يتطلع مستثمرون أتراك إلى مزيد من الاستثمارات في السوق الإماراتية خلال الفترة المقبلة، سواء من خلال التوسع في حجم أعمالهم الحالية، أو ببناء شراكات واتفاقات قوية مع الشركات المحلية، لا سيما في قطاعات جديدة تتعلق بالذكاء الاصطناعي والخدمات المالية والطاقة، إلى جانب المجالات الموجودة بالفعل.
وأفاد مستثمرون في حديثهم لـ«الرؤية» بأن أهم مميزات السوق الإماراتية هي سهولة فتح الاستثمارات الجديدة والبيئة التشريعية القوية وتوجه الحكومة نحو دعم الاستثمار الأجنبي، إضافة إلى الموقع الجغرافي الذي يجعل الشركات المستثمرة منفتحة على أسواق الخليج وأفريقيا والهند بشكل كبير.
وأشاروا إلى أن العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وتركيا قديمة، حيث يعمل المستثمر التركي في مجالات اقتصادية عدة في الإمارات، منها العقارات والصحة والأغذية، لافتين إلى وجود فرص استثمارية كبيرة، فالإمارات من أكثر دول المنطقة انفتاحاً على العالم.
ولفتوا إلى أن الإمارات من أهم البلدان الجاذبة للاستثمار بشكل عام، وللمستثمرين الأتراك بشكل خاص، موضحين أن تواجدهم في السوق الإماراتية مكنهم من زيادة أعمالهم في منطقة الشرق الأوسط وتلبية طلبات العملاء في المنطقة.
وتشهد العلاقات الإماراتية التركية عصراً جديداً من التعاون الاقتصادي، في ظل الزيارة المقررة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للإمارات، والتي سبقتها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى أنقرة أواخر نوفمبر الماضي، وشكّلت نقطة مهمة في مسيرة تعزيز العلاقات الاقتصادية لخلق فرص جديدة للنمو والازدهار.
يشار إلى أن تركيا تأتي في المرتبة 11 بين أكبر الشركاء التجاريين للإمارات، فيما تمثل الإمارات الشريك التجاري الـ12 لتركيا عالمياً.
فرص واعدة
وقال الرئيس وعضو مجلس الإدارة التنفيذي لمجموعة دوغوس دبي أحمد كيهان، إن العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وتركيا متجذرة منذ عقود حيث يعمل المستثمرون الأتراك في مجالات اقتصادية عدة في الإمارات، أهمها القطاع العقاري والمصرفي والتأميني والصحي، مؤكداً أن فرص الاستثمار في الإمارات واعدة، لأنها من أهم دول الشرق الأوسط انفتاحاً على العالم، لا سيما في مجال التجارة والتسويق.
وأشار كيهان إلى أن المستثمرين الأتراك العاملين في الإمارات يتطلعون إلى مزيد من الفرص، سواء بالتوسع في حجم الأعمال القائمة، أو عبر الدخول في شراكات قوية مع المؤسسات والشركات المحلية لافتتاح فروع وتأسيس أعمال جديدة، في المجالات التي باتت تشتهر بها الإمارات، على رأسها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى الخدمات المالية والطاقة، والأغذية والأقمشة.
وذكر أن السوق الإماراتية تشتهر بسهولة فتح الاستثمارات الجديدة، وتتمتع ببيئة تشريعية قوية، في ظل توجه الحكومة نحو دعم واستقطاب الاستثمار الأجنبي، مبيناً أن الموقع الاستراتيجي والبنية التحتية الرائدة، والمطارات والموانئ عالمية المستوى، تتيح للشركات سهولة التصدير إلى أهم الأسواق العالمية، خصوصاً الدول العربية وأفريقيا والهند.
وأضاف كيهان -الذي يعمل في الدولة منذ أكثر من 17 عاماً- «نتطلع بشكل عام خلال السنوات القليلة المقبلة إلى تعميق العلاقات الاقتصادية في المنطقة والتوسع في حجم أعمالنا، لا سيما مع الإمارات والسعودية ومصر، باعتبارها أسواقاً واعدة في المنطقة».
