وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن انطلاق الدورة الرابعة من المهرجان تحت شعار «على نهج زايد»، يأتي تعبيراً عن الفخر والاعتزاز بالدور الأساسي في مسيرة الدولة للقائد والمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي كان يؤكد دائماً على أن الصفاء بين البشر والتعارف والحوار والعمل المشترك بينهم، هو الطريق الأكيد لتحقيق السلام والاستقرار والرخاء في المجتمع والعالم.
و أضاف أن الجميع يتذكر بكل الفضل والعرفان والإنجازات الخالدة للشيخ زايد، والتي حققت وتحقق الخير والرخاء لأبناء الدولة ولكل من يعيشون على أرضها الطيبة، معبراً عن اعتزازه بما تركه زايد في أبنائه وشعبه من حرص كبير على تعميق قيم المحبة والسلام والتسامح، حتى أصبحت الإمارات في طليعة دول العالم أجمع واحة للتعايش والوفاق وموطناً للأمن والأمان والتقدم والنماء.
وانطلقت الفعاليات بـ«منتدى زايد.. كرمز عالمي للتسامح الإنساني» بمشاركة وزير دولة زكي نسيبة، والدكتورة أمل القبيسي وعبدالعزيز الغرير، وسفير المملكة العربية السعودية لدى الدولة تركي الدخيل، وأداره الدكتور سليمان الجاسم.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته الافتتاحية إنه في إطار الاعتزاز الوطني بالإرث الخالد لمؤسس الدولة، فإن وزارة التسامح والتعايش تقوم بتنظيم هذا المهرجان السنوي، ليكون مهرجاناً وطنياً يجسد ما تقوم به دولة الإمارات من أدوار متعددة في خدمة المجتمع والإنسان في المنطقة والعالم، وما تتسم به مسيرتها الظافرة من سلام وتآلف ووئام بين جميع أبنائها والمقيمين فيها.
وأوضح أن هذا المهرجان يعبر عن أن التسامح والتعايش الذي هو جزء أصيل في حياة الفرد والمجتمع في هذا الوطن العزيز، كما أنه مهرجان وطني يركز في فعالياته على المكانة المحورية للدين الحنيف، باعتباره منبعاً لا ينضب للقيم والمبادئ التي تحقق السلام والعدل والحرية والحياة الكريمة للفرد والرخاء للمجتمع، مضيفاً أنه مهرجان وطني يعتز بالهوية الوطنية وبما تحظى به الدولة من قيادة حكيمة وشعب واعٍ ونظام قوي، وتشريعات رشيدة ومؤسسات فاعلة وتراث خالد وأمن واستقرار متين، كما أنه يحتفي في الوقت نفسه بالعلاقات المهمة في مسيرة الدولة بين الفنون والابتكار والإبداع من جانب، والتسامح والتعايش من جانب آخر.
وأضاف أن المهرجان الوطني للتسامح والتعايش يتوافق تماماً مع ما تؤكد عليه لجنة الاستعداد للـ50، من أن القيم والمبادئ الإنسانية في مجتمع الإمارات، والتي هي عنصر مهم في الاستعداد للمستقبل وضمان قدرة الدولة على مواجهة كل التحديات، كما أنه يمثل في جوهره رسالة سلام ومحبة من الإمارات إلى العالم، ويؤكد أن المجتمع المتسامح هو مجتمع ناجح يسهم سكانه بحماسة وكفاءة في كافة التطورات الإيجابية في العالم.
وعبر عن الفخر بما تعيشه الإمارات من تلاحم قوي بين الشعب وقادته، ومن التزام قوي لدى قادة الدولة بمكانة التسامح في حاضر ومستقبل الإمارات، رافعاً أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى إخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
ولفت إلى الجهود الكبيرة التي بذلها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في سبيل إصدار وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، التي تمثل بالنسبة لوزارة التسامح والتعايش، وللمهرجان دليلاً مهماً للعمل مع الجميع من أجل نبذ التطرف والتشدد وتحقيق السلام والتعايش والتقدم في كافة ربوع العالم.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك إن «الدورة الرابعة للمهرجان حريصة على أن تكون كافة أنشطتها من أجل نشر قيم التسامح والتعايش والأخوة، تعبيراً عن الثقة والأمل في مستقبل الوطن والعالم، ونحن نواجه فيروس كورونا الذي يتطلب التعاون والتكاتف بين الجميع، بل ومد يد العون والمساندة لدعم الجميع في سبيل تحقيق النجاح المرتقب».
من جانبه أكد الدكتور زكي نسيبة أن للتسامح والتعايش قيمة عظيمة تقرب بين الشعوب وتجعلهم أقرب إلى التعاون والتعارف، ومن أجل ذلك دعت إليه كافة الأديان، مؤكداً أنه بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة أصبحت الإمارات مركزاً حضارياً وثقافياً، ومثالاً عالمياً يحتذى في الثقافة والتعايش والتسامح والأمن والأمان.
وأشار إلى أن العالم يعيش حالياً ظروفاً استثنائية جراء جائحة كوفيد-19، إلا أن مواطني الإمارات ومن يعيشون على أرضها أثبتوا للعالم أنهم متكاتفين ومتحابين ومتسامحين، فمشاهد المتطوعين من مختلف الجنسيات والأعراق والأديان، وما يتمتعون به من شغف وإنسانية للمساعدة في كافة المجالات أبهرت العالم، وبرهنت على أن الإمارات ستظل دائماً وطن المحبة والتعايش والسلام.
ومن جانبها أكدت الدكتورة أمل القبيسي أن نهج المغفور له الشيخ زايد في التسامح مبني على قيمة احترام الآخرين، احترام الاختلاف، احترام التكامل الذي يسهم به الاختلاف واحترام المرأة ودورها الذي كان محورياً في رؤية الشيخ زايد طيب الله ثراه.
وأوضحت أن 2021 «عام الـ50» يمهد لعهد جديد من السلام في المنطقة بني على أساس مفاهيم التسامح و التعايش، التي تمثل ركائز أساسية في قبول الآخرين واحترام معتقداتهم، والبحث عن السبل التي يمكن بها تحسين مستقبل العالم.
وأكدت أن التسامح و التعايش جزء أساسي من منظومة مكافحة أسس التطرف ومكافحة خطاب الكراهية، الذي بدأ يشعل اليوم أواره في مختلف مناطق العالم، وآن لدول في العالم أن تنظر لقوانين مثل قانون مكافحة التمييز ضد الأديان كجزء أساسي من جهود مكافحة التطرف، وآن لها أن تنظر إلى التسامح ليس كنبتة برية تنمو لوحدها في البراري، ولكن كبذرة تحتاج إلى رعاية ودعم مستمرين، وعليه فإن حوكمة التسامح تكتسب أهمية إضافية وتجربة الإمارات تستحق أن ينظر لها العالم وأن تكون مثالاً يُحتذى.