وحضر الاجتماع أعضاء المفوضية الدولية للتسامح في الألعاب الإلكترونية التي تضم رئيس الاتحاد العالمي للشطرنج الدكتور أركادي دفوركوفيتش، ورئيس قطاع يوجوف العالمي للرياضات الإلكترونية والألعاب نيكول بايك، وكبير مسؤولي التطوير - مركز الرئيس كارتر كيرتيس كوهلاس، ورئيس الاتحاد الآسيوي للرياضات الإلكترونية كينيث فوك، والمدير التنفيذي للأولمبياد الخاص للمملكة العربية السعودية الدكتورة هايدي علاء الدين العسكري، والمفوض الرياضي بوزارة الشباب والرياضة في ماليزيا الدكتور وردتي محمد راضي، وتوم وتسون الذي كان أول وزير للتحول الرقمي في بريطانيا.
وركز الاجتماع على بحث الخطط المستقبلية لتعزيز التسامح في فعاليات وبطولات الألعاب الإلكترونية الدولية، وكيفية تفعيلها لكي تصل المفوضية بثقافة وقيم التسامح إلى كافة اللاعبين والمتابعين والإداريين للألعاب الإلكترونية حول العالم.
وركز الاجتماع على عدة محاور رئيسية أهمها دور المفوضية في إنشاء وتفعيل القواعد الرئيسية للتسامح في الأنشطة والبطولات وهو ما يعرف بالسياسة والحوكمة، ووضع الأسس للبحث والتحليلات والمقاييس، ودعم قيم الابتكار والاستدامة، وتفعيل الشراكات، وتعزيز التنوع والشمول والاندماج.
وانطلق الاجتماع بترحيب الشيخ نهيان بن مبارك رئيس المفوضية بكافة الأعضاء، وثمن مبادرة المنطقة الحرة للإعلام بأبوظبي «Towfour54» بتقديم مقر دائم للمفوضية الدولية للتسامح بالألعاب الإلكترونية بالعاصمة أبوظبي، كما ثمن دور أعضاء المفوضية الذي يؤكد إيمانهم بدور المفوضية ورسالتها في تعزيز ثقافة التسامح عالمياً ولا سيما بين الشباب، مؤكداً أن المفوضية تضم شخصيات ومنظمات واتحادات رياضات إلكترونية عالمية من مختلف دول العالم.
وقال إن عالم الإنترنت أصبح الآن جزءًا لا يتجزأ من حياتنا ولم يعد منفصلاً عن العالم الحقيقي، حيث انتقل الكثيرون إلى الإنترنت ولا سيما الشباب، وحظيت الألعاب الإلكترونية بنصيب كبير من اهتمام الشباب على الإنترنت، بما يمثل فرصة يمكن الاستفادة منها بطريقة إيجابية لتعزيز التسامح والتعايش، ولمساعدة شبابنا على تعلم المهارات التي ستسمح لهم بالتعاون معنا في هذا الاتجاه، والعمل بشكل أكثر فعالية في مواجهة التحديات.
وأوضح أن المفوضية ستعمل بجد لتشكيل رؤية متكاملة وخطط استراتيجية يمكنها من تحقيق أهدافها على أرض الواقع من خلال تعزيز ثقافة التسامح في البطولات ومن خلال فعاليات وملتقيات أخرى على مدار العام، مؤكداً أن ذلك يمثل طريقاً يشارك به الجميع للوصول بالتسامح لكافة شباب العالم الممارسين والمتابعين للألعاب الإلكترونية.
وأضاف أن دولة الإمارات ستستضيف إكسبو 2020 دبي، لمدة ستة أشهر تبدأ في أكتوبر من هذا العام، بعد أن تم تأجيله من العام الماضي بسبب جائحة كوفيد -19. تشارك به أكثر من 192 دولة ومنظمة دولية. سيكون لديهم منصة مهمة لجذب وإلهام الملايين المتوقعين من الزوار من جميع أنحاء العالم وسيجمع إكسبو 2020 دبي الناس من جميع الخلفيات وجميع أنحاء الأرض معًا لتجارب فريدة مشتركة من شأنها أن تساعدهم على التعرف على بعضهم البعض والتحدث مع بعضهم البعض والعيش مع بعضهم البعض في سلام ووئام. حيث يمثل هذا الحدث الكبير فرصة مهمة للرياضات الإلكترونية، ونتطلع إلى طرح أفكار مبتكرة حول كيفية الاستفادة من أنشطة إكسبو 2020 دبي لصالح الرياضات والألعاب الإلكترونية.
من جانبه قال الدكتور وردتي محمد راضي المفوض الرياضي بوزارة الشباب والرياضة في ماليزيا إن موضوع السياسة والحوكمة للقواعد التي تعتمدها المفوضية الدولية هو أمر حيوي للغاية من خلال وضع سياسات رئيسية لمجلس الإدارة ومدونة لقواعد السلوك للتسامح داخل مجتمعات الرياضات الإلكترونية والألعاب. بما يلبي تحقيق الأهداف المتفق عليها والمعلنة خلال الاجتماع الأول، كما أن تلك القواعد ستمثل حجر الزاوية لكافة الأنشطة التي يمكن تنظيمها لدعم وتعزيز ثقافة التسامح في مختلف برامح الألعاب الإلكترونية الدولية، مشيداً باحتضان إمارة أبوظبي لمقر المفوضية ودعم الإمارات المباشر لكافة أعمالها وأهدافها.
وأوضح الدكتور نيكول بايك رئيس قطاع يوجوف العالمي للرياضات الإلكترونية والألعاب أنه من المهم جداً إتاحة الفرصة لاستخدام البيانات والأبحاث في تطوير فكر وعقلية اللاعبين لتكون منفتحة على قيم التسامح والتعايش الإنساني، وتغليب قيم الأخوة الإنسانية على ما سواها، ولتكون المنافسة من أجل الفوز منحصرة فقط في مجال اللعبة، وأن يخرج الجميع أصدقاء وأخوة في الإنسانية، وهو ملف مهم ويستدعي الكثير من البحث والتحليلات ووضع المقاييس بمساعدة التكنولوجيا المتطورة وما تتيحه من إمكانات ضخمة.
من جانبه أكد الدكتور أركادي دفوركوفيتش رئيس الاتحاد العالمي للشطرنج أن الابتكار والاستدامة عامل حيوي للغاية في تحقيق الأهداف السامية للمفوضية بدعم وتعزيز قيم التسامح لدى قطاعات ممارسي ومتابعي الألعاب الإلكترونية، مشيراً إلى أهمية النظر بعين الاعتبار إلى تأثير التكنولوجيا ودور التعلم الآلي وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي تحقق الاستدامة في القرن الحادي والعشرين، ومحاولة الاستفادة منها لنقل الرسائل الإيجابية لكافة الأطراف المشاركين بالألعاب الإلكترونية الدولية، موضحًا أن الأفكار المبتكرة ستحقق النجاح والانتشار السريع في هذا المجال، مشيداً بالدعم اللامحدود الذي تقدمه أبوظبي للمفوضية الدولية لتعزيز التسامح في الألعاب الإلكترونية، وما تقوم به قيادة الإمارات في هذا المجال.
وحول ملف الشراكات وأهميته في أسلوب عمل المفوضية أكد مايكل غرين الرئيس التنفيذي لشركة Twofour54، والرئيس المشارك كورتيسكولهاس، مدير التطوير - مركز الرئيس كارتر.. أن إدارة الشراكات مع المجتمع الدولي لتطوير علاقات هادفة تعزز رسالة التسامح في الرياضات والألعاب الإلكترونية. مضيفاً أن الاهتمام بملف الشراكات لتضم مؤسسات دولية فاعلة سيكون له أثر كبير في دعم جهود المفوضية الدولية للتسامح لتحقيق أهدافها في إطار السعي المشترك للوصول بثقافة التسامح إلى شباب العالم من خلال الرياضات الإلكترونية في ظل ما يمر به العالم من ظروف عالمية وفي ظل تفشي وباء كوفيد 19 حيث تتجلى قوة الرياضات الإلكترونية من خلال انتشارها الواسع بين مختلف شباب العالم وإمكانية الاستفادة منها لتوحيد الشعوب حول القيم الإنسانية.
وتناولت الدكتورة هايدي علاء الدين العسكري المدير التنفيذي للأولمبياد الخاص للمملكة العربية السعودية ملف الألعاب الإلكترونية وأهمية خلق بيئة تجذب المشاركة بجميع أشكالها لضمان منصة متنوعة وعادلة وشاملة في الألعاب الإلكترونية، مؤكدة أن الألعاب الإلكترونية منصة رائعة للجميع يشارك بها الشباب من أصحاب الهمم، ويعبرون عن قدراتهم بشكل رائع، كما أنها مجال خصب للاندماج بين الجميع، بما يشكل مجالاً رائعاً لنمو وتعزيز القيم الإنسانية النبيلة التي تتجاوز الحدود واللغات والأديان والثقافات، وتعلي ثقافة التعاون والتسامح والتعايش السلمي بين الجميع.
وأشادت بالمبادرة الإماراتية التي تقف حول تشكيل هذه المفوضية وتوفير بيئة حاضنة لها، إلى جانب توفير مقر لها بالعاصمة أبوظبي، مثمنة جهود معالي الشيخ نهيان بن مبارك في هذا المجال.