الاحد - 24 نوفمبر 2024
الاحد - 24 نوفمبر 2024

مؤتمر في أبوظبي يناقش مبادرات وبرامج لتعزيز الصحة النفسية

مؤتمر في أبوظبي يناقش مبادرات وبرامج لتعزيز الصحة النفسية

ناقش مؤتمر أبوظبي الثاني للصحة النفسية المتكاملة، والذي نظمته شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، بالتعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي، العديد من المبادرات والبرامج لتعزيز الصحة النفسية في إمارة أبوظبي، وذلك بحضور نحو 2300 خبير ومختص من مختلف دول العالم، شاركوا في المؤتمر الذي جمع على مدى يومين، بين المشاركة الافتراضية والحضورية في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.

ودعا المشاركون في المؤتمر إلى دمج الطب النفسي مع التخصصات الصحية الأخرى، وتحسين الوصول إلى الرعاية والموارد والحالة الطبيعية والكرامة لمرضى الصحة العقلية في جميع أنحاء العالم.

وأكد الدكتور جمال محمد الكعبي وكيل دائرة الصحة في أبوظبي، في كلمة أمام المؤتمر أن الصحة النفسية تحظى الآن وأكثر من أي وقت مضى بأهمية بالغة توازي الصحة الجسدية، وذلك لأثرها الكبير على صحة وسعادة الإنسان؛ فالصحة النفسية عامل أساسي وجزء لا يتجزأ من رفاه المجتمعات ككل، الأمر الذي يجعلنا حريصين على مواصلة الجهود، بتوجيهات ودعم القيادة الرشيدة، لتعزيز منظومة الرعاية الصحية في أبوظبي وضمان توافر خدماتها لجميع أفراد المجتمع وفق أعلى مستويات الجودة والكفاءة.

وقال إن الدائرة تعمل على تعزيز منظومة الصحة النفسية في إمارة أبوظبي من خلال الاستفادة من التقنيات المبتكرة التي تمكن من تقديم رعاية صحية نفسية فعالة، مثل تطبيقات الرعاية الذاتية، والطب النفسي عن بعد، مع ضمان توافر الكوادر الصحية المؤهلة والمتكاملة في مجال الصحة النفسية ووضع إطار تنظيمي شامل لهذا الغرض، مع تعزيز الوعي حول قضايا الصحة النفسية الرئيسية والتركيز على التشخيص المبكر وفق أفضل المعايير وبأعلى مستويات الجودة.

وأضاف إن التزامنا بتحقيق رؤيتنا في جعل «أبوظبي مجتمعاً معافى» تحثّنا على تكريس جهودنا لإتاحة الوصول لخدمات الصحة النفسية لكافة أفراد المجتمع، متى ما احتاجوها وفي الوقت المناسب، وذلك من خلال تمكين أطباء الأسرة في مراكز الرعاية الأولية في الإمارة من تشخيص، وعلاج، وإدارة حالات الصحة النفسية ودعم الأفراد الذين يحتاجون المساعدة.

وأشار إلى أنه ومنذ بداية جائحة كوفيد-19، عملت دائرة الصحة أبوظبي على إطلاق العديد من المبادرات والبرامج التي تعنى بالحفاظ على الصحة النفسية لمختلف شرائح وفئات المجتمع، بما في ذلك المساهمة في إطلاق خط الدعم النفسي 800 HOPE التابع للبرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، كما تعاونت الدائرة مع دائرة تنمية المجتمع أبوظبي ومركز أبوظبي للصحة العامة وشركة «صحة» في تعزيز خدمات خط «استجابة» لتقديم الدعم النفسي للمجتمع.

وتحدث خلال فعاليات اليوم الأول للمؤتمر الدكتورة أمنيات الهاجري المديرة التنفيذية لقطاع صحة المجتمع في مركز أبوظبي للصحة العامة، حول الصحة النفسية المجتمعية ودور الحملات التوعوية والتثقيفية التكاملي مع نموذج الرعاية الصحية النفسية، ودور مختلف القطاعات لتحسين معتقدات وسلوكيات المجتمع نحو العافية والصحة النفسية والسعي للكشف المبكر والحد من الوصمة.

