وحمل هذا الحفل رمزية خاصة حيث كان من المقرر عقده في شهر أبريل الفائت، والكلمة الرئيسية فيه التي ألقاها وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء المؤسسة حسين إبراهيم الحمادي تضمنت الكلمة التي أعّدها المغفور له الشيخ حمدان لإلقائها في هذا الحفل، ما يعكس الاهتمام الكبير الذي كان يوليه الشيخ حمدان بتعزيز قطاع التعليم ونشر ثقافة التميز والموهبة والابتكار وتهيئة مناخ فكري نموذجي لطلبة العلم وأصحاب المواهب.
وتخلّل الحفل فيديو ومعرض صور لفقيد الوطن المغفور له بإذن الله الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، عرض أهم إنجازاته وجهوده الوطنية والعالمية التي أصبحت منارة تضيء مسيرة الأجيال وترشدهم إلى مسالك العلم والمعرفة والابتكار.
وأبرز الفيديو مآثر الشيخ حمدان كمصدر إلهام للأجيال، وقائد ومعلم لم يدخر جهداً في سبيل رفعة الوطن منذ قيام الاتحاد، قائماً بدوره الوطني تجاه كل أفراد المجتمع من خلال دعم الحركة العلمية والثقافية طيلة حياته، إلى أن ووري الثرى، ليبقى حياً في قلوب ووجدان كل أبناء الوطن.
وقال حسين إبراهيم الحمادي: «إنه من دواعي الفخر أن أتواجد معكم في هذا الحفل الذي نحتفي فيه بالفائزين في الدورة الثالثة والعشرين بجوائز التميز من مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، وقد غيّب القدر رئيسها الأعلى راعي التميز التعليمي الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم - طيّب الله ثراه - وأثابه الفردوس الأعلى. وقد كان رحمه الله قد أعد كلمةً لإلقائها عليكم في هذه المناسبة، وهو الذي حرص على مدى 22 عاماً على رعاية وحضور هذا الحفل السنوي والالتقاء بكم ومنحكم الجائزة بيديه الكريمتين، ولطالما عبّر في هذه اللحظات عن سعادته الغامرة وهو يرى فيكم فرحة الغانمين ونشوة المتفوقين والجيل الرائد في المستقبل المشرق للوطن والأمة والبشرية».
وقال الحمادي: «استجابةً لإرادته الأخيرة - رحمه الله - فإنني وفي غمرةٍ من مشاعر الأسى بفقدان رجلٍ جليلِ وهب نفسه لخدمة الوطن والإنسانية والتعليم، والاعتزاز بسيرته الناصعة وأعماله الخيّرة، أحمل هذه الأمانة لإلقاء كلمة الراحل الكبير إليكم والتي جاء نصها الكلمات التالية»:
«يطيب لي في ختام الدورة الثالثة والعشرين من جوائز المؤسسة أن أُعبّر عن سعادتي الكبيرة، وقد وجدت فيكم هذا التصميم على المشاركة والفوز، لقد أوفيتم بالوعد وحققتم التميز في الأداء التعليمي، بالرغم من المتغيرات والمصاعب التي نجمت عن جائحة كوفيد-19 إلا أن ذلك لم ينل من عزمكم وإصراركم على مواصلة الاعتناء بأهدافكم وبلوغ مقاصد العُلا والرقي في التعليم.
إن الثقة بمخزون التميز لديكم وقدرتكم على إزالة عوائق النجاح، هي السمة التي تنفرد بها المؤسسة، إلى جانب الفهم المشترك مع الشركاء الاستراتيجيين، والسعي معاً إلى الوفاء بمسؤوليتنا تجاه التعليم، لذلك كان خيارنا استهداف التميز التعليمي ورعاية الموهوبين والمبتكرين واجباً للإسهام في تحقيق التفاعل بين الفكر التعليمي وغايات التنمية البشرية.
وبفضل الله تعالى واظبنا على تقديم الأفضل للمجتمع التربوي محلياً وإقليمياً ودولياً، وها نحن نحتفل اليوم بختام الدورة الثالثة والعشرين بمحصلةٍ فاقت التوقعات من نسبٍ في المشاركات والفوز والاستفادة من خدمات المؤسسة، وإننا لنؤكد تجاوزنا أبجديات التميز التعليمي إلى المساهمة الحقيقية في ترسيخ الجودة والتميز في أسلوب التعليم وتطويعه للابتكار والإبداع. ونبارك لكم هذا الفوز وهذا التميز.»
