حدد أصحاب مشاريع ريادية في إدماج أصحاب الهمم، 6 مبادرات رئيسية يمكن للأفراد القيام بها لتفعيل أدوارهم في مواجهة الأزمات بهدف ابتكار خطط تناسب الأصحاء وذوي الاحتياجات الخاصة في حالات الطوارئ والأزمات.
وتتمثل هذه المبادرات في الاعتراف بالتحدي، طرح الموضوع ورفعه للإدارات في كافة المؤسسات، نشر التوعية فردياً وجماعياً، إشراك أصحاب الهمم في تصميم الخطط، تدريب العاملين وتأهيلهم، خلق بيئة مهيئة من بنية تحتية وتكنولوجية.
وأكدوا أن الإمارات أولت أصحاب الهمم أهمية كبيرة ضمن خطط الخمسين عام المقبلة، من حيث البنية التحتية وتوفير الخدمات، وسيدعم المستقبل هذه الشريحة بتقنيات متطورة تسهل حياتهم على أرض الدولة.
ولفتوا إلى أن الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تظهر اليوم وما ننتظره مستقبلاً ستقدم لأصحاب الهمم فرصاً أكبر في الاندماج بالمجتمعات وتوفر لهم سبل توظيف قدراتهم الإبداعية بشكل كامل ومستقل.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية أجرتها منظمة أطباء بلا حدود بالتعاون مع برنامج التوعية المجتمعية بجامعة نيويورك أبوظبي مساء أمس الثلاثاء، بعنوان «الإدماج ليس له حدود: كيفية جعل الاستجابة للطوارئ شاملة».
الاعتراف بالتحدي
وذكرت لـ«الرؤية» مستشارة شؤون تمكين أصحاب الهمم ومندوبة الشباب الإماراتي في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة للأمم المتحدة فاطمة الجاسم، أن كل إنسان قادر على خلق التغيير في محيطه، مؤكدة أن الاعتراف بوجود تحدٍ هو الخطوة الأولى للحل.
وأضافت أنه على الجميع الإنصات لأصحاب الهمم وانخراطهم في عملية تصميم خطط الأزمات والطوارئ منذ البداية حتى النهاية، موضحةً أن على أصحاب الهمم أنفسهم العمل على نشر الوعي وطلب المشاركة في صياغة الحلول المناسبة.
وأشارت الجاسم إلى الجهود الإماراتية في دمج أصحاب الهمم وتوفير الرعاية والدعم اللازم لهم خلال فترة مكافحة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، ووضعهم في أولوية الخطط أثناء إدارة الأزمة، من ناحية تأمين استمراريتهم في وظائفهم ومواصلة الدراسة عن بعد، توفير خدمات فحص كوفيد-19 المنزلي، تأمين تصريحات الخروج في أوقات الحظر والإغلاق العام، ومنحهم أولوية أخذ اللقاح ضد الفيروس، وتأمين احتياجاتهم وأدويتهم وغيرها من المبادرات.
وبينت أن المشاعر التي اعترت كل إنسان حول العالم بداية الجائحة من إحساس بالعزلة، اليأس، الخوف وترقب المجهول إلى جانب الإهمال أو التهميش، هي جزء مما يعيشه أصحاب الهمم في فترات كثيرة من حياتهم، وهو منظور يجب أن يتفكر به الجميع لفهم وإدراك أهمية الحاجة لدمج هذه الفئة في كافة القرارات والخطط، خاصة في أوقات الاستجابة للطوارئ حين لا يكون لدى ذوي الإعاقة قدرة أو معرفة بكيفية التصرف الصحيح بسبب ضعف التوعية.
توظيف الإبداع
وقالت فاطمة الجاسم أن الإمارات تضع أصحاب الهمم في مقدمة أولوياتها ضمن خطط الخمسين عام المقبلة، من حيث البنية التحتية وتوفير الخدمات، مشيرة إلى أن المستقبل سيدعم هذه الشريحة بتقنيات متطورة تسهل حياتهم على أرض الدولة.
وأشارت إلى أن الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تظهر اليوم وما ننتظره مستقبلاً ستقدم لأصحاب الهمم فرصاً أكبر في الاندماج بالمجتمعات وتوفر لهم سبل توظيف قدراتهم الإبداعية بشكل كامل ومستقل.
أطباء بلا حدود
وقال لـ«الرؤية» منسق مشروع إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في منظمة أطباء بلا حدود باتريس فاستل، إن المنظمة أدركت أهمية إدماج أصحاب الهمم في اتخاذ القرارات التي تخصهم وتصب في مصلحتهم، خاصة أثناء الأزمة الحالية في مواجهة تفشي فيروس «كوفيد-19»، موضحاً أن المنظمة أطلقت مبادرة شاملة لدمج هذه الفئة بالتعاون مع منظمات تساعد وترعى أصحاب الهمم حول العالم.
وقال: «كنت على اتصال مع أصحاب الهمم العاملين في منظمة أطباء بلا حدود بالمكاتب الرئيسية وفي بعثاتنا كموظفين دوليين ووطنيين.. أعرف بعضاً منهم ممن لعبوا دوراً رئيسياً في التأثير على مكاتبهم أو بعثاتهم عند الإدماج»، مؤكداً على أن تجربة الأشخاص من أصحاب الهمم تقوي الانعكاس العالمي للمنظمات الدولية التي ترتكز على الإنصاف والشمول والتنوع.
قواعد بيانات شاملة
وركز فاستل على أهمية توفير قواعد بيانات شاملة لدراستها والاستعداد للمستقبل، وهو ما يمكن أن تنفذه كافة المؤسسات حول العالم، إلى جانب توسيع نطاق الاستبيانات وجعل بعضها أكثر خصوصية دون ذكر أسماء حتى يتسنى لأصحاب الهمم التعبير عن أنفسهم بشكل أكبر.
وقال: «أعتقد أن جائحة كورونا ألقت الضوء على أهمية استخدام أدوات متطورة لجمع المعلومات لأنها العامل الرئيسي الذي يمكن المجتمعات من التخطيط للمستقبل ومواجهة الأزمات».
ونوه فاستل بأن القادة ليسوا فقط في المراكز القيادية بل هم أصحاب المبادرة الذين يمكنهم إحداث التغيير، موضحاً أن الجهود يجب أن تنصب على تطوير تكنولوجيات تساعد أصحاب الهمم مثل ابتكار تطبيقات ترجمة واستخدام أدوات رقمية بطريقة بمعايير سهولة الوصول إلى الذين يعانون الصم أو صعوبات عقلية.
وأضاف أن وسائل التوعية يجب أن تتطور وتكون أكثر شمولية وأسهل فهماً، مثل إنتاج فيديوهات بلغة الإشارة ومواد بلغة برايل، مبيناً أن «أطباء بلا حدود» مستعدة لبناء علاقات مع الجامعات حول العالم بهدف تشجيع الطلبة على تطوير تكنولوجيات تساهم في دمج وتثقيف أصحاب الهمم وتسهيل حياتهم.