ومن جانبها أكدت الدكتورة ناهدة نياز أحمد، استشارية الطب النفسي في الخدمات العلاجية الخارجية ورئيسة مجلس الصحة السلوكية في شركة «صحة» أن مؤتمر أبوظبي الثاني للصحة النفسية المتكاملة، كان ناجحاً بكل المقاييس، إذ أظهر الالتزام المشترك بين دائرة الصحة في أبوظبي، وشركة «صحة» لدمج الطب النفسي في الرعاية الصحية الأولية، وتعزيز مهارة الكوادر الطبية والتمريضية للتعامل مع قضايا الصحة العقلية والإبلاغ عنها، وتغيير النظرة إلى مرضى الصحة العقلية.

وأضافت أن النقاش تركز كذلك على دراسة تأثير الصحة النفسية في الرعاية الأولية وتوعية الحضور حول الإرشادات الجديدة من خلال المحاضرات التفاعلية، وتحفيز ودعم برامج التدريب للموظفين، مع التركيز على تنمية مهارات ممرضي الرعاية الأولية والأطباء وتزويدهم بالمهارات الأساسية في مجال العلاج النفسي.

وأعربت عن الفخر بالتعاون المثمر بين «صحة» ودائرة الصحة في أبوظبي والهادف لإنشاء نظام صحي يعطي الأولوية للصحة العقلية، وتقدم بالشكر الجزيل للدائرة على تعاونها المستمر، وقيادتها لتغيير نظرة المجتمع تجاه مرضى الصحة العقلية.

وتركز النقاش خلال جلسات المؤتمر حول تكامل الطب النفسي مع تخصصات متعددة لمعالجة تحديات الصحة العقلية التي يواجهها المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، إذ شارك في النقاش مجموعة من الضيوف المتميزين من أخصائيي طب الطوارئ والأورام والطب الكلوي والباطني لمناقشة التحديات النفسية في تخصصاتهم، وأكدوا أن الاكتشاف والتدخل المبكر لمثل هذه الأمراض المصاحبة، سوف يسهم في توفير نوعية حياة أفضل للأشخاص المصابين بأمراض عقلية.

وتحدث خلال إحدى جلسات مؤتمر أبوظبي الثاني للصحة النفسية المتكاملة، الدكتور مالكولم بورغ، رئيس قسم الطوارئ في مدينة الشيخ خليفة الطبية، عن التفاعل بين قسم الطوارئ وخدمات الطب النفسي، فيما تحدث الدكتور محمد السويدان، استشاري الطب النفسي، وأستاذ الطب النفسي المساعد بجامعة تورنتو، عن «الاحتياجات غير الملباة والابتكار لإدارة الاكتئاب»؛ فيما تناول البروفيسور أندريا فاجيوليني، «إدارة علاج الاكتئاب المقاوم؛ وقدم البروفيسور كريستوف يو كوريل، عرضاً عن "كاريبرازين: ترجمة البيانات السريرية إلى ممارسة إكلينيكية".

وشارك في المؤتمر كذلك نخبة من المتحدثين الدوليين والخبراء البارزين، في مقدمتهم البروفيسور نورمان سارتوريوس، المدير السابق لقسم الصحة النفسية والعقلية لدى منظمة الصحة العالمية، والرئيس السابق لكل من الجمعية العالمية للطب النفسي والجمعية الأوروبية للطب النفسي، والدكتور بريان هيرلي، طبيب مختص في أمراض الإدمان من إدارة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجلوس، والدكتور أياز فيرجي من المركز الصحي في حرم جامعة نيويورك أبوظبي في السعديات، والدكتورة ديان كاشيواجي، مديرة برنامج الإقامة في الطب الباطني في مدينة الشيخ شخبوط الطبية وغيرهم من المتخصصين الطبيين.