فرصة مثالية
وأوضح مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر من مركز محمد بن راشد للفضاء، الدكتور حمد المرزوقي لـ«الرؤية» أن جميع الأنظمة ومكونات المستكشف، تعتمد على تكنولوجيا متطورة وحديثة، إذ تستخدم فيها مواد معقدة لتلبية متطلبات المشروع الدقيقة، مشيراً إلى أنه سيتم إرسال العديد من الأجهزة العلمية والكاميرات، على متن المستكشف إلى سطح القمر لأول مرة، وبالتالي ستكون فرصة مثالية لفهم الطبيعة الفيزيائية والجيولوجية لسطح القمر بطريقة لم تتم في المهمات السابقة، مؤكداً أن التصميم بكافة خصائصه، من حيث المبدأ والحجم وأنظمة الحركة، فريد من نوعه، حيث إنه لم يسبق أن شوهد مثله في مهمات استكشاف أسطح مختلف الأجرام السماوية في السابق.
موقع الهبوط
وأكد المرزوقي أن موقع الهبوط الرئيسي لمستكشف راشد هو Lacus Somnium «بحيرة الأحلام»، وهي منطقة على سطح القمر لم يتم استكشافها من قبل أي من بعثات استكشاف القمر السابقة.
وأضاف أنه وضماناً للسلامة والقيمة العلمية، تم اختيار الموقع جنباً إلى جنب مع 3 مواقع احتياطية، وبناء عليه سيوفر بيانات وصوراً ورؤى جديدة وذات قيمة عالية خلال مهمته، وسيقوم مستكشف القمر بجمع بيانات علمية متعلقة بأصل النظام الشمسي وكوكب الأرض والحياة، وسيكون الإطلاق قبل نهاية العام الحالي 2022.
وبيّن أن المهمة الأساسية للمشروع مدتها نهار قمري واحد، والتي تعادل 14 ويوماً ونصف يوم على سطح الأرض، لكن المهمة لها أهداف ثانوية تستهدف تمديدها إلى يوم قمري ثانٍ مع محاولة الحفاظ على الأجهزة في المستكشف بعد غروب الشمس، وهي عملية معقدة وفرص النجاح فيها تكاد تكون ضئيلة بالنظر إلى أداء المهمات السابقة خلال الليل القمري الصعب والتي تصل فيها درجات الحرارة إلى سالب 180 درجة مئوية.
وأضاف أن عملية تصميم وتصنيع المستكشف «راشد»، تمر بالعديد من المراحل والنماذج المختلفة حتى الوصول إلى النموذج النهائي، الذي سيتم إطلاقه إلى سطح القمر، واستغرقت العملية بأكملها سنتين تقريباً وهي مدة زمنية قياسية في مهمات الفضاء، مشيراً إلى أن الفريق يعكف حالياً على بناء وتصنيع واختبار النموذج النهائي.
مهام المستكشف
وعن المهام التي سيقوم بها المستكشف، أوضح أن مشروع الإماات لاستركشاف القمر يهدف إلى إجراء اختبارات لدراسة مختلف جوانب سطح القمر، بما في ذلك تربة القمر وتركيبتها ومكوناتها، والخصائص الحرارية للسطح كنطاق الحرارة وخصائص التوصيل، كما سيجري المستكشف سلسلة من القياسات والاختبارات التي ستغني فهم الإنسان لبلازما القمر، والإلكترونات الضوئية وجزيئات الغبار الموجودة فوق الجزء المضيء من سطح القمر. وسيتم أيضاً اختبار مجموعة من المواد ودراسة تفاعلها مع القمر.
وأضاف أنه وخلال فترة المشروع، سيلتقط المستكشف راشد صوراً متعددة ويرسلها إلى غرفة التحكم في دبي، حيث سيختبر مشروع الإمارات لاستكشاف القمر أيضاً تقنيات جديدة في علم المواد والروبوتات والتنقل والملاحة والاتصالات، المصممة خصيصاً للعمل في بيئة القمر القاسية.
وتابع أن القمر يعتبر منصة مثالية لاختبار تقنيات ومعدات جديدة يمكن استخدامها في مهمات استكشاف الفضاء المستقبلية، بما في ذلك المريخ، كما سيسمح الهبوط على القمر لأجهزة الاستشعار والتقنيات الأخرى التعرض لبيئة الفضاء لفترة طويلة.
كما سيختبر مستكشف راشد تقنيات استكشاف جديدة على القمر، ما سيساعد في اختبار قدرات دولة الإمارات العربية المتحدة قبل الشروع في مهام مأهولة إلى المريخ.
فريق إماراتي
وتابع أن الفريق الهندسي للمشروع إماراتي بالكامل، من مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء مع خبرات عملية متراكمة، من مشاريع سابقة للمركز، كما أن الدور النسائي في المشروع مهم كذلك، والعديد منهن يتحملن مسؤولية أنظمة أساسية في المشروع كنظام الحركة والاتصال والنظام الحراري للمستكشف.