وقّعت «المدرسة الرقمية»، أول مدرسة رقمية عربية متكاملة وإحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية مذكرة تفاهم مع وزارة التربية في حكومة إقليم كردستان العراق بهدف تنفيذ برامج المدرسة الرقمية وتعزيز التعاون في مجالات التعلم الرقمي في الإقليم.
وقع مذكرة التفاهم وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد رئيس مجلس إدارة «المدرسة الرقمية»عمر سلطان العلماء، و وزير التربية في حكومة إقليم كردستان العراق آلان حمه سعيد صالح، بحضور مدير عام التخطيط التربوي بوزارة التعليم في الإقليم شيلان خليل جنيد، وأمين عام المدرسة الرقمية الدكتور وليد آل علي، و مدير إدارة المشاريع والتنمية الدولية في الهلال الأحمر الإماراتي عبيد البلوشي، و مدير تطوير البرامج في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية المهندسة فرح العزب.
50 مدرسة ونسخة كردية للمحتوى
وتتيح هذه الشراكة خدمات التعليم الرقمي التي توفرها «المدرسة الرقمية» للطلبة في إقليم كردستان العراق على مرحلتين، تشمل المرحلة الأولى إتاحة الأدوات والمواد التعليمية الرقمية باللغة العربية للطلبة في 50 مدرسة، بينما تتضمن المرحلة الثانية التعاون في تطوير نسخة من مواد المدرسة الرقمية باللغة الكردية.
تدريب وبناء قدرات المعلمين الرقميين
وتعمل المدرسة الرقمية، من خلال برنامج تدريب المعلمين الرقميين، على بناء مجتمعات تعلّم مرنة ومتقدمة عبر التركيز على بناء وتطوير قدرات المعلمين والقيادات التعليمية في مجالات التعليم الرقمي وفق مساقات تدريبية نوعية تم تطويرها أكاديمياً وبحثياً بالتعاون مع جامعة ولاية أريزونا، بما يسهم في تمكين الكوادر التعليمية بمهارات التعليم الرقمي التي يستطيعون من خلالها تقديم المحتوى التعليمي المتميز للطلاب، وفق مبدأ تدريب المدربين.
رسالة أمل
وأكد عمر سلطان العلماء أن حكومة دولة الإمارات حريصة على تعزيز الشراكات العالمية الهادفة لتعزيز مستقبل التعليم، ما يجسد رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه»، بتسريع تبني الحلول الرقمية التي تمكّن الطلاب وتبني قدراتهم وتسهم في تعزيز مشاركتهم في مسيرة التنمية العالمية.
وقال إن مبادرة «المدرسة الرقمية» تمثّل رسالة أمل هادفة إلى تعزيز التحالفات التعليمية العالمية، التي تنمي مهارات الطلاب للانطلاق إلى مستقبل أفضل في المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن توقيع مذكرة التفاهم مع وزارة التربية في إقليم كردستان العراق يشكّل امتداداً للنجاح العالمي الذي حققته المبادرة، والتعاون البناء مع الجهات المختلفة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية لتوظيف التكنولوجيا المتطورة، لتزويد مليون طالب بالمعارف والعلوم المتقدمة خلال السنوات الخمس المقبلة، واعتماد ممارسات مبتكرة وتقنيات ذكية لإيجاد حلول مبتكرة تخدم المجتمعات حول العالم.
وأضاف أن العالم يمر بظروف استثنائية نتيجة تداعيات جائحة «كوفيد-19»، وتحديات عديدة أظهرت ضرورة تطوير نظام تعليمي عالمي مستدام يخاطب المستقبل، ويعتمد أحدث الوسائل التكنولوجية لتوفير تجرب متميزة يستطيع الطلاب من مختلف أنحاء العالم الوصول إليها والاستفادة منها، وتعزيز استفادة الفئات الأكثر احتياجاً إلى التعليم الرقمي.
