ووفق استطلاع أجرته «الرؤية» ضمت عيّنته 62 طالباً وطالبة من «الأوائل» بنتيجة الصف الـ12، أفاد 37.1% منهم برغبتهم في الالتحاق بكلية الطب وتخصصات علم الجينات والهندسة الوراثية، و32.2% هندسة وبرمجيات.
وبلغت نسبة الطلبة الراغبين في التخصص بعلوم الفضاء والذكاء الاصطناعي 22.6% من العينة، ما يمثل مجموعه 91.9%، فيما توزعت النسبة المتبقية من العينة (8.1%) على رغبات تتعلق بمجالات إدارة الأعمال والاقتصاد والقانون والترجمة وغيرها.
تمثّلت مشاركة الطلبة المواطنين، في استطلاع الأوائل بـ26 طالباً وطالبة، بمعدل 41.9% من أفراد عينة الاستطلاع، وتنوعت رغبات المشاركين بين 38.5% يفضلون دراسة الطب وعلم الجينات والأشعة والهندسة الوراثية، و26.9% ينحازون إلى مجال الهندسة والبرمجيات، ومثلهم حددوا رغباتهم الأساسية بدراسة الفضاء والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، بينما توزعت النسبة المتبقية (7.7%) على رغبات متنوعة بين إدارة الأعمال وتخصص الطفولة المبكرة والعلاقات الدولية.
وأرجع الطلبة اتجاه رغباتهم إلى مجالي الطب والهندسة «كليات القمة بحسب وصفهم»، باعتبارهما من التخصصات التي تلقى اهتماماً كبيراً من الدولة، حيث تعمل على دعم ورعاية الدراسة بالمجالات الحديثة والجهود التطويرية في تطبيقاتها العملية، فضلاً عن تبنّي الجهات المعنية في الدولة للأفكار الإبداعية والعقول النابغة بما يصب في مستقبل التنمية.
ولفتوا إلى الدور الذي أداه العاملون بخط الدفاع الأول من أبناء المجالات الطبية والهندسية في إطار جهود التصدي لجائحة كورونا «كوفيد-19»، ما حدا بقيادة الإمارات بإجازة منح الجنسية الإماراتية للعلماء وأصحاب المواهب والمخترعين، تقديراً وتكريما للعلم وتشجيعاً للموهوبين للمضي في تحقيق منجزات علمية تخدم المجتمع البشري.
بسياق آخر، أكد الطلاب والطالبات الراغبين في الالتحاق بتخصصات الفضاء، أن ذلك نابع من اهتمام الدولة ورؤية ودعم القيادة الحكيمة للدخول إلى التخصص في مجالات الفضاء والفلك، وتجاوز التحديات التي تواجه التميز بتلك الدراسات وتحقيق المكتسبات العلمية بها.
وأوضحوا أن التجربة الإماراتية في خوض تجربة الفضاء، أثبتت نجاحاً ممتازاً قامت به سواعد إماراتية مدفوعة بالطموح والإصرار والعزيمة، هذه التجربة تمثلت في مشروع «مسبار الأمل» الذي وصل إلى كوكب المريخ بنجاح، وما زال يواصل نجاحات مهمته المريخية، علاوة على الأقمار الصناعية الإماراتية والمشروعات العلمية الأخرى التي تنشئها وتقوم بها عقول وكوادر إماراتية شابة.
ولفت الطلبة إلى إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، لبرنامج نوابغ الفضاء العرب، وهو البرنامج العلمي التدريبي المكثف الأول من نوعه عربياً، واعتبروا مثل هذه الخطوات والإنجازات محفزات قوية لاختيار علوم الفضاء للدراسة الجامعية ثم التخصص المهني بالمستقبل، طامحين في تحقيق استدامة علوم الفضاء بالإمارات، عبر مشروعات تتخذ من «مسبار الأمل» نقطة انطلاقة إلى مزيد من الريادة بعلوم الفضاء واكتشافاته.
أما مجال الذكاء الاصطناعي فكان ذا نصيب كبير من توجه الطلبة في الاستفتاء، معلّلين اختيارهم هذا المجال بأن الثورة التقنية والنقلة التكنولوجية التي حدثت في الإمارات اعتماداً على الذكاء الاصطناعي بكافة مناحي الحياة، جعلت منها هدفاً قوياً للدراسة، كما وضعت الدولة في مكانة مرموقة عالمياً وفي تصنيف متقدم دائماً.
وأفادوا بأن العلوم التقليدية لم تعد ذات أهمية مثل الذكاء الاصطناعي، حيث تمتلك الإمارات أساسيات وبنية تحتية تكنولوجية مشجعة وجاذبة لهذه التخصصات والتميز فيها، باعتبارها حديثة وعصرية، حسب وصفهم.
وأشاد الطلبة، المشاركون بالاستطلاع، بقرار حكومة الإمارات منح أوائل الثانوية العامة وأسرهم الإقامة الذهبية «10 سنوات»، مؤكدين أنه ينم عن احترام العلم والتفوق، ما يزيد تمسّك صاحب كل موهبة أو فكرة بحلمه وعبور كافة العقبات لتحقيقه على أرض الدولة الطيبة المتميزة راعية التفوق والتميز، جازمين بأنه قرار لا ينفصل عمّا سبقه والذي يمنح الإقامة الذهبية لأصحاب التخصصات المهمة كالعلوم الطبية والهندسية والمثقفين وغيرهم، معتبرين أن هذه خطوة لخلق مناخ جاذب لاكتشاف المواهب وتحقيق المنجزات التي تليق بالإمارات.