واحة تكريمية للمتميزين
ومن جهته، قال نائب رئيس مجلس الأمناء الأمين العام للمؤسسة الدكتور جمال المهيري: «انطلاقاً من كونها واحة تكريمية للمتميزين والمبتكرين والمبدعين في العملية التعليمية والتربوية، يعتبر هذا الحفل الذي نقوم به كل عام تتويجاً لجهود مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز التي تسعى دوماً إلى تحسين جودة التعليم في المنطقة والعالم، تحقيقاً لرؤية المغفور له بإذن الله الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم – طيب الله ثراه – في الاستثمار في الكوادر البشرية من أجل خلق أجيال جديدة تتسلح بالعلم والمعرفة. ونفتخر اليوم بأننا نجني ثمار 23 عاماً من العمل والجد متسلحين برؤية المغفور له الشيخ حمدان بن راشد الذي علّمنا بأن لا سبيل لرفعة الأمم من دون الاستثمار بجودة التعليم، الأمر الذي تسعى جائزة مؤسسة حمدان إلى تحقيقه منذ إطلاقها في العام 1998».
وأضاف الدكتور المهيري: «نعاهد المغفور له الشيخ حمدان بأننا سنواصل العمل بكفاءة وفعالية للوصول إلى أفضل المستويات والارتقاء بمنظومة التعليم الأساسي والجامعي في الإمارات والمنطقة والعالم، ليظل اسمه خالداً كمنارة لأهل العلم والمعرفة في العالم. كما نحث كافة الطلاب والقائمين على المنظومات العلمية والتربوية على المشاركة في منافسات جائزة مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز في دورتها الرابعة والعشرين لنشر ثقافة التميز والمعرفة والابتكار في الميدان التعليمي بمختلف فئاته».
وأضاف المهيري: «عملت هذه الجائزة على مر أكثر من عقدين من الزمن على تعزيز روح التنافس في الميدان التربوي بين مختلف الفئات على مستوى دولة الإمارات ومنطقة الخليج والوطن العربي، وهو ما يعكس مكانتها الريادية في تكريم الناجحين والمتميزين وحثهم على المزيد من التألق تحقيقاً لرؤية المؤسسة بالريادة في قيادة تميز الأداء التعليمي ورعاية الموهوبين. ونتأمل أن يكونوا فائزي الدورة 23 من الجائزة على قدر الثقة المعطاة لهم وأن تلعب الجائزة دوراً محورياً في تشكيل مسارات ونقاط تحول مسيرتهم في التميز وتشجعهم على مواصلة التفوق في مراحل مستقبلية من حياتهم ليكونوا دوماً في المراكز المتصدرة».
وأضاف الدكتور المهيري: «لقد تطورت جائزة المؤسسة بشكل واسع في السنوات الأخيرة حيث تم استحداث فئات جديدة، وتوسع نطاقها الجغرافي لتنطلق من المحلية إلى العالم العربي لتغدو من الجوائز المرموقة والهامة التي تعنى بتشجيع المواهب الطلابية على الابتكار وحث كافة القائمين على العملية التربوية والتعليمية على انتهاج أفضل الممارسات».
79 فائزاً محلياً
وبلغ إجمالي عدد الفائزين في هذه الدورة 98 فائزاً، منهم 79 فائزاً على المستوى المحلي، بواقع 64 من أصل 224 مرشحاً في فئة الطالب المتميز، ومدرسة فائزة من أصل 5 مدارس ترشحت في فئة المدرسة المتميزة، و4 فائزين من أصل 20 مرشحاً في فئة المعلم المتميز، و8 فائزين من أصل 35 مرشحاً في فئة التربوي المتميز، وفائزين اثنين من أصل 7 مرشحين في فئة المؤسسات الداعمة وهما شرطة أبوظبي عن مبادرة «الإسعاف المجتمعي» وبلدية دبي عن مبادرة «برنامج فعاليات المسؤولية المجتمعية في مجال الاستدامة البيئية للقطاع التعليمي».
وبلغ عدد الفائزين في جوائز المؤسسة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي 16 فائزاً بنسبة زيادة بلغت 4% بواقع 8 طلاب من أصل 31 مرشحاً في فئة الطالب المتميز، و3 معلمين من أصل 28 معلماً في فئة المعلم المتميز، و5 مدارس من أصل 23 مدرسة ترشحت في فئة المدرسة المتميزة.
وبالنسبة لجائزة البحث التربوي المتميز على مستوى الوطن العربي، فقد بلغ عدد الفائزين 3 بحوث ـ اثنان من جمهورية مصر العربية والثالث من المملكة العربية السعودية من أصل 135 مرشحاً من 13 دولة عربية.
وفي ختام الحفل، أعرب الفائزون عن امتنانهم للشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم (طيّب الله ثراه) لدعمه اللامحدود للتميز التعليمي ورعاية الموهوبين والمبتكرين وكذلك مبادراته القيّمة لتطوير التعليم على المستوى المحلي الإقليمي والدولي وعاهدوه على إكمال المسيرة التي بدأها واستمداد القوة والعزم من إرادته الفذة في خدمة التعليم في دولة الإمارات والمنطقة العربية والعالم أجمع.