المدرسة الرقمية تجربة رائدة في المنطقة
من جهته، قال آلان حمه سعيد: «إن وزارة التربية في إقليم كردستان - العراق كانت حريصة على المشاركة في مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من أجل توسيع أفق التعاون المشترك بين الشعبين وخاصة في قطاع التربية والتعليم».
وأكد سعيد أن «المدرسة الرقمية هي تجربة رائدة في المنطقة وخاصة بعد جائحة كورونا، حيث تغير مفهوم التعليم في المدرسة الى الاعتماد أكثر على التعليم الرقمي والتعليم عن بعد».
وأضاف: «أتمنى أن يحقق المشروع أهدافه وأن يستفاد من هذا المشروع في المستقبل من أجل تحقيق هدف تعليم أشمل وأكثر فاعلية كما أتمنى التوفيق والازدهار لحكومة وشعب الإمارات».
تحالف مستقبل التعلم الرقمي
ونصت مذكرة التفاهم الموقعة بين «المدرسة الرقمية» ووزارة التربية في إقليم كردستان العراق على تبادل الخبرات وأفضل الممارسات، وانضمام الوزارة إلى تحالف مستقبل التعلم الرقمي الذي تشرف عليه «المدرسة الرقمية» والذي يعد الأول من نوعه لتوحيد جهود تطوير مستقبل التعليم الرقمي، على مستوى المنطقة والعالم، والتعاون في تطوير وإعداد أفضل الممارسات والمعايير للتعليم الرقمي، وتنفيذ مشاريع تجريبية وتطويرية، إضافة إلى تطوير المحتوى التعليمي.
ويدعم الهلال الأحمر الإماراتي التعاون بين «المدرسة الرقمية» ووزارة التربية في إقليم كوردستان، ضمن تعاونه وشراكته الاستراتيجية مع «المدرسة الرقمية» في العمليات اللوجستية، من خلال الوصول إلى الفئات المستهدفة مثل اللاجئين والنازحين والطلبة في المجتمعات النامية والنائية، وتوفير الدعم الميداني والمتابعة لسير العمل في المواقع المستفيدة، وتسهيل التواصل والتنسيق مع الجهات والمنظمات الإنسانية الدولية والمحلية، وتوفير الدعم اللوجستي والتعاون في تأمين مساحات التعليم وتجهيزها في مواقع استراتيجية تخدم أهداف المبادرة وفئاتها.
منهج رقمي متكامل
وتهدف «المدرسة الرقمية»، إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، لتوفير فرص التعلم للطلاب حيثما كانوا وفي مختلف الظروف، وطرح منهج تعليمي رقمي متكامل ومرن ومعتمد لمختلف المراحل الدراسية يراعي الاحتياجات الشخصية لكل متعلّم ويطوّر المعارف والمهارات بالاستفادة من أفضل الممارسات التعليمية معززة بالتقنيات الرقمية المتقدمة، فضلاً عن رفع المستوى التعليمي، وترسيخ معايير قياسية للتعليم الرقمي بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات المحلية والإقليمية والدولية المعنية بمستقبل التعلّم الرقمي والمستمر، وصولاً إلى تعليم مليون طالب خلال السنوات الخمس المقبلة.
وتسعى "المدرسة الرقمية إلى تمكين الطلبة بخيارات التعلم الرقمي في المناطق النائية والنامية والأقاليم التي لا تتوافر فيها الظروف الملائمة أو المقومات التي يحتاجها الطلبة لمتابعة تعليمهم، كما توفر خياراً نوعياً معتمداً للتعليم عن بُعد، مستهدفة بالدرجة الأولى الفئات المجتمعية الأقل حظا تعليمياً واللاجئين والنازحين، عبر مواد ومناهج تعليمية عصرية تستفيد من التكنولوجيا الحديثة للتكيف مع الاحتياجات المختلفة والمستويات التعليمية المتباينة للطلبة.