الجمعة - 22 نوفمبر 2024
الجمعة - 22 نوفمبر 2024

محمد بن راشد.. 16 عاماً من الإنجازات وصناعة المستقبل

محمد بن راشد.. 16 عاماً من الإنجازات وصناعة المستقبل

يمثل الرابع من يناير محطة مفصلية في تاريخ إمارة دبي التي حققت إنجازات حضارية استثنائية يشار إليها بالبنان في ظل الرؤية الثاقبة لقائد ملهم حقق نقلة نوعية وإنجازات ضخمة على الأصعدة الثقافية والاقتصادية والتنموية والمجتمعية، وتمكَّن خلال 16 عاماً من أن يصنع من دبي أيقونة تتطلع إليها أنظار العالم أجمع، ويتأمل الملايين من كافة أقطار العالم تحقيق أحلامهم على أرضها.

تحمل الذكرى الـ16 لتولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مقاليد الحكم في الإمارة مشاعر الفخر والاعتزاز لمسيرته الاستثنائية التي وضعت إمارة دبي في موقع متميز على الخارطة العالمية، وإلى جانب دور سموه في دفع عجلة التنمية حرص كذلك على تشجيع الشباب الإماراتيين على المشاركة بفاعلية في المسيرة التنموية، من خلال تنمية قدراتهم، وصقل مهاراتهم، وجعل المؤسسات الحكومية حاضنات للإبداع الوطني.

مقاليد الحكم

تولى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مقاليد الحكم في إمارة دبي في الرابع من يناير 2006، وفي الخامس من يناير، اختار أعضاء المجلس الأعلى للدولة سموه نائباً لرئيس الدولة، وفي فبراير 2006، رشح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيساً لمجلس الوزراء، وأدى سموه وأعضاء وزارته اليمين الدستورية أمام صاحب السمو رئيس الدولة في 11 فبراير من العام ذاته.

وتمكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من إحداث نقلة نوعية في منظومة العمل الحكومي بالدولة، مرسّخاً نهجاً يقوم على دعم التجديد والتطوير والابتكار، وجعل المؤسسات الحكومية حاضنات للإبداع الوطني، ضمن مقاربة تقوم على الاستثمار في الفرد والفريق بالقدر ذاته من الاهتمام، والاستفادة من تنوع المهارات والقدرات والخبرات، وتوجيهها، بما يسهم في تحقيق تطور اقتصادي ومجتمعي وثقافي وإنساني شامل ومتكامل، على نحو يضمن أن تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة مكانة رائدة عربياً ودولياً في شتى المجالات التنموية.

البدايات

ولد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عام 1949، وهو الابن الثالث بين 4 أبناء للمغفور لـه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، هم: الشيخ مكتوم، والشيخ حمدان، والشيخ أحمد، وعاش الشيخ محمد طفولة سعيدة، وترعرع في كنف عائلة آل مكتوم، الحاكمة لإمارة دبي، في منزلهم الكائن في الشندغة، إذ أحاطه والداه وجده المغفور له الشيخ سعيد، حاكم دبي في ذلك الوقت، بكل الرعاية والحب.

اعتاد المغفور له الشيخ سعيد على عقد مجلسه اليومي على مقاعد خشبية قرب مدخل منزلهم في الشندغة، وأتاحت هذه الاجتماعات للشيخ محمد فرصة التعلم من خبرات جده الذي كانت تربطه معه علاقة قوية، حيث غالباً ما كان يشاهده جالساً بجانبه.

وفي سن مبكرة، تعلم الشيخ محمد فنون الصيد، ورياضة الصيد بالصقور. كما أخذ من والده أيضاً المهارات الأساسية للفروسية.

المسيرة التعليمية

وحين بلغ سموه الرابعة من العمر، أشرف والده على تلقينه مبادئ اللغة العربية، وتعاليم الدين الإسلامي. وبحلول عام 1955، التحق بالتعليم الرسمي في مدرسة الأحمدية، في منطقة ديرة، وتلقى تعليمه فيها.

وانتقل سموه في العاشرة من عمره إلى مدرسة الشعب، وبعدها بعامين انتقل إلى مدرسة دبي الثانوية. وفي نهاية العام الدراسي 1964-1965، اجتاز الامتحانات الرئيسية للمنهج المدرسي.

في 9 سبتمبر عام 1958، توفي جده الشيخ سعيد، وإثر ذلك أصبح المغفور له الشيخ راشد حاكماً لإمارة دبي، ومن أكتوبر 1958، بدأ الشيخ راشد بتجهيزات جدية لإعداد أبنائه بالمهارات اللازمة لتولي مسؤولية الحكومة في المستقبل.

وكان الشيخ راشد يؤمن بأن شخصية ولده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تصلح بشكل أمثل لإدارة المطالب الأمنية المتزايدة في الساحتين الخارجية والداخلية، وفي أغسطس 1966 سافر سموه إلى لندن للالتحاق بمدرسة بل للغات في كامبردج، واختلط سموه أثناء فترة الدراسة بمختلف الجنسيات والثقافات، ما أتاح له فرصة التعرف والاختلاط بثقافات متنوعة.

ولإعداده لدوره المستقبلي في حكومة دبي، التحق الشيخ محمد بكلية مونز العسكرية البريطانية في آلدرشوت، والتي هي الآن جزء من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، وتلقى أشدَّ التدريبات العسكرية في الجيش البريطاني، وتمت ترقيته إلى ملازم تحت الاختبار، ثم منح «سيف الشرف» لنيله أعلى درجة في تخصصه.

أبرز المحطات

عندما عاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لدبي في عام 1968، تقلد أول منصب عام حين عينه الشيخ راشد رئيساً لشرطة دبي والأمن العام، كما تم تعيينه وزيراً للدفاع، وأصبح بذلك وزير الدفاع الأصغر في العالم.

وفي يوم 18 أكتوبر 1968، في مخيم صحراوي، التقى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم إمارة أبوظبي مع المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي لبحث إمكانية تأسيس اتحاد بين إماراتي أبوظبي ودبي، رافق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والده إلى ذلك الاجتماع، وقال إنه لا يزال يتذكر الكلمات القليلة التي استهلت إنشاء دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971.

وتمكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي كان وقتها أصغر وزير للدفاع في العالم، خلال أقل من 12 شهراً، تدبر مسؤوليات خطيرة أسندت إليه داخلياً وخارجياً.

وفي 25 أغسطس عام 1977، أعلن المغفور له الشيخ راشد عن تشكيل لجنة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لإدارة مطار دبي. وبالتالي، ساهمت إدارة سموه في وضع إمارة دبي كمركز للطيران الدولي، والجذب السياحي، وفي هذا المجال تبنى سموه اتفاقية الأجواء أو السماوات المفتوحة، وأرسى القواعد الأساسية للقطاع السياحي الذي ازدهر بشكل لافت خلال التسعينات.

وفي عام 1985، تولى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مسؤولية المنطقة الحرة في جبل علي، وهي منطقة صناعية يعززها ميناء جبل علي، وكان لمجالس سموه نفس الوقع والتأثير والأهمية التي ميزت مجلس والده المغفور له الشيخ راشد.

أما في 7 أكتوبر 1990، توفي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وكانت تلك الفترة عصيبة جداً بالنسبة إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وإخوانه، وكان هناك حاجة ملحة لتشكيل استجابة رسمية تجاه الغزو العراقي للكويت.، فتصدرت القوات المسلحة في دولة الإمارات جهود التحالف لتحرير الكويت، وبعد أيام من انتهاء الحرب، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإرسال 250 طناً من المؤن والمساعدات الإغاثية، وأرسل الجيش الإماراتي الفرق الطبية إلى مدينة الكويت لتقديم الخدمات الصحية.

أهم الإنجازات

يعتبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رجلاً من الشعب وإلى الشعب، إذ يضع حب الإمارات ومصلحة شعبه وتقدمهم ومنحهم حياة كريمة في مقدمة أولوياته، وقد استطاع التحليق باسم دبي عالياً في شتى المجالات، ولا تقتصر إنجازات سموه على تلك التي تخدم الشعب الإماراتي والمقيمين في الدولة فقط، بل له وابلٌ من الإنجازات والمبادرات العربية والعالمية وخصوصاً تلك التي تدعم العلم والمعرفة وارتكزت على الإبداع والابتكار ودعم مهارات المستقبل للشباب الإماراتيين والتسامح والسلام وغيرها من الركائز التي حسنت من جودة ما تقدمه إمارة دبي للقاطنين داخل حدود الدولة وخارجها.

منظومة العمل الحكومي

منذ تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حكم إمارة دبي في عام 2006، أحدث تغييرات جوهرية في أساليب العمل الحكومي وتسارعت وتيرة الإنجازات وتعددت أوجه المبادرات، وباشر في تشكيل حكومة جديدة برئاسة سموه تضم نواب رئيس مجلس الوزراء، و21 وزيراً، واستحدث 6 وزارات جديدة، وكان إنجاز سموه ممثلاً في وضع الأهداف التي ارتقت بجودة الخدمات الحكومية، ومن أهمها تلك التي تضمن بناء القدرات والكفاءات الوطنية، وكانت أهم الأولويات تلبية احتياجات المواطنين والمقيمين في قطاعات الدولة الحيوية كالتعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والاقتصادية.

وقال سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية في تدوينة عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «16 عاماً منذ توليه مقاليد الحكم سخرها للعمل والإنجاز. في قلبه تعيش أسرته وجميع أهل الإمارات. في فكره رؤية سابقت عصرها أدهشت العالم وألهمت العقول.أسس أفضل حكومات العالم وبنى أجمل مدن الأرض وأوصل العرب إلى المريخ. وما زلنا في مسيرته نستلهم منه حب الصدارة وتحقيق المستحيل وإسعاد الناس».

قائد ملهم

وأكدت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، أن ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مقاليد الحكم في إمارة دبي، تمثل مناسبة عزيزة على قلوب كل الإماراتيين نحتفي فيها بقائد مُلهِم يسابق الزمن من أجل رفعة وطنه وتقدم شعبه، بسعيه الدؤوب نحو التميز والإبداع والتطور والاستدامة، لوضع دولة الإمارات ضمن المراكز الأولى عالمياً في مختلف المجالات.

وقالت سموها، بمناسبة ذكرى تولي سموه مقاليد الحكم في إمارة دبي: "كان لرؤية سموه المستقبلية وتوجيهاته السديدة أثر كبير في وصول دبي إلى محطات نوعية أسهمت في وضع الإمارة على خارطة التميز العالمي ضمن مختلف القطاعات، وتحقيق السعادة لكل من يعيش على أرض دبي أو يقصدها ضيفاً مُكرماً، من خلال خطط التنمية الاستراتيجية والاستدامة الشاملة ومتابعة جهود القائمين على تنفيذها بأعلى مقاييس الجودة، ترسيخاً لمكانة دبي بوصفها مركزاً عالمياً للمال والأعمال والتجارة والسياحة والخدمات، وصولاً إلى صدارة مؤشرات التنافسية في سباق الريادة العالمية".

وتابعت سموها: "يُشكل 4 يناير تاريخاً له صدى لمسيرة مضيئة تميزت بإنجازات في كل المجالات بقيادة مضت على خطى الآباء المؤسسين في دروب البناء والتقدم، مع استهداف تحقيق الأفضل لدولة الإمارات التي تسطر قصصاً جديدة للنجاح في كل الميادين، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبدعم من إخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حُكّام الإمارات».

صياغة المستقبل

وقال الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، في تغريدة على حسابه في «تويتر»: "ذكرى تولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مقاليد الحكم في إمارة دبي مناسبة للاحتفاء بمسيرة التميز والإبداع لقائد فذ وملهم نتعلم منه صناعة الأمل ونشر الإيجابية والإصرار على الإنجاز وصياغة المستقبل بطموح سقفه السماء، بو راشد يصنع الفرق بحكمته وإيمانه الراسخ بأن الإمارات تستحق الأفضل".

أهداف طموحة

فيما أكد الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، رئيس مجلس قيادات الشرطة على مستوى الدولة عبر حسابه في «تويتر»: "لم يكن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الرجل والقائد الفذ الذي تولى حكم دبي في الرابع من يناير قبل 16 عاماً.. ولكنه كان أحد أهم مؤسسي دولة الإمارات وراسمي رؤيتها ومحققي أهدافها الطموحة.. إنما الرابع من يناير هو التاريخ الذي أحدث فيه ثورة للإصلاح الإداري الحكومي على مستوى الدولة".

وأضاف: «عطاء الشيخ محمد بن راشد سبق توليه الحكم في إمارة دبي بسنوات.. فهو منذ توليه رئاسة الشرطة والأمن العام وهو في ميدان العمل الوطني بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني البذل والعطاء».