منطلَق إلى أسواق المنطقة
من ناحيته، قال رجل الأعمال بوراك أوزتونجمان إنه يعمل في تأثيث الفنادق بدبي منذ نحو 8 سنوات، واستطاع من خلال عمله هنا فتح أسواق جديدة لنشاطه في منطقة الخليج خلال السنوات الماضية.
وأضاف أن تواجدنا في دبي مكننا من زيادة أعمالنا في منطقة الشرق الأوسط وتلبية طلبات العملاء في المنطقة من إمارة دبي، مشيراً إلى أن شركته تعتزم التوسع خلال الفترة المقبلة في السوق الإماراتية لأسباب عدة، منها التسهيلات الحكومية للاستثمارات الأجنبية، وموقع الدولة الاستراتيجي، وانفتاحها على العالم.
انتماء إلى الإمارات
وقال المستثمر ورجل الأعمال كرم كويوجو، الذي يقيم في الإمارات منذ قرابة العقد، «قررت أنا وشريكي عام 2012 الانتقال إلى الإمارات بعد تأسيس شركتنا لتوصيل الأطعمة، وحرصنا على أن تكون الدولة مقراً لنا، نظراً لسوقها الثرية واقتصادها سريع النمو وسهولة ممارسة الأعمال التجارية بشكل عام، مع الاستفادة من تركيا كمركز للمواهب التقنية لدينا».
وأشاد بالدعم المقدم من الحكومة الإماراتية لمؤسسي الأعمال الأجانب، سواء من خلال منح الإقامة الذهبية للمستثمرين أو بدعم بيئة الأعمال، مضيفاً «بدأنا نشعر أننا ننتمي إلى الإمارات العربية المتحدة ونحن على ثقة من أن الإمارات ستستمر في جذب الشركات الكبرى ورجال الأعمال من تركيا وبقية العالم».
توقعات متفائلة لسوق التأمين
من ناحيته قال الرئيس التنفيذي الإقليمي لتركيا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة هودن لخدمات وساطة التأمين، أتينج يلماز، إن الحكومة الإماراتية عكفت منذ فترة طويلة على تشجيع الاستثمارات الأجنبية، سواء من حيث سهولة فتح المشاريع أو دعم تلك المشاريع الوافدة من الخارج عدا عن البيئة الاستثمارية الجاذبة، لافتاً إلى أن الإمارات من أهم البلدان الجاذبة للاستثمار بشكل عام وللمستثمرين الأتراك بشكل خاص.
وأضاف يلماز الذي يعمل في الدولة منذ أكثر من 10 سنوات، نتوقع نمو سوق التأمين في الدولة خلال العام المقبل بشكل كبير إضافة إلى نمو متوقع للاستثمارات الأجنبية في الإمارات خلال الفترة المقبلة.
وجهة مهمة للأتراك
وكان السفير التركي لدى أبوظبي، توجاي تونشير أوضح في مقابلة حصرية مع «الرؤية» تمت مؤخراً أن الإمارات تعتبر أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لتركيا في المنطقة من حيث حجم التجارة حيث يبلغ حجم التجارة الثنائية بين تركيا والإمارات 8.5 مليار دولار سنوياً.
وأضاف تونشير أنه بالرغم من الأرقام الموضحة إلا أن حجم التجارة الثنائية لا يعكس إمكانات البلدين حيث نتطلع إلى تطوير مجالات جديدة للتعاون وتعزيز فرص عمل جديدة من أجل الارتقاء بهذه الأرقام التجارية إلى المستويات المطلوبة.
وأشار السفير إلى أن الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من أهم المراكز التجارية في العالم وأيضاً محور استراتيجي لتجارتنا مع دول الخليج الأخرى وآسيا، وبفضل بنيتها التحتية الاقتصادية الحديثة القائمة على التكنولوجيا ومناطق التجارة الحرة المصممة جيداً وبيئة الاستثمار الصديقة للأعمال، تعد الإمارات العربية المتحدة أيضاً وجهة مهمة لرجال الأعمال الأتراك.
وأوضح أن الإمارات توفر بيئة استثمارية ملائمة للأعمال وتقدم العديد من الحوافز التي يمكن أن تستفيد منها الشركات التركية، وهناك مجالات شاسعة للاستثمار مثل التجارة والصناعة والزراعة والخدمات والتعليم والصحة والبناء، إلى جانب العديد من القطاعات الأخرى في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة.