أكد المدير العام لوكالة أنباء الإمارات (وام) محمد جلال الريسي، أن دور الإعلام أساسي ومهم في الوصول إلى أهداف ومشاريع الخمسين عاماً المقبلة، موضحاً أن الإعلام هو الأداة التي توصل الرسالة للعالم، لافتاً إلى أن الشباب رأس المال الحقيقي للمستقبل، ونراهن عليهم ليكونوا أداة إعلامية إيجابية.
وأضاف في حواره مع «الرؤية»، أن العمل الإعلامي يحتاج إلى متخصصين بمجالات العلوم والتكنولوجيا والبيئة، ووكالة أنباء الإمارات تعمل مع مؤسسات أكاديمية لتدريب الطلبة سواء كانت تخصصاتهم مرتبطة بالإعلام أو مهتمين وشغوفين به، منوها بأن الإعلام لعب دوراً مهماً خلال جائحة كورونا وحقق تفاعلاً بين وسائل الإعلام ومؤسسات إدارة الأزمة.
وإلى نص الحوار:
توسعت وكالة الأنباء الإماراتية بنطاق خدماتها الإخبارية باللغات المختلفة لتصل إلى 19 لغة، ما أثر ذلك في تعزيز قدرة الإعلام الوطني على مواكبة سمعة الإمارات الرائدة عالمياً؟
ميزة وكالة الأنباء الإماراتية أنها مصدر أساسي لجميع وسائل الإعلام التي تتناول الشأن الإماراتي، ولدينا اليوم 19 لغة أصبحت مصدراً للأخبار للعالم الخارجي، فيما يزداد الاهتمام باللغات المختلفة، في «وام» أكثر اللغات تصفحاً هي العربية فالإنجليزية ثم الفرنسية، وهي ثالث وكالة في العالم من حيث عدد اللغات.
«وام» هي اختصار لوكالة أنباء الإمارات، من أول أبرز الحروف التي تحتويها، وهذا أمر متعارف عليه في وكالات الأنباء العربية منذ أن ظهرت، وبعد مرور 45 عاماً في الوكالة فإن وام أوwam بالإنجليزية أصبحت علامة معروفة ومميزة.
كيف اتجهت وكالة الأنباء الإماراتية للجمهور؟
في البداية كان هدف وكالة أنباء الإمارات في البداية هو خدمة وسائل الإعلام فحسب، لكن بعد التسعينات أصبحت هناك نقلة في وكالات الأنباء العالمية في التواصل مع الجمهور نفسه، مع ظهور المواقع الإلكترونية ثم وسائل التواصل الاجتماعي زاد التفاعل مع وكالات الأنباء حول العالم واستهدفت الجمهور أيضاً. نحن في تحدٍ مع الزمن والتكنولوجيا تتقدم، ويجب أن نفكر خارج الصندوق، لذا فإن وكالة أنباء الإمارات تسعى لتطوير الأدوات الإعلامية ونسعى للعالمية لنكون منصة لتطوير الإعلام على مستوى العالم، ووكالة أنباء الإمارات تستطيع أن تصل إلى كثير من دول العالم، من خلال طرحها لأخبار بلغات متعددة وبالتالي يستطيع أي صحفي في أي دولة في العالم أن ينشر خبراً عن الإمارات لتكون خدمة جاهزة للعالم أجمع.
في الحقيقة نحن ثالث أكبر وكالة على مستوى العالم من حيث عدد اللغات الدولية ونغطي لغات على مستوى العالم من الشرق إلى الغرب ودولة الإمارات يجب أن تكون في كل مكان، ولدينا هدف أن تكون هناك زيادة فعلية لعملنا ولذلك فإننا ننشر الأخبار الهامة لكل لغة، حيث إن هناك أخباراً مجتمعية باللغة العربية لا تهم القارئ العالمي.
عشرة مبادئ حددتها الإمارات للأعوام الخمسين المقبلة ترسم مسارها الاقتصادي والسياسي والتنموي، ما دور الإعلام كشريك رئيسي لدعم تلك المبادئ وتحقيق النتائج المطلوبة منها؟
الإعلام هو الأداة التي توصل الرسالة للعالم، ولاحظنا الاهتمام الإعلامي خلال الإعلان عن مشاريع الخمسين، مع تواجد المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات وجميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وهذا دليل أن الإعلام شريك أساسي في الوصول إلى الأهداف، واليوم نحن في عالم يعتمد على الإعلام بشكل كبير، بحيث إن قمت بأي مشروع ولم تروج له بشكل صحيح فإن الكثيرين لن يعرفوا عنه.
ارتبطت الخطة بالاقتصاد والسلام والتسامح والاهتمام بالتكنولوجيا والاهتمام بالإنسان والعلاقات الطيبة، وكذلك إعطاء المواطنين والمقيمين القدرة على الإنجاز والتسهيلات اللازمة، في إتمام المشاريع المختلفة، والإعلام شريك أساسي لإيصال المعلومة الصحيحة والبيانات الواضحة للجميع.
وأعتقد أن ذلك سيعتمد على دورنا كإعلاميين في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث إن المسؤولية على الجميع في إيصال الصورة الحقيقية للدولة.
في تصريح سابق أكدتم أن الإعلام الجديد يرتكز على الشباب، برأيكم، هل يوظف الشباب منصات التواصل الاجتماعي بالشكل المطلوب من حيث المحتوى؟
الشباب هم رأس المال الحقيقي للمستقبل، ونعول عليهم ليكونوا أداة إعلامية إيجابية، وكل ما يحتاجونه هو التوجيه للطريق الأفضل من خلال ورش العمل والتواجد في أنشطة مختلفة.
نلاحظ رغبة الشباب في الإعلام الاجتماعي في التواجد في المناسبات والتغطيات، واعتقد أنه من الواجب فتح المجال لهم ليتعلموا أساسيات العمل الإعلامي وأخلاقياته.
وكيف يمكن تعزيز معرفة الشباب بكيفية استخدام الإعلام الجديد بشكل إيجابي ومؤثر؟
اعتقد ان هذا دور مشترك، ابتداء من الفرد نفسه، ويجب أن يجهز نفسه بالأدوات السليمة والمعلومات الكافية، وهو دور الجامعات ومراكز التدريب وكذلك وسائل الإعلام في مساعدة الشباب بتزويدهم بأخلاقيات العمل وإعطائهم الفرصة المناسبة.
هناك اعتقاد سائد بأنه يمكن لأي شخص أن يكون «إعلامياً» من منصته.. برأيكم، ما الفرق بين «الإعلامي» ومن يظهر على منصة تواصل اجتماعي؟
هناك نوعين من الإعلاميين اليوم، الأول هم الخريجون في الجامعات بتخصص إعلام، لكن في المقابل يوجد إعلاميون لم يدرسوا الإعلام قد يفوقون عدداً النوع الأول ويحتاجون الالتفات، نعم الإعلام يحتاج إلى شهادة لصقل المهارات لكنه يعتمد أيضاً على الشغف والهواية.
تطالب أصوات من طلبة الجامعات بدورات تدريبية تؤهلهم للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وتثقيفهم إعلامياً وقانونياً.. ما رأيكم؟
في وكالة أنباء الإمارات نعمل مع كثير من المؤسسات الأكاديمية لتدريب الطلبة سواء كانت تخصصاتهم مرتبطة بالإعلام أو كانوا مهتمين وشغوفين بهذا التخصص، ونؤمن بأن لدينا دوراً إيجابياً في بناء جيل جديد في الإعلام، حيث إنه يحتاج إلى قيادات ووجوه جديدة، ونقوم بدورنا كمؤسسة إعلامية دولية في تطوير الأشخاص الذين يرغبون في ذلك.
منذ سنوات وأبوابنا مفتوحة لتدريب طلبتنا بشكل مستمر سواء في الجامعات الحكومية أو الخاصة، وهناك تنسيق بين إدارة الموارد البشرية في الوكالة وبين تلك الجمعات لتوفير الجوانب التي يحتاجونها في التدريب، ونسعى لإدخالهم بكافة الجوانب في الوكالة سواء كان الميدان أو الديسك أو السوشيال ميديا، وأرى متدربين لديهم فرصة كبيرة للتواجد في مؤسسات إعلامية مهمة.
تتصدر الإمارات على خارطة العمل الإنساني عالمياً عبر مبادراتها واستجابتها السريعة.. هل توجد خطة لتأهيل كوادر إعلامية بهذا المجال؟
هناك مجموعة من الإعلاميين غطت المشاريع الإنسانية من خلال هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الذي دعم بشكل كبير الإعلام بشقيه الحديث والتقليدي، في المقابل يجب أن يكون هناك اجتهاد للتركيز على العمل الإنساني، لأنه يبني جوانب تدعم رسالة الإعلامي الحقيقة ودوره المجتمعي، من حيث أن الإمارات من أكثر الدول التي تقدم المساعدات للعالم، من دون أن تفرق بين عرق وجنس ودين وهذا ما يميزها بالفعل.
وهل هذا يعني مزيداً من التخصص في الإعلام؟
أعتقد أن التخصص في الإعلام مهم جداً، ويجب أن يكون هناك متخصصون في الصحافة العلمية التكنولوجية والاقتصاد والبيئة، وتوجهات دولة الإمارات اقتصادية وبيئية، وفيها جوانب تتطلب منا كصحفيين أن نكون متمرسين في تلك الجوانب حتى نستطيع صياغة مادة بأسلوب ميسر وسهل.
استطاع الإعلام الإماراتي أن يشكل ذراعاً قوية لمواجهة أزمة كورونا.. كيف استفادت المنظومة الإعلامية بالدولة من هذه الجائحة؟
ساهم الإعلام بشكل كبير في أيصال الوعي للجمهور ولم تكن المعلومات محصورة بلغة معينة أو جمهور محدد بل وصلت إلى الجميع بلغات مختلفة، واستفدنا من خلال اللغات المتوافرة في وكالة أنباء الامارات في إيصال الكثير من المعلومات إلى الناس، بل وقامت مؤسسات وطنية بطباعة صحف بلغات مختلفة لتوزيعها على المجمعات العمالية لإيصال الرسالة في ذلك الوقت الحرج.
لقد كان للإعلام دور مهم جداً وحقق تفاعلاً بين وسائل الاعلام والمؤسسات القائمة على إدارة الازمة، وتخرجت مجموعة من الكفاءات والمتحدثين الذين نفتخر بهم، حيث أسست الجائحة لإعلام أكثر قوة وأصبحنا قادرين على مواجهة أي أزمة بطريقة أفضل وأدوات أكبر واستطعنا بناء فريق قوي.
جائحة كورونا كانت سلبية على كل العالم، لكن الإعلام استطاع أن يوثق علاقته بالمؤسسات المختلفة التي تعمل بمجال إيصال الرسالة والوعي، ولجأ الناس إلى الإعلام الرسمي والمرخص خلال الجائحة، كالوكالات والصحف المعروفة.
تشكل وسائل التواصل الاجتماعي نقلة نوعية في عالم الإعلام الرقمي، هل ساعد ذلك الإعلام أم عقّد المهمة بظهور أشخاص يتحدثون خارج اختصاصاتهم؟
الاعلام اليوم مفتوح وسهل وميسر ويمكن لأي شخص توضيح رسالته، وأصبحت المادة مباشرة وتستطيع أن «تفلتر» ما تريد أن تتابعه، وهذا تحدٍّ يمكن أن يتحول إلى فرص من ناحية زيادة الوعي لدى الجمهور بشكل إيجابي، لكن في المقابل هناك تشريعات وقوانين وأنظمة إعلام تنظم العملية.
ارتباطك بوكالة أنباء الإمارات قصة ملهمة لجيل الشباب.. حدثنا عنها؟
في بداية التسعينات حين بدأت التخصص زرت وكالة أنباء الامارات وكان لي خبر حول الزيارة في صحيفة الاتحاد، واستمر ارتباطي بالوكالة، حيث كان أول بحث كتبته في جامعة الإمارات عن «وام»، والحقيقة أنه كان حلماً أن أنضم إلى هذه المؤسسة العريقة.
ما هي رسالتك للشباب؟
أوجه الرسالة لأبنائنا في المدارس بأن يهتموا بالإعلام، فنحن نحتاج إلى إعلاميين في الميدان ونحتاج إلى مزيد من الشباب ليعملوا في الصحافة لا سيما الجديدة منها، إضافة إلى كونهم قيادات إعلامية مستقبلية لإكمال المسيرة فهم ثروة المستقبل، وهم أساس للمبادرات والمبادئ التي تطلقها دولة الإمارات، وأتمنى أن أرى شبابنا في تلك المناصب في القريب العاجل لإيصال رسالة دولة الإمارات إلى العالم.