الاثنين - 25 نوفمبر 2024
الاثنين - 25 نوفمبر 2024

التوازن بين البيت والعمل.. تحدٍّ للمرأة أم مشاركة؟

التوازن بين البيت والعمل.. تحدٍّ للمرأة أم مشاركة؟

أرشيفية.

أكدت إماراتيات أن تمكن المرأة من تحقيق التوازن بين دورها المهني في العمل من ناحية، ودورها الأسري تجاه عائلتها من ناحية أخرى، جاء نتيجة تميزها بصفات التحدي الذي يعتبر أحد سمات قوة شخصيتها، ومن طبيعتها الفسيولوجية التي منحتها صفات مهمة أبرزها الصبر والإصرار على النجاح، فيما عزت أخريات أن قدرة المرأة على إمساك العصا من الوسط، وتحقيق المعادلة الصعبة إلى وصولها لمستوى عالٍ من الوعي والإحساس بالمسؤولية الوطنية، وبضرورة مشاركتها في الميادين المختلفة مع الرجل مع الاحتفاظ بهويتها الأنثوية، وامتلاكها أدوات تنظيم الوقت والأولويات.

عاطفة إنسانية

قالت جمانة النقبي أن المرأة الإماراتية تمكنت من تحقيق التوازن بين عملها في المجال المهني من جهة وواجباتها الأسرية من جهة أخرى، كونها تتميز بطبيعة فسيولوجية منحتها صفات مهمة أبرزها الصبر والإصرار على النجاح، كما أن العاطفة الإنسانية العميقة التي جعلها الله سبحانه وتعالى من الصفات الرئيسية في المرأة أهلتها لأن تمسك العصا من الوسط، وتتمكن من توزيع وقتها واهتمامها على أبنائها وأسرتها، وفي ذات الوقت استمرارها في تحقيق الذات ومواصلة المشوار الدراسي والمهني، وتبوّؤ أعلى المناصب القيادية بالدولة لامتلاكها روح التحدي، من منطلق إيمانها بأنّ التحدي هو سرّ النجاح والتطور للوصول إلى الحياة المُثلى، ومن واقع أن الحكومة الرشيدة منحت المرأة كل أدوات التمكين التي تعزز دورها على كافة الأصعدة، سواء الاجتماعية أو القيادية.

وأضافت «إيماناً من المرأة الإماراتية بأنها شريك أساسي وفاعل في مسيرة البناء الوطني، عزز ثقتها بنفسها وذلل أمامها كافة الصعوبات، كما غرس لديها الرغبة في السعي الحثيث لمواجهة التحديات، وتالياً أوصلها للاتزان الداخلي والقدرة على التنسيق بين أدوارها في بيتها وعملها».



أجندة مدروسة

من ناحيتها أشارت رباب يوسف: أثبتت المرأة أنها ربة بيت وأم ناجحة وكذلك موظفة متميزة، فالواقع يشهد الكثير من النماذج النسائية اللاتي حققن نجاحاً استثنائياً في مجال العمل عبر التميز وتحقيق الريادة، سواء في الوظيفة أو في إدارة المشاريع التجارية الخاصة، وفي ذات الوقت كانت لهن بصمة واضحة ودور كبير في إدارة شؤون المنزل وتربية الأبناء وتعليمهم وتأدية الحقوق والواجبات الزوجية على أكمل وجه، لافتة إلى أن قوة شخصية المرأة وإصرارها على تحقيق النجاح جعلها تتفوق على كافة العقبات والتحديات التي تعترض مسيرة تميزها، ومكنّها من تحقيق بيئة متوازنة في المنزل والعمل، عبر تنظيم الوقت والألويات، وتخصيص أجندة مدروسة لتنفيذ جدول الأعمال اليومية، بالإضافة إلى التحلي بالصبر وسعة الصدر والحكمة للتصرف في المواقف الطارئة.

وذكرت أن الدعم المقدم للمرأة من قبل أسرتها وزوجها ومجتمعها، وأيضاً التسهيلات التي تحظى بها من جهة عملها أهّلتها لأن تدرك أهمية توظيف التحدي في تحقق النجاح على الصعيدين الوظيفي والعائلي.



تطويع الظروف

فيما لفتت زينب البلوشي إلى أن التحدي من صفات المرأة ذات الشخصية القوية، كونه يجعلها قادرة على تطويع الظروف لمصلحتها، ومتمكنة من تحقيق أهدافها ومن الوصول لمرحلة التوازن بين الجانبين النفسي والواقعي وأيضاً المهني والأسري، موضحة أن الثورة الصناعية والتطور الحضاري الذي شهدته دولة الإمارات على كافة الأصعدة مع بداية قيام الاتحاد عزز الدور الريادي والتنموي للمرأة وجعلها قادرة على تحمل المسؤولية، وتالياً مواجهة التحديات والتغلب عليها، ما انعكس بشكل إيجابي على واقع حياتها، وجعلها متمكنة من دورها كأم وزوجة وربة بيت ومن دورها كموظفة وإدارية، فأصبحت تمثل الإمارات في جميع المحافل العالمية والإقليمية، وفي ذات الوقت مؤهلة لإدارة أسرة مستقرة وصناعة جيل واعٍ ومتعلم وقادر على تحقيق طموحاته وإدارة شؤون حياته بجدارة وحرفية.

وقالت «أثبتت المرأة الإماراتية خلال العقود الماضية حضورها الفعّال والمؤثّر في جميع المجالات التنموية، إذ حققت إنجازات تُسجّل لها بأحرف من نور نتيجة إرادتها القوية، وإصرارها على النجاح، حتى صارت قدوة في العطاء، دون إغفالها لدورها الأسري».

مسيرة الإنجاز

في المقابل رأت سارة الزارعي أن قدرة المرأة على تحقيق التوازن بين بيتها وعملها هو مشاركة يتطلبها منها واجبها الأسري والوطني، وتفرضها عليها حقوقها التي تسعى إلى إتمامها على الوجه الأمثل، موضحة أن هذا التوازن أكسبها مهارة التنسيق بين متطلباتها النفسية والاجتماعية، إلى جانب متطلبات الأطفال والزوج والأسرة والأصدقاء، وفي المقابل كيفية خلق توازن في عملها، وطريقة الفصل بين مشاكل البيت وضغوط الوظيفة وعدم تغليب جانب على آخر، مشيرة إلى أهمية أن تمتلك المرأة المهارة على إنهاء العمل في وقته المحدد، وعدم تجاوز ساعات العمل، حتى لا ينعكس الأمر سلباً على متطلبات الأسرة.

وأوضحت أن نمط التربية السائد في البيوت الإماراتية جعل المرأة تعي بأهمية دورها في المشاركة بجميع الميادين المهنية والتطوعية والمجتمعية دون أن تغفل عن دورها تجاه أسرتها، لافتة إلى وجود عدد كبير من الكوادر النسائية اللاتي حققن نجاحاً بارزاً في الميدان المهني وتبوأن مناصب قيادية وبرلمانية ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستوى الإقليمي ولم يكن الدافع الرئيسي وراء اقتحامهن هذه المجالات هو الاستقلال المادي، بقدر ما هي رغبة في المشاركة بمسيرة النهوض والإنجاز.



تغييرات مستجدة

بينما أكدت آمنة الحمادي أن التوازن بين الواجبات الأسرية ومهام العمل جعل المرأة الإماراتية متمكنة من المساواة بين كفتيه هو نتيجة مستوى عالٍ من الوعي والإحساس بالمسؤولية الوطنية، وبضرورة مشاركتها في الميادين المختلفة مع الرجل مع الاحتفاظ بهويتها الأنثوية، كما أن سقف التمكين العالي الذي منحته الحكومة للمرأة شجعها على تنويع مشاركاتها وتسخير كافة طاقاتها لخدمة مجتمعها ودولتها، عبر تكامل الأدوار بينها والرجل، ما أسهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواكبة التغيرات المستجدة، وتعزيز تماسك الأسرة، وبناء جيل ومجتمع متلاحم ومزدهر.

ولفتت إلى توافر جملة من المحفزات جعلت المرأة تسعى جاهدة لأن تترك لها بصمة واضحة في مسيرة البناء أهمها قدرتها على مواجهة التحديات والظواهر الاجتماعية المستجدة على المجتمع الإماراتي، وكذلك سعيها لترسيخ القيم التي تُؤصل للهوية الوطنية والمبنية على لغة التسامح والحوار لدى المرأة، إضافة إلى توافر مقومات الحياة الكريمة والرفاه الاجتماعي بأسس عالية الجودة للمرأة.



تقدير الذات

بينما أشارت روضة الهاملي إلى أن تحقيق المعادلة الصعبة في حياة المرأة وهو الوصول لمرحلة التوازن بين تأدية واجباتها العائلية في البيت ومهامها في الوظيفة والعمل هو أمر نسبي يعتمد بالدرجة الأولى على مدى التصالح الداخلي والسلام النفسي الذي تعيشه مع نفسها، ولن يتحقق ذلك إلا بتقدير الذات وشعور المرأة بأن لها دوراً فاعلاً في الحياة عموماً عبر تواجدها بجميع الميادين الريادية والمجتمعية والقيادية، مضيفة: هذه المبادئ استخلصتها من واقع تجربتي الواقعية التي تمكنت خلالها من الوصول لأعلى سقف من الطموحات في مجال الدراسة والعمل والحصول على شهادة الدكتوراة، ومن أداء مهامي كأم وزوجة وربة بيت على أكمل وجه.

وتابعت «الأمر كان واضحاً منذ البداية أمامي، وبسيطاً جداً، كل ما قمت به هو تخصيص وقت للعمل، وآخر للمنزل والأبناء، فمسؤوليتي تجاه أبنائي تبدأ وقت عودتي من العمل، إذ أطوي صفحة العمل، لأفتح صفحة الأسرة، أما الطموح فهو يجمع بين الاثنين».