما أكد سموه تقدير دولة الإمارات للدور المحوري الذي تضطلع به جمهورية تركيا الصديقة برئاسة رجب طيب أردوغان على الصعيدين الإقليمي والدولي، لافتاً إلى أن التعاون الإماراتي التركي من شأنه المساهمة بصورة إيجابية ومؤثرة في ترسيخ أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو الأمر الذي يعد مطلباً رئيسياً للتنمية الاقتصادية وتشجيع الاستثمارات ومنح مجتمعات الأعمال والمستثمرين الثقة اللازمة لتوسيع نطاق أعمالهم، ما يعود بالنفع على اقتصاد المنطقة بصورة عامة، ويعين على سرعة تخطي التحديات الكبيرة التي واجهها خاصة خلال العامين الماضيين، ويؤهل لمرحلة جديدة من النمو والازدهار.
توافق وجهات النظر
وتناول اللقاء مجمل المستجدات على الساحتين الإقليمية والعالمية، وأهم الموضوعات محل الاهتمام المشترك، حيث أكد الجانبان توافق وجهات النظر حول أهمية إيجاد البدائل السلمية الكفيلة بتعزيز أمن واستقرار المنطقة، ونشر أسباب السلام والتعاون في أرجائها.
كما تطرق النقاش إلى الطموحات المأمولة لمستقبل التعاون الإماراتي التركي في ضوء اتفاق الرؤى ووجهات النظر حول أهمية اكتشاف مسارات جديدة يمكن من خلالها زيادة الاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها الدولتان، خاصة في ناحية الكوادر البشرية والطاقات المبدعة والمهارات المهنية المتخصصة، كذلك التوسع في التعاون التقني والفني والأكاديمي عبر تشجيع تبادل الخبرات والتجارب التطويرية الناجحة بين الجانبين، خصوصاً في مجالات والتكنولوجيا والابتكار ومشاريع الفضاء والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة وغيرها من القطاعات التي تشكل ركائز صنع المستقبل.
خدمة مصالح الدولتين
من جانبه، أعرب الرئيس أردوغان عن بالغ امتنانه لما وجده من حفاوة وحسن استقبال وكرم الضيافة في دولة الإمارات، مؤكداً اعتزازه بهذه الزيارة وأمله أن تشكل نقطة انطلاق جديدة للعلاقات الثنائية وبما يخدم مصالح الدولتين ويرقى إلى مستوى طموحات الشعبين في شتى المجالات التنموية، لافتاً إلى أهمية العمل المشترك من أجل إفساح المجال أمام الأفكار والمبادرات والبرامج التي من شأنها تحقيق تقدم نوعي في مضمار الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.
كما أكد الرئيس التركي اعتزازه بمشاركة بلاده في معرض إكسبو 2020 دبي، الذي أثنى على مستوى تنظيمه الرفيع، منوهاً بقيمة الحدث العالمي الضخم والفرص التي يؤهل لها من خلال استضافته في دولة الإمارات للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وما يخدم في تحقيقه من مزيد التقارب والتفاعل الإيجابي بين شعوب المنطقة والعالم، ومزيد من الانفتاح الواعي بين الثقافات من أجل تعزيز التواصل الإنساني للتأسيس لمستقبل أفضل للبشرية جمعاء بما يقدمه من أفكار وما يطرحه من ابتكارات تعين على مواجهة التحديات المشتركة العابرة للحدود سواء الراهنة منها أو المستقبلية.
وعقب اللقاء، أقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مأدبة غداء تكريماً لضيف البلاد الكبير والوفد المرافق له.
حضر اللقاء ومأدبة الغداء سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات رئيس اللجنة العليا لإكسبو 2020 دبي، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس دبي للإعلام، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس دبي الرياضي